تقول : كنت اعيش في أمن وأمان من تعب الشغالة واجراءات قدومها ومشاكل وجودها في البيوت.. وكنت استمع لشكاوي النساء والصديقات.. واحمد ربي على انني في منأى عن تلك المشكلات العجيبة والغريبة, ولكن لظروف صحية.. اضطررت لاستقدام شغالة، وجاءتني (المحروسة).. عمرها 25 سنة وام لطفل عمره سنتان. وكان موالها خلال الاسبوعين الاوليين اشتياقها لطفلها وعدم قدرتها على تحمل فراقه ورغبتها في العودة.. وبكائها لفترات طويلة.. واستجدائها لي مرة.. واستجداء الزوج مرة اخرى والبنات مرة ثالثة,, هكذا تريد العودة بكل بساطة.. بعد الانتظار والدفع. قدرت مشاعرها.. فمن يقدر مشاعري.. وخسارتي. هكذا اصبحت بيوتنا معامل ومختبرات وقاعات تدريب لملايين الشغالات والسواقين تأتي لا يعرفون شيئا ثم يذهبون بكل الخبرة الى مكان آخر. كل شخص في العالم يدفع ثمنا للتدريب الا الشغالات والسواقين. وبغض النظر عن الوعود التي تغرقك بها مكاتب الاستقدام فالغش موجود والحيلة والخداع.. ومن اكبر المشكلات تأخر قدوم العمالة فترة طويلة، او تدبيس الزبون بشغالة او سواق مصيبة. ورغم ارتفاع تكلفة الاستقدام, الا ان المكاتب لاتوفر تدريبا كافيا للشغالة او السواق، او توعية مناسبة لهما بالمكان الذي سيعمل به كل منهما.. والبيت كذلك، ولا بالظروف النفسية التي يتعرضون لها، واساليب التكيف معها، وحقوق وواجبات كل من العامل والكفيل. انها تجربة عجيبة بكل المقاييس فكثير من البيوت تدخلها شغالة جديدة كل سنتين او ربما اكثر قليلا, وناهيك عن التأثير النفسي لوجود شخص غريب في الاسرة، والتأثير اللغوي والديني والثقافي على الاطفال خصوصا، والتحفظات التي يتبعها افراد المنزل في عاداتهم وسلوكهم وخاصة اذا كان الزوجان حديثا عهد بالزواج.. وغير ذلك من الآثار السلبية التي ناقشتها بعض البحوث. والحقيقة ان هذا الوضع لم يتم تناوله بمعالجات علمية وافية وشاملة.. رغم اهميته في حياتنا اليومية وشغله مساحة كبيرة من وقتنا واحاديثنا واموالنا.. والحديث عن العمالة في بيوتنا حديث شهر زاد الذي لا ينقطع.. وله بقية.