اكد صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد بن عبدالعزيز ان تواصل الأعمال الخيرية امر حتمي لاحياد عنه وبخاصة للجمعيات والجهات الخيرية التي تحتاج المساعدة والدعم وفي مقدمتها جمعية البر بالمنطقة الشرقية والتي حصلت على لقب رائدة العمل الخيري بموافقة من المقام السامي.جاء ذلك في كلمة سموه في حفل افتتاح ظهر امس الثلاثاء اللقاء السنوي الثالث الذي تنظمه جمعية البر بالشرقية.واضاف سموه: ان العمل الخيري سمة مميزة في المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله الذي أرسى قواعد العطاء والبذل لكل محتاج من ابناء الأمة الاسلامية في جميع أنحاء العالم الاسلامي.وان استمرار الاعمال الخيرية في بلادنا المباركة في ظل قيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين أيده الله وامد في عمره امر لا غرابة فيه فقد قطعت الدولة على نفسها عهدا بمد يد العون والمؤازرة لكل محتاج امتثالا لامر الله عز وجل واقتداء بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وسيرا على نهج السلف الصالح لهذه الأمة ولقادتها الكرام. وقال سموه : لاشك في ان سلسلة النجاحات التي حققتها اللقاءات السنوية خلال الاعوام الماضية دفعت بوزارة العمل والشئون الاجتماعية وفي مقدمتها معالي الاخ الدكتور علي بن ابراهيم النملة الى تثمين هذا اللقاء السنوي الذي يعد انجازا مميزا والعمل على بلورة فكرته التي اقتصرت على الجمعيات والجهات الخيرية بالمنطقة الشرقية الى فكرة ملتقى سنوي يجمع كافة الجمعيات الخيرية بالمملكة وبرعاية كريمة من لدن سمو سيدي صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني حفظه الله . واشار سموه الى حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله على ان تعمل الجمعيات الخيرية كافة بكل جد واجتهاد لتشمل بخدماتها الاجتماعية ونشاطاتها الخيرية المحتاجين ضمن نطاقها الجغرافي المحد لها من خلال الدعم المادي والمعنوي، وليس ادل على ذلك من التبرعات التي تصل لتلك الجهات من مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين شخصيا ومن سمو سيدي ولي العهد ومن سمو سيدي النائب الثاني ومن سائر اصحاب السمو الملكي الامراء او من غيرهم من محبي الخير من ابناء هذا البلد المعطاء والتي يتم الاعلان عنها بشكل دوري عبر وسائل الاعلام. وشكر سموه في ختام الحفل معالي الدكتور علي بن ابراهيم النملة وزير العمل والشؤون الاجتماعية على حضوره هذا اللقاء المبارك، كما شكر سموه جمعية البر بالمنطقة الشرقية على ما بذلته من جهود متميزة ومساع حميدة في تنظيم وترتيب هذا اللقاء حتى يخرج بأكمل وجه وأبهى صورة. كما شكر مؤسسة سليمان بن عبدالعزيز الراجحي الخيرية على ما قدمته من دعم للقاء السنوي الثالث وفعالياته النافعة كذلك الاخوة المشاركون في فعاليات اللقاء من المشايخ الأفاضل وأساتذة الجامعات. وتمنى سموه للجميع التوفيق للوصول الى افضل النتائج والتوصيات التي تخدم اعمال البر وتعمل على تطويره الى افضل المستويات العالمية وتعمل على تلافي الملاحظات وادخال التحسينات الممكنة. وفي كلمة للجهات المشاركة القاها مدير عام جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالمنطقة الشرقية فيصل الردادي والتي اوضح فيها ما حظي به العمل الخيري في بلادنا من اهتمام ولاة الامر وفقهم الله وما هيئوا له من مجالات التطور في بيئة صالحة وارض سهلة اساسها حب الخير للجميع وعمادها رجال مخلصون لدينهم ووطنهم وينطلقون من مسلمات العقيدة السمحة التي أرسى دعائمها ديننا الحنيف. واضاف ان هذا اللقاء يفرض نفسه على مستوى الاعمال الربحية وغير الربحية وذلك لما لمسه القائمون على هذه الأعمال من خلل عريضي مرده في الاصل على ضعف كفاءة العاملين التي لايمكن تطويرها الا ببرامج التدريب المختلفة تلاها كلمة الأمين العام لجمعية البر بالمنطقة الشرقية الدكتور عبدالله القاضي والتي اشار فيها الى دور حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في الارتقاء ببلادنا الغالية لتحقيق اعلى الدرجات واروع الامثلة في التكافل الاجتماعي التي حث عليها ديننا الحنيف. وبين القاضي دور المجتمع السعودي النبيل الذي يزداد تماسكا في العطاء والبذل في شيء اوجه البر وحدد القاضي اهداف اللقاء في تحقيق تبادل التجارب وتقوية روح الالفة والاستفادة من الأسس العلمية وتزويد العاملين في العمل الخيري بما يستجد من معلومات نظرية وبحوث ميدانية بمشاركة خمسين باحثا سعوديا من خارج المنطقة وعشرين آخرين من مختلف الجامعات السعودية. والقى وزير العمل والشؤون الاجتماعية الدكتور علي بن ابراهيم النملة كلمة اوضح فيها: البيانات والاحصائيات لهذه الجمعيات حيث بلغ عددها 250 جمعية منها 23 جمعية نسائية. ووصل عدد المؤسسات الخيرية الى 28 مؤسسة خيرية وبلغت ايرادات الجمعيات حتى نهاية 21 1422ه 844ر767ر210ر1 ريالا ولدى الجمعيات 115 روضة اطفال و14 دار حضانة و20 مركز رعاية نهارية و8 اندية للشباب، و34 مستوصفا وعيادة طبية و5 مراكز علاج طبيعي، و 4 صيدليات، ووحدة واحدة لاجراء عمليات القلب المفتوح. و 4 مراكز ايوائية لرعاية المعوقين، و4 مراكز ايوائية لرعاية المسنين، و 8 مراكز تعليم خاص للمعوقين، ومركزان لخدمات المعوقين، ومشغلان لتدريب المعوقات، وتم اسكان 8665 اسرة، وشراء 8 مساكن، وتحسين مساكن اخرى. ولدى الجمعيات 31 مركزا للتفصيل والخياطة، و 54 مركزا لتعليم الحاسب الآلي، و52 مركزا لتعليم اللغات، و20 مركزا لدروس تقوية الطلاب، و10 مدارس، و 16 مشغلا للخياطة النسائية، ووجود مراكز لاعداد المربيات بدور الحضانة، ومركزان لتحسين الخطوط، ومركزان لمكافحة الامية. هذا بالاضافة الى الاسهام في المجالات الثقافية لتحفيظ القرآن الكريم والاشراف على 12 مكتبة عامة، واقامة المحاضرات والندوات، والاشراف على مركز ثقافي، وآخر سياحي، واقامة معارض الكتب، وطباعة بعض الرسائل التوعوية ونشرها. واقامة المساجد وترميمها وصيانتها وتوزيع مياه الشرب، والعناية بالمقابر ومغاسل الموتى، وانارة الشوارع، ونقل الطالبات، والمشاركة في الاسابيع والمناسبات العامة. وبلغت المساعدات العينية والنقدية 546.200.000 ريال، وتكفل الجمعيات 9370 يتيما، وهي 43 جمعية خيرية. ودعا النملة الى التنسيق بين الجهات الخيرية فيما يتعلق بالبرامج والخدمات والنشاطات حتى لاتكون هناك ازدواجية تبعثر الجهود وتضعف فاعليتها من خلال التأكيد على اهمية التخصص في البرامج والخدمات بين الجمعيات في المنطقة الواحدة. واوضح النملة ان وجود مركز معلومات متطور في كل جمعية خيرية يحتوي على معلومات كاملة عن المستفيدين والمستفيدات، وعن نشاطات الجمعية والوضع المالي والاداري فيها، او تحتمه ضرورة العمل اليومي في ظل التوجه نحو الحكومة الالكترونية ويكون مرتبطا مع بقية الجمعيات، او مع الجمعيات الاخرى في المملكة والاستفادة من تجاربها وخبراتها فيما يخدم تطوير العمل. ولعل البرنامج الذي اعدته الوزارة بالتعاون مع جمعية البر بالمنطقة الشرقية المتوقع طرح نسخته الاولى لتجريبه في الجمعيات اعتبارا من 1/1/1424ه ما يساعد على ذلك. واشار وزير العمل الى ايجاد موارد ثابتة للجمعيات كالاوقاف والمشروعات الاستثمارية والتي اصبحت مطلبا ملحا لتغطية احتياجات الجمعيات والتخطيط لمشروعاتها على اساس وجود موارد مالية ثابتة. وشدد النملة على اكتساب ثقة الناس على اساس يجعل لديهم القناعة باهمية دعم الجمعيات بالتبرعات والهبات بما يمنحها القدرة على تسيير اعمالها. واكد وزير العمل على اهمية المهنية في مجال الخدمات الاجتماعية والتي تتطلب قدرا كبيرا من الخبرة والتخصص والعلم. وهذا يتطلب بدوره ان يكون القائمون بالادارة والبحث الاجتماعي من المتخصصين في مجالهم اضافة الى الاحتساب الذي هو اساس نجاح العمل الخيري والاجتماعي، ودونهما يقصر الانسان عن بلوغ الاهداف المثالية التي تتطلب قدرا كبيرا من التفاني وانكار الذات، وبذل المال والجهد والوقت لانجاح المشروعات الخيرية. واشار معالي الوزير الى ضرورة المواءمة والمواكبة بين اعانة الفقير المحتاج وتأهيل من هو بحاجة الى تأهيل او تدريب امر حرصت عليه الجمعيات، ومشاركة الوزارة في هذا الصدد. وفي ختام الحفل كرم صاحب السمو الملكي الامير محمد بن فهد ابن عبدالعزيز عددا من المؤسسات ورجال الاعمال الذين ساهموا في دعم اللقاء السنوي الثالث وهم: مؤسسة سليمان الراجحي الخيرية وشركة راشد بن عبدالرحمن الراشد واولاده، والشيخ علي المجدوعي، ورجل الاعمال محمد بن علي الفرج. من جهة ثانية دشن سموه موقع مركز التدريب على شبكة المعلومات. الموقع: www.al-liqa.org.sa وافتتح سموه المعرض المصاحب للقاء الذي اشتمل على عدد من البرامج المقدمة والخاصة بتطوير العاملين في الجهات الخيرية وعدد من دور النشر المحلية والعربية والعالمية وفتح المعرض ابوابه للزوار على فترتين صباحية ومسائية ويستمر حتى السادس من الشهر الحالي. يذكر أن اللقاء سيستأنف جلساته اليوم الاربعاء بعدد من المحاضرات عن تأهيل المستفيدين بثلاث جلسات. من جهة اخرى تنظم اللجنة العليا للقاء تسع ورش عمل تنفذ يوم الخميس في الفترة الصباحية تم خلالها بحث عدد من الموضوعات تشمل. تحديد الاحتياجات التدريبية وكيفية اقامتها وينسقها محمد مفرح من جامعة ام القرى واختيار المتدربين ومتابعة انتاجيتهم يلقيها محمد الغامدي من كلية العلوم الصحية بالدمام واساليب تأهيل المتسولين يلقيها الدكتور عبدالله السدحان مدير عام الرعاية بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ويلقي الدكتور عمر المديفر من جامعة الملك سعود ورقة عن عوائق تأهيل المستفيدين وورقة عن التطوير الذاتي للعاملين في الجهات الخيرية يلقيها الدكتور عبدالسلام الشهري من مستشفى القوات المسلحة بالطائف. وورقة عن الاعداد والاستعداد لممارسة العمل الايجابي في الجهات الخيرية للدكتور محمد القرني من جامعة ام القرى ويقدم الدكتور مسفر الدوسري من جامعة الملك سعود ورقة عمل عن الاهمية الاقتصادية للتأهيل ويقدم الدكتور يحيى اليحيى من الجامعة الاسلامية ورقة عن تأهيل المستفيدين نظريا وتطبيقيا، وآخر ورقة عمل للدكتور عيسى الانصاري عن توطين القوى العاملة بالمنطقة الشرقية. يذكر ان اللجنة نظمت مسابقة تهدف الى استقطاب الافكار والمقترحات من قبل المهنة بالعمل الخيري بكافة مناطق المملكة في مجالات الدعوة والابحاث والتدريب وتاهيل الاسر والمجال الاجتماعي والصحي. وقد رصدت الجمعية عددا من الجوائز للابحاث المقدمة.. الأمير محمد يتجول في المعرض المصاحب سموه يدشن موقع التدريب على الانترنت