يمثل سلاح المقاطعة للمنتجات الاسرائيلية السلاح الأقوى فى يد الأمة العربية .. ويأتي ذلك السلاح ليؤكد للشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة أنهم ليسوا وحدهم، وانما العالمان العربي والاسلامي يقفان الي جانب اخوانهم الفلسطينيين في الاراضي المغتصبة . توجهنا إلى السكرتير التنفيذى لمكتب المقاطعة مع إسرائيل بدمشق (إبراهيم المحمدى) اثناء حضوره للقاهرة مؤخراً وحاورناه حول مايتردد عن جدوى المقاطعة العربية والاسلامية وتشكيل المتخاذلين فى جدواها. فكانت الحصيلة: @ "اليوم ": من خلال مؤتمركم الأخير الذى عقدتموه لضباط اتصال المقاطعة العربية للشركات الصهيونية .. هل استطعتم أن تؤكدوا استمرار المقاطعة؟ * ابراهيم المحمدي : لابد من التسمية على أهمية المقاطعة ودورها الإيجابى الحالى والمستقبلى كأداة مقاطعة سلعية ضد إسرائيل التى تحتل الأرض العربية والتى تمارس شتى أنواع الاضطهاد والتعذيب والقهر ضد شعبنا فى فلسطين. واضاف: فى المؤتمر الذى عقد فى دمشق مؤخراً أصدرنا أربع توصيات عامة الأولى فنية تخص القيمة القانونية للوثائق والمعلومات التى تستخرج من الإنترنت، وهناك موضوع سبق أن صدرت توصية بشأنه من مؤتمر الفنيين والمختصين بشئون المقاطعة الذى عقد فى شهر يوليو 2001. تنفيذا للقرارات التي صدرت عن مؤتمرات القمة الإسلامية والمؤتمرات الدورية لوزراء خارجية الدول المعنية ويمكن القول إن المنظمة استطاعت أن تحقق تقدماً ملموساً فى هذا الاطار . @ هل دعوتكم لأن تكون المقاطعة أممية بدأت تأتى أكلها بالفعل؟ * هذا هو الهدف.. كما ان هذا الكلام وجد طريقه إلى تلك الضمائر التى توجهنا إليها وإلى ذاك الوجدان الذى تأملنا خيراً وفى حقيقة الأمر حملت إلينا الأنباء أن المقاطعة الشعبية فى بلجيكا أخذت طريقها إلى التطبيق وأن رسائل ونداءات وجهت إلى المواطنين بشتى المقاطعات البلجيكية تحثهم على مقاطعة البضائع الإسرائيلية المتواجدة فى أسواقهم وحددت رقما للسلع الإسرائيلية المتواجدة بتلك الأسواق وقالت إن كل سلعة تحمل هذا الرقم هى سلعة إسرائيلية ، وعند ما تقاطعها فإنما تدعم حرية شعب مظلوم سلبت منه كرامته وسلب منه استقلاله ومازال يعيش تحت ظل القهر والظلم والاستعباد . ثم ان هناك جمعيات توجهت بهذا الطلب إلى الناس للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وذلك فقط لمقاطعة شراء المنتجات الإسرائيلية وهناك المزيد في ردود الفعل ونحن في حقيقة الأمر مازلنا في بداية الطريق وعلينا ان نحسن طرح قضيتنا أمام الرأي العام العالمي الرسمي والشعبي. @ هل تعتقدون أن آلية عمل مكتب المقاطعة الحالي كافياً للضغط على الصهاينة؟ أجهزة المقاطعة تتمثل في مواجهة العدو الإسرائيلي جزءا من التراث القومي. المقاطعة لها في العمر ما يزيد على نصف قرن ولها تجربتها ولها أسلوبها في العمل ، وأنا أقول إن المقاطعة شأنها شأن أي عمل يبدأ وليداً وينمو ويزدهر ويثمر، المقاطعة قامت بواجبها والمقاطعة حسب الدراسات التي ظهرت وكلنا يعلم الارقام التي الحقتها بالكيان الصهيوني تقدر حتى عام 1991 بما لا يقل عن 87 مليون دولار في السنة في حين ان دراسات اخرى تقول ان المقاطعة تلحق بإسرائيل ملياري دولار خسائر . اما الدراسات الاسرائيلية فتقول ان المقاطعة تفقدها نسبة 14% من الدخل القومي ونحن نقدر أن الأرقام تتجاوز ذلك بكثير لأن الاقتصاد الإسرائيلي يقوم على الاستثمارات بالدرجة الأولى ويقوم على توظيف الأموال في قطاعات معينة والقطاع الاول المنتج لديهم هو قطاع انتاج الاسلحة فاسرائيل تصب كل جهدها على تطوير انتاج الاسلحة ، وبيع الاسلحة في هذا القطاع يحقق ارباحاً كبيرة وفي الثمانينات تركز جهدها على الصناعات التي يسمونها الصناعات الدقيقة الفنية بالعلم الموجود في الاراضي المحتلة من فلسطين . وخلال الاشهر الاولى من حكم شارون اكدت الاحصاءات ان 8.3 مليار دولار دخلت في الاستثمارات وفي اطار حركتها في اسرائيل ، ولكن هذا الرقم تراجع فيما بعد نتيجة تراجع عملية السلام إلى ان حملت الانباء ان 5000 شركة انهت اعمالها وغادرت اسرائيل إلى الولاياتالمتحدة . والآن هناك العديد من الشركات الاسرائيلية تغلق ابوابها بسبب الافلاسات . كمان ان الاقتصاد الاسرائيلي يعيش اليوم حالة صعبة حتى ان رئيس وزراء اسرائيل شارون اكد ذلك . واضاف: ما نريد ان نصل اليه هو ان المقاطعة وبالمقارنة مع الفترة التي حكم فيها باراك وبعدها أي بعد شارون والانتفاضة نجد ان المليارات دخلت إلى اسرائيل للاستثمار فيها عندما كان يظن ان السلام قادم ولكن عندما افل نجم السلام وتوقفت العملية السلمية نجد ان جميع رؤوس الاموال قد هاجرت وعادت".