ان لفريضة الحج آثارا عظيمة في حياة الفرد وحياة الأمة.. وهذا مايحدثنا عنه الباحث الدكتور عبدالله محمد الطيار الاستاذ بجامعة الامام محمد بن سعود فرع القصيم فيقول: لكل فريضة من فرائض الاسلام اثار ايجابية.. تدفع الامة المسلمة نحو القوة والصبر والخير والاجر والمغفرة انها آثار دينية ودنيوية منها: * وصل حاضر الأمة بماضيها: بين الدكتور الطيار ان من آثار الحج الظاهرة انه يصل حاضر الامة الاسلامية بماضيها ويربط الجيل الحاضر بالجيل الماضي وتاريخ البيت العتيق ضارب في اعماق الزمن منذ ان دعا ابونا ابراهيم - عليه السلام - وارسل نداءه الخالد على مر الزمن الى ان يرث الله الارض ومن عليها: (واذن في الناس بالحج). * ذوبان الفوارق وعرج على ان من اثار الحج ذوبان الفوارق التي تجعل التفاضل بين الناس حسب اجناسهم والوانهم ومكانتهم في الدنيا ففي الحج تذوب تلك الفوارق بل تسقط فتتحقق المساواة بين المسلمين رغم اختلاف اجناسهم والوانهم وتباين ألسنتهم وتباعد بلادهم الجميع من آدم وآدم من تراب: (ان اكرمكم عند الله اتقاكم). * توحيد كلمة المسلمين واشار فضيلته الى ان من آثار الحج في حياة امة الاسلام توحيد كلمة المسلمين وجمع شملهم تحت راية التوحيد شعارهم المعلن هو التلبية لبيك اللهم لبيك وما ذاقت الامة ماذاقت من ويلات وحروب واستعمار وتخلف الا بسبب تفرقها وتمزقها والحج فرصة ايما فرصة للم الشمل وتوحيد الصف والوقوف في وجه العدو تحقيقا لأمر الله (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا). * تبادل المنافع التجارية والتجارب الاقتصادية وذكر الدكتور عبدالله الطيار ان من آثار الحج في حياة الامة الاسلامية تبادل التجارب والخبرات في المجال الاقتصادي وتنويع المنتوجات حسب العرض والطلب في السوق المالية في ديار المسلمين. * آثار الحج فيمن أدى فريضته وحول اثار الحج في الحاج نفسه وما يناله من رحمة.. وخير وبر بهذه الرحلة المباركة قال الدكتور الطيار: تجديد ذكر الله: من اثار الحج في حياة المسلم الذي يؤدي فريضته انه يقوي صلة المحبة بينه وبين خالقه وذلك عن طريق شعار الحج المعلن لبيك اللهم لبيك فبها يجدد المسلم ذكر الله في مواقع ومواقف متعددة يصحب ذلك خشوع وخضوع للخالق البارئ سبحانه وتعالى والمسلم بهذه التلبية يطرح كل شواغل الحياة وصوارفها التي تمنعه من القرب من خالقه طاعة وامتثالا وخشوعا وخضوعا وتذللا واجلالا لبيك اللهم لبيك, لبيك لاشريك لك لبيك . * وفي اداء مناسك الحج يذكر المسلم اليوم الآخر لان الحج مظهر مصغر ليوم الحشر والعرض على الله لذا تفيض في نفس الحاج بواعث الشوق للقاء الله ويدفعه ذلك الى العمل الصالح وينشط في مجالات الخير وتنهزم بواعث المعصية في نفسه ويبقى ذكر الموت وما بعده بين عينيه وفي هذا من الاثار العظيمة على السلوك والاخلاق مايلمسه كل حاج مع نفسه ومع الآخرين. * نيل رضوان الله ومغفرته: ومن اثار الحج في حياة المسلم الحاج انه يرجع الى بلده باذن الله نقيا من الذنوب لانه تعرض لمغفرة الله ورضوانه ووقف مع من وقف في بابه يدعو ويرجو راغبا راهبا وقد وعد الله من حج ولم يرفث ولم يفسق بالمغفرة والرضوان جاء ذلك على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه ابو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه). * يتعلم الحاج دروس التضحية والبذل ومن اثار الحج على المسلم الذي يؤدي هذه الفريضة انه يتعلم دروسا في البذل والتضحية ولذا كان الحج بابا من ابواب الجهاد اليس الحاج يترك وطنه واهله واحبابه اليس الحاج يبذل المال قربة لله؟ اليس الحاج يجهد نفسه ويخلع ثيابه ويتجرد من كل شيء طاعة لله وامتثالا لأمره؟ وهذا لون من الوان الجهاد بالمال والجهد والوقت. * الحج تدريب عملي للحاج على الصبر والطاعة ومن اثار الحج في حياة المسلم الذي يؤدي هذه الفريضة انه يتدرب عمليا على الصبر بكل انواعه, الصبر على مشقة الطاعة والصبر على ما حرم الله والصبر على ما يصيب الحاج من المشقة والجهد والعنت وفقد المال وبعد الاهل والاحباب وبهذا يتهيأ المسلم لمنازلة الاعداء وهو قوي الجانب ثابت الجنان لايدخل الخوف قلبه ولا يتسرب الهلع الى نفسه لان الاخلاص ملأ عليه سمعه وبصره فلا يصدر عنه الا السمع والطاعة. * الحج نقطة تحول في حياة الحاج والمسلم وهو يؤدي هذه الفريضة يشعر بانه يزداد بها خيرا وتقوى وصلاحا وقد اشار القرآن الكريم الى انه ينبغي للحاج الا ينسى مواقفه الضارعة في الحج وان يستمر في تعلقه بربه وانابته اليه يقول تعالى: (فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم اباءكم او اشد ذكرا). والحاج الذي يبقي اثر الحج في نفسه ويعود منه وقد تحسن حاله واستقام امره واقبل على طاعة ربه فهو الذي يرجى ان يقبل حجه فالله لا يقبل العمل إلا من المتقين قال تعالى: (انما يتقبل الله من المتقين).