كانت وظيفة العمدة وواجباتها ولا تزال تشكل في طبيعتها واجراءاتها عونا للمواطن في تسهيل أموره الرسمية وتعريفه لدى الجهات الأمنية حين حاجته وتصديق وثائقه التي يقدمها للجهات الحكومية والمحافظة على ما يخدم الحي. وعونا للجهات الأمنية وغيرها للوصول الى الشخص المراد مراجعته لها. ورغم بساطتها بالأمس كانت ذات أهمية بالغة لسكان الحي وللجهات الحكومية ولكن وظيفة العمدة الويم تعددت واجباتها واهدافها وصارت غير مقصورة على الأمور الأمنية وتصديق الوثائق. فلكل مرحلة زمنية في حياة المجتمع خصائصها ومتطلباتها نظرا للمتغيرات الاجتماعية والثقافية والأمنية. مما يتطلب تطوير وظيفة العمدة حسب متطلبات المرحلة ومستجداتها ومواكبة المتغيرات والتطورات المختلفة. ومن المتغيرات الايجابية في المرحلة الراهنة انتشار التعليم والتطور الثقافي لدى افراد المجتمع وزيادة الوعي لديهم باهمية التعاون مع بعضهم البعض في الارتقاء بالخدمات التي تهم الحي الذي يقطنونه بصفة خاصة والتي تهم المدينة او القرية أو الهجرة بصفة عامة. فانتشار التعليم ادى الى ظهور جيل متنور من الناس هم أحرى بتولي وظيفة العمدة وظهور الحاسب الآلي له دورا ايجابي في تنفيذ الواجبات التي حددها نظام العمد الصادر بالمرسوم رقم:م / 7 في 10/ 4/ 1406ه في المادة السابعة واللائحة التنفيذية. وجاءت المادة الخامسة عشرة التي تنص على تكوين لجنة تختص بتنمية وتطوير خدمات العمد وتشجيع سكان الحي على التعاون لمساعدة العمدة في القيام بواجباته لتفتح الباب أمام التطوير والتحديث للخدمات لتواكب المستجدات في الحاضر والمستقبل. وبذلك فأن نظام العمد قد يكون أفضل لو تضمن خدمات اجتماعية وثقافية لسكان الحي لتكون ضمن واجبات العمد الوظيفية وأرى أن يشكل مجلس للعمد في كل محافظة وكل منطقة برئاسة مدير الشرطة ويضم في عضويته اعضاء من الجامعات واجهزة التعليم وعمد الأحياء السكانية ليجتمعوا كل شهر لمناقشة تطوير الخدمات ووضع الحلول للمشكلات المحلية والعناية بابناء الاحياء والمحافظة عليهم وتقرير ما يمكن اقتراحه في هذا الشأن وبعد موافقة اصحاب القرار في وزارة الداخلية لتنفيذه. كما أرى ان يمنح العمدة الذي يؤدي واجباته على أفضل وجه ويهيء سكان الحي للتعاون معه في كل المجالات الأمنية والثقافية والاجتماعية تقديرا خاصا. في احتفال سنوي تحت رعاية المحافظ ومدير الشرطة. وذلك من شأنه خلق الوعي وحفز وتشجيع العمد النشطاء. وفي سياق هذا المقال تجدر بالذكر والثناء والتقدير الانجازات التي قام بها سعادة عمدة حي الخالدية بمدينة الهفوف بالأحساء الاستاذ(أحمد بن صالح المظفر) الذي جعل من مكتبه مركزاشعاع ثقافي واجتماعي وأمني واستطاع بحسن تصرفه ولباقته ام يجعل من سكان الحي فريق عمل للتعاون على ما فيه الخير لابناء الحي , وقد احسن سعادة مدير شركة الاحساء العميد عبد الله الزيد أن منحه شهادة تقدير صادرة من مدير عام الأمن بوزارة الداخلية الفريق اسعد ابراهيم. الاستاذ احمد صالح المظفر يتميز بمواهب قيادية واشرافية فطرية فضلا عن مواهبه الفنية والتقنية ويتحلى بروح المبادرة في الأمور الايجابية وهو صبور حليم له قدرة على معالجة الكثير من المواقف وقد نجح في استقطاب سكان حي الخالدية: وكون منهم مجلسا للحي لمناقشة كل ما يخدم المصلحة العامة أمنيا واجتماعيا., وقد استطاع ان يسجل جميع سكان الحي وذويهم في الحاسب وقد اخبرني بأنه سيعطي كل شخص في الحي بطاقة تحمل رقمه في جهاز الحاسوب حتى يسترجع بشكل فعال ودون تعطيل المعلومات عن حاملها ولينجز العمل في أقل وقت بأقل جهد. كما أقام حفلا تربويا وثقافيا لتكريم الطلبة المتفوقين من مدارس حي الخالدية وتوابعها انه عمل رائد يستحق التقدير هذا البعد التربوي الذي حققه عمدة حي الخالدية لأول مرة في تاريخ العمد. يعتبر حدثا ايجابيا في اطار تطوير خدمات العمدة وواجباته وآفاقها الجديدة التي ينبغي الأخذ بها في كل الأحياء بالمملكة. وفي المجال الصحي وضمن برنامجه لخدمة المجتمع اقام ندوة بعنوان: (أمراض الدم الوراثية) بالتعاون مع الشئون الصحية بالأحساء بغية توعية سكان حي الخالدية وتوابعها بهدف الأمراض وكيفية الوقاية منها واهمية الفحص الطبي قبل الزواج. أصدر عمدة الخالدية (دليلا للعمد بالأحساء) بحيث يسهل الاتصال بهم واشتمل الدليل على معلومات عن الجهات الأمنية والصحية وغيرها. كما اشتمل كتابه (سجل العمدة الوثاثقي) على معلومات قيمة عن الإجراءات والأعمال التي يقوم بها العمدة ونماذج للسجلات المطلوبة. ويعكس الكتاب في خطابات الشكر والتقدير التي جاءت اليه من رجالات العلم والفكر والمسئولين في المملكة مدى النجاح الذي حققه هذا العمدة المبدع في عمله. ولدى الاستاذ المظفر عمدة الخالدية مبادرات اجتماعية وامنية لمكافحة المخدرات والحفاظ على شباب الحي من الانحراف ويتمتع بثقة سكان الحي وقد استفاد من تعاونهم معه في تحقيق اهداف وظيفة العمدة الي تعدت النمطية الروتينية وهي تصديق الوثائق الى أعمال جليلة لها مردودها الايجابي امنيا وثقافيا. ويتجه الرأي للتوصية بأن يكون عمدة حي الخالدية امينا لمجلس العمد بالأحساء الذي تقدم اقتراحه في هذه المقالة والذي أرى انه من المفيد اقتراح هذا المجلس في كل محافظة وكل منطقة , وأن يكلف هذا العمدة الموهوب بالتخطيط للأفكار والواجبات التي بتوجب قيام العمده بها بالإضافة الى ما جاء به في النظام من واجبات. وان تتم ترقيته الى مرتبة أعلى تقديرا لجهوده الرائدة والتي هي فريدة من نوعها ويحسن تعميمها في انحاء المملكة. لقد فتح بجهوده آفاقا جديدة لوظيفة العمدة ومن شأنها ان تجعل هذه الوظيفة الأمنية والاجتماعية الهامة محل تقدير مجتمع المملكة , وأن ترقى بمستوى العمد ومكانتهم في نظر الجميع. ولابد من التوصيه باختيار الكفاءات من ذوي المؤهلات العلمية والمواهب الفكرية في المجالات الاجتماعية المختلفة والاستعدادات الذهنية المناسبة للاداء المتميز. سدد الله خطى العاملين.