اكتب هذا الموضوع بعد ان رأيت تهافت الزميلات لأخذ الجرعة الخاصة بلقاح الكبد الوبائي للفئة (أ) معللات ذلك بأننا نأكل كثيرا من المطاعم! ولمن لا يعلم طريق انتقال هذا الفيروس الى الجسم البشري اوضح انه عن طريق الطعام والشراب الملوث بفضلات بشرية مصدرها محضرو الطعام والشراب من العمال في المطاعم وغيرها.. ولعلني تحدثت عنها مرارا وتكرارا ولكنني لن اجد غضاضة للتحدث عنها مجددا ما دام الموضوع يجدد نفسه.. ومن واقع المعاناة اكتب ومازلت.. ولكن هل نرتدع؟.. هل نقوم بترشيد الاستهلاك الذي يلتهم معظم ميزانيتنا فالجولات الاسبوعية واعني عطلة نهاية الاسبوع لا تكتمل دون المرور على المطاعم بشتى انواعها.. فهناك جولة للافطار او الغداء.. وربما العشاء.. ولا بأس من قهوة او شاي بعد الظهر في أحد المقاهي المنتشرة وبكثرة.. ففي كل مكان مقهى.. وفي كل زاوية يتم افتتاح (كوفي شوب) او المقهى على الطريقة الغربية, يحوي كل مالذ وطاب من المشروبات والحلويات, تلك المطاعم والمقاهي تحتوي وما ادراك ماتحتوي (خلف الكواليس) كما ذكر مسبقا! يتساوى فيها الراقي والشعبي فمستويات النظافة متردية رغم الاسعار الباهظة! وعلى الصعيد الشخصي رأيت وعاصرت شتى انواع التسمم على مستوى العائلة والاصدقاء.. او المرضى الذين يتراكضون طلبا للعلاج.. فنحن من يشتري الداء بأيدينا!!. ونعلم انه لا فرار من تلك المطاعم والمقاهي فهي الوسيلة الوحيدة للترفيه بالنسبة للبعض.. او المكملة لجولة الترفيه تلك! ولعلني تحدثت مسبقا عما يحدث خلف الكواليس.. ولكن لم اتحدث عما رأيته امامي من (كوارث) تساءلت معها اذا كان هذا في الواجهة.. فالله يستر مما يحدث في الخفاء!! وفي الحقيقة لقد رأيت زميلات المهنة وهن لايكففن عن طلب شتى انواع الطعام بما فيه السلطات والمقبلات حتى رغم تحذيري المتكرر لمغبة ما يفعلنه.. ولكن دون جدوى! وعلى النقيض من ذلك, كنت ارى انني ومازلت مصدر التهكم والتندر في جلساتهن حين يرينني اطلب القهوة في كوب ورقي واستعمل الملاعق والشوك البلاستيكية.. وان اجبرت على الطعام فلا اطلب الا المشويات وذلك لفداحة ما رأيته, ولكننا بالطبع ننسى (ونتعشم) خيرا في المطعم او المقهى الآخر.. فلربما كان افضل من سابقيه, ولكن هل نقتنع وغيرنا بأنهم كلهم (في الهوا سوا)؟ كما يقال! لدي العديد من الامثلة على مارأيت, في الواجهة كما سبق وذكرت فلا تستغربوا اذاً عما يحدث (خلف الكاونتر) بأمتار! لن انسى مثلا اصرار شقيقتي على الاكل يوما ما وحين بادرنا لاخذ الطلب رأيت العامل الآسيوي يحمل الصحون في يد والاخرى تعبث في انفه (بحرية) شديدة.. يعني (عيني عينك) ومسكين هو من سوف يأكل من تلك الصحون!! اما الآخر فكان يلعب في شعره يمينا ويسارا.. ويالطبع يخرج احدهم من دورة المياه مسرعا دون غسل يديه.. فالطعام لن يحضره لنفسه بل للتعساء الذين يتهافتون على مثل تلك الاماكن للترفيه.. واخذ جرعات من الجراثيم.. عرض خاص 2 * 1! ولانني كنت ولا ازال مصابة (بالوسواس) فيقتصر خروجي الى المقاهي فقط.. ولكن هل ياترى سلمت؟ بالطبع لا! فما زال في جعبتي الكثير لاحدثكم عنه, فحين ذهبت الى احد المقاهي العالمية المشهورة, يحضر احدهم لك القهوة على مرأى من الزبائن فشاء حظي العاثر ان من يحضر لي قهوتي مصاب بالزكام.. تصوروا, يد تنظف بال(كلينكس) والاخرى يحضر بها بالكابوتشينو بنكهة (السعابيل) المشبعة بالفيروسات!!.. يعني ادفع مالا واحصل على قهوة وزكام (مجانا)؟!... ولكنني بسرعة البرق طلبت من الاخر ان يقوم هو بتحضيرها قبل ان يحدث مالا تحمد عقباه! اما في المقهى الاخر فقد اصبت بصدمة عصبية نظرا لانني خرجت ممنية النفس بيوم جميل بعد عناء عمل شاق استحق معه كوبا من القهوة, فوجدت شعرة حالكة السواد و(مجعدة) على خلفية بيضاء.. يعني مغروزة في كريمة كعكة الفراولة الطازجة! فأصابني الغثيان اياما وتحولت تلك اللحظات التي منيت فيها النفس بالترويح عنها الى كابوس!! وما ذكرت هي امثلة بسيطة ومازالت جعبتي تحوي العديد من المآسي والوقائع الخاصة بتلك المطاعم والمقاهي ولكن.. هل نرتدع؟ هل نكف يوما عن الذهاب الى هناك؟؟.. وهل نكف ايضا عن اكرام ضيوفنا بتلك الوجبات (الملغمة)؟؟ وهل يكف هؤلاء ايضا عن افتتاح مثل تلك الاماكن مادام الربح الخيالي يتدفق؟!