في إطار سعيه لتنمية المواهب الإبداعية واستقطاب الإبداعات الشابة وبعد أمسية شعرية شارك فيها سبعة من الشعراء غالبيتهم من الشباب, نظم المنتدى الثقافي بنادي المنطقة الشرقية الأدبي مساء الثلاثاء الماضي أمسية قصصية شارك فيها أربعة من القاصين هم: عبدالله الوصالي, ريان الشققي, احمد سالم, وهناء الفريح التي قرأ عنها مشاركتها عيسى قطاوي. الأمسية أدارها القاص الشاب عبدالله الوصالي وحضرها رئيس النادي عبدالرحمن العبيد وأمين سر النادي د. عبدالعزيز العبدالهادي ومجموعة من القاصين الشباب منهم فاضل عمران وجعفر الجشي وكذلك القاص المخضرم خليل الفزيع ونخبة من المثقفين والنقاد. قبل بدء الأمسية أبدى رئيس النادي سعادته بإدارة القاص الوصالي (عضو لجنة المنتدى بالنادي) للأمسية مؤكدا على ان النادي مشرع الأبواب للجميع دون تفرقة بين شاب وشيخ او فكر وآخر.. وأكد على اهتمامه بالإبداعات الشابة في كل صنوف الأدب والإبداع. عبدالله الوصالي مدير الأمسية شكر للنادي هذه البادرة مشيرا الى ان النادي ليس كما يحاول البعض ان يصمه بالاهتمام بجيل دون آخر ولكنه كما رأى وعرف لكل الأجيال ولكل الإبداعات وشكر للمشاركين في الأمسية اهتمامهم وأعلن بدء الأمسية. كانت البداية بقصة 6 يوليو 1996م لقاص شاب من المنتسبين للنادي تناول فيها قضية اعتداء على فتاة عبر سرد تقليدي وحوار طويل وحدث مغلق اتكأ تماما على حيثيات الواقع دون تخيل. وبعد 6 يوليو قرأ عيسى قطاوي قصة هيفاء الفريح وهي بعنوان (خطوته الثالثة) وهي قصة أكدت على الخبرة والوعي بماهية القص, والسرد المكثف واعتمدت ضمير المتكلم المشارك في الحدث راويا. وجاءت قصة (التقاعد) لريان الشققي لتروي بضمير الغائب عن محنة إنسانية طوى فيها الموت أمل الحياة المريحة بعد التقاعد.. القصة رغم قدرات القاص اسهبت في الوصف و تنضيد الحكم بين ثناياها وان كسرت النهاية أفق التوقع لدى المتلقي. عبدالله الوصالي كان آخر المشاركين بقصته (نعش الذاكرة) التي اعتمد فيها الجملة القصيرة والايقاع المتصاعد بالحدث والفضاءات التي تمنح للقارىء مساحة من المشاركة في اكمال بنية القصة وفق خياله ورؤيته ووعيه. المداخلات فاق عدد المداخلين عدد القاصين.. في البداية شارك القاص خليل الفزيع بمداخلة سخر مجملها لسرد ما يؤكد ان 6 يوليه ليست بقصة وانما تمثيلية قصيرة, فيما اشار .. ان (التقاعد) تقليدية وطويلة وأثنى على قصتي هناء والوصالي كاشفا عن احتفاء الوصالي بالمكان. مصطى ابو الرز في مشاركته قال ان ما طرحه أحمد سالم كتابة توثيقية أكثر من أدبية وهي جزء من رواية.. اما الشققي فيمتلك أدوات القص وان كانت الإطالة اثرت على النص وقد لمسنا .. الأشياء والحوار الداخلي.. وأثنى على قصة خطوته الثالثة وقال انها جيدة وتستحق الوقوف عندها وعن الوصالي اوضح ان قصته مثال يحتذى به. عيسى قطاوي في مداخلة وضح ان سالم اطال وأسهب دون تحقق لما يرمي اليه وهو القصة القصيرة كعمل إبداعي.. وعن قصة الشققي قال: كانت هناك جوانب مضيئة وجوانب مظلمة فالأحداث لم توضع في إطار والوصف والتصوير زادا على احدث.. وعن قصة هناء الفريح بين ان هناك ملامح فنية اتضحت في البناء والتركيب التصويري والتخيل وان استخدام اللغة مكثف مجازيا ورمزيا. أحمد سماحة في مداخلته أكد على تباين مستويات القص بتباين فهم قاص لماهية القصة القصيرة, وحل بعض الاعمال التي قدمت موضحا مواطن الجمال الفني ومواطن الضعف وعلاقة العمل الإبداعي بالواقع مستشهدا بما طرح. مشيرا الى انه لو كانت هناك قاصة حقيقية باسم هناء الفريح لكان ذلك مكسبا حقيقيا للساحة القصصية. جعفر الجشي قدم بعض الملاحظات على القصص وعلى المداخلات التي طرحت. رئيس النادي رحب بكل ما طرح وأكد على ضرورة تقبل النقد بروح إبداعية وأثنى على قصة هناء كونها مشاركة نسائية أتت عبر البريد الإلكتروني لموقع النادي على الانترنت.. وشدد على أهمية الاهتمام باللغة وأعلن استعداد النادي لاقامة أكثر من أمسية ابداعية لمن يريد من الشباب بالاتفاق مع لجنة المنتدى الثقافي. وكانت هناك بعض المداخلات الأخرى التي قدمت رؤيتها حول ما طرح.