أثناء حملي كنت اعد الأيام وكنت أتمنى ان تمضي بسرعة, وعندما يبدأ شهر جديد تغمرني السعادة وانتظر الشهر الذي يليه الى ان جاء الشهر الذي كنت انتظره انه الشهر التاسع انه الشهر الذي سوف يأتي بضيف جديد الى أسرتي, وبعد ذلك أصبحت اعد الأيام ثم الساعات حتى جاء موعد ولادتي وبعد ذلك ولله الحمد خرجت من المستشفى ومعي طفلي, ولكن بعد فترة قصيرة اكتشف الطبيب ان طفلي مصاب ب(متلازمة داون) وعندما سمعت الخبر كدت لا أصدق ذلك وبدأت الدموع تنهمر من عيني علامة بداية حزن معي بعدها لقيت معاناة لا يعلمها إلا الله. فتارة تغفل عيني وتارة تبقى يومين لا ترى النوم وبقيت على هذه الحالة شهرا او أكثر... ومرت الأيام. بعد ذلك قررت بيني وبين نفسي ان اعرض طفلي على طبيب من ذوي الاختصاص وكان عمر طفلي آنذاك سنتين ومن هنا بدأ العلاج. اخذته عند أكثر من طبيب منهم من اعطاني الأمل في تحسن حالته ومنهم من اعطاني فقدان الأمل, الى ان وصلت الى طبيب اخبرني بضرورة ادخال طفلي مراكز تخص فئة ذوي الاحتياجات الخاصة وهي ما يطلق عليها اسم (التدخل المبكر) واخبرني بجدوى وأهمية التدخل المبكر فقمت ولله الحمد بادخال طفلي احد المراكز الخاصة لذلك وبعد سنتين من ادخال طفلي لوحظ تحسن في حالته, فهو يعتمد على نفسه من حيث العناية الذاتية يحافظ على الانتظام في الطابور يحفظ بعض الأناشيد ويبدأ أحيانا بالسلام وهو محبوب من جميع أصدقائه واقاربه, واعتبر كل هذه الأشياء انجازا كبيرا لطفلي. نعم انه انجاز كبير لطفلي هذا ما قالته احدى الأمهات التي تدل على انها ام واعية وتحمل ثقافة علمت فهي تقدر ان طفلها هذه قدراته وهذه امكانياته ولايستطيع ان يأخذ قدرات تفوق قدراته, وان هذه الأم قوية فقد تحملت المعاناة ولكنها لم تكن أسيرة لتلك المعاناة بل قابلتها بقوة وصبر وعزيمة وذلك دليل على قوة ايمانها بالله ثم ثقتها بنفسها.. نعم.. لان نوقد شمعة في قلب طفل تنير له دروب المعرفة في حياته خير لنا من ان نسب ظلام (متلازمة داون). بدحاء صنهات السهلي اخصائية نفسية