يعد مهرجان الدوحة الغنائي واحدا من اهم المهرجانات العربية المماثلة ورغم حداثته وضآلة عدد سنواته, إلا أنه استطاع ان يجد مساحة كبيرة من الاهتمام والمتابعة والانتظار من المتلقي ووسيلة الإعلام. وقد حقق خلال السنوات القليلة الفائتة نجاحا واسعا وانتشارا وأصبح من اكبر التظاهرات الفنية الخليجية. وخلال السنوات الماضية كان للفنان السعودي ووسيلة الإعلام السعودية حضور مؤثر وواضح على هذا النجاح , وذلك من خلال مشاركة العديد من نجوم الطرب السعودي وأصحاب الجماهيرية الشعبية في هذا المهرجان مما أدى الى تضاعف أرقام الجمهور المتابع للمهرجان وفعاليته. كما ان حضور ( الإعلام السعودي ) كان له أثر ترويجي ايجابي صالح للمهرجان وفعالياته. التأثير السعودي الواضح بحيث لو عدنا لقراءة تاريخ هذا المهرجان سنجد ان العديد من الفنانين السعوديين وأولهم (محمد عبده) كانوا يشكلون العمود الفقري لهيكلة النشاطات والفعاليات (الغنائية). ومن هذا المنطلق استفاد المهرجان أو اللجنة المنظمة للمهرجان من كثافة الجمهور الذي حرص على متابعة التفاصيل لحظة بلحظة. وأصبحت القاعات لا تستوعب كل القادمين. وفي المقابل كان للوسيلة الإعلامية السعودية حضور واضح اسهم في إبراز المهرجان والترويج المجاني الدعائي له. بحيث شارك في المهرجان الماضي اكثر من (15) اعلاميا سعوديا من معظم المطبوعات المحلية. قاموا بتسليط الضوء على كل ما يدور ويدار داخل أروقة المكان الذي قامت فيه فعاليات ونشاطات المهرجان وتقديم تغطية شاملة وموسعة وبارزة. اعتذار واللجنة في قمة انهماكها لترتيب أوراق المهرجان القادم ( الدوحة 2003) والذي ستنطلق فعالياته في الثالث والعشرين من شهر يناير. فوجئ أعضاؤها باعتذار خمسة من النجوم السعوديين عن المشاركة في المهرجان لهذا العام لأسباب غالبها كان (شخصيا) إما الارتباط بالعائلة , او الانشغال بتحضير أعمال قادمة. (عبد المجيد عبد الله , خالد عبد الرحمن , رابح صقر، محمد عبده , راشد الماجد) رغم ان الأخير لم يتلق في الاساس أي دعوة من اللجنة! كما انه وحتى كتابة هذا الموضوع .. لم تتضح لنا حال كل من ابو بكر سالم وعلي عبد الكريم وهل سيشاركان أم سيعتذران؟ في الوقت نفسه تعذر الوصول الى (محمد المرزوقي المشرف العام على المهرجان) هذه الاعتذرات المفاجئة كان لها أثرها السلبي الواضح داخل إطار اللجنة بحيث سببت ارباكا شديدا للمنظمين أدت الى اعادة صياغة وهيكلة وتخطيط مهرجان (الدوحة 2003) لإطلاق فعالياته في الموعد المحدد وكما خطط له مسبقا. كيف سيكون حال المهرجان بدون هؤلاء؟ لا نختلف البتة حول ما لغياب النجم صاحب الشعبية من تأثير سلبي على خط سير أي تظاهرة فنية. وأن حضوره من شأنه أن يرفع من اسهم اي نشاط او تجمع فني .. كما أننا نتفق كثيرا على اثر (الإعلام) وغيابه عن مثل هذه التجمعات. وإذا كان مهرجان الدوحة في سنواته الثلاث الماضية لم ينجح إلا لوجود العناصر الثلاثة المرتبطة ببعضها ارتباطا وثيقا وقويا وهي ( الفنان الجهمور الإعلامي) والذين يشكل منهم السعوديون النسبة الكبيرة الساحقة كيف سيكون حاله في ظل غيابهم عنه هذا العام. الفنانون لم يفصحوا عن السر الحقيقي لاعتذارهم رغم بعض الاشارات والتلميحات التي ظهرت بشكل مباشر وغير مباشر , وعلى استحياء أحيانا تفيد بأن هناك أمرا واحدا مشتركا كان هو السبب في هذا الاعتذار الجماعي !! والأيام كفيلة بكشفه لنا! عبد المجيد عبدالله - رابح صقر