رسالة وصلتني من فتاة ضاقت بها الدنيا بعد وفاة والدها. الرسالة كانت من القلب لأنها مؤثرة وحزينة. وهي تحاول الخروج من ألم الفراق ووجع «اليتم» لكنها تصطدم دائما بحال أمها التي لم تعد ترى في الحياة بعد رحيل زوجها إلا الدمع والألم ... كنت انوي نشر رسالتها لكنني فضلت مشاركتهما لزرع الأمل في نفسيهما ونزع الألم الذي سيطر على حياتهما. الوفاء من أجمل الصفات وأنبلها. لكنه لا يعني الانطواء وحبس النفس داخل الذكريات. الحياة لا تنتهي برحيل عزيز أو غياب حبيب وألوان التفاؤل لا تختفي مهما طغت ألوان الحزن. والشمس تبزغ كل صباح فلماذا نحرم أنفسنا من نورها ودفئها. ما دخل الوفاء إن نحن تنفسنا الهواء النقي وابتسمنا لغد أفضل ومددنا أيدينا للآخرين تاركين الأمس للأمس واليوم لليوم وغدا للغد. انظري أيتها الأم لتدركي مدى تأثيرك السلبي على من هم حولك. فكري بفتاتك التي بعثت لي رسالتها وقد تكبلت بذكريات لا تريدين أن تنساها. فهل الوفاء لا يتحقق إلا بالحزن والبكاء والانزواء!؟ فكري قليلا فهناك الكثير من الأعمال أكثر دلاله على الوفاء فتصدقي للفقراء وامسحي دمعة الأيتام . فعمل الخير لا ينقطع. ولكم تحياتي [email protected]