استعد سكان مدينة روكهامبتون الاسترالية البالغ عددهم 75 الفا امس الثلاثاء الى الانعزال عن العالم بسبب فيضانات هائلة تجتاح شمال شرق البلاد فيما تحذر السلطات من خطر الافاعي والتماسيح. مياه الفيضانات غطت منطقة توازي مساحتها مساحة فرنسا والمانيا مجتمعتين . «إ ب أ ». فقد كدس السكان اكياس الرمل حول منازلهم ومخازنهم لحمايتها من تدفق مياه نهر فيتزروي الذي يمر في المدينة وبلغ مستوى ارتفاعه امس الثلاثاء 9,2 متر. ويتوقع ان يزداد هذا الارتفاع الى 9,4 متر الاربعاء او الخميس. وتعتبر روكهامبتون الواقعة على بعد 500 كلم الى شمال بريسبان (الساحل الشرقي) احدى اكبر مدن هذه المنطقة الزراعية والغنية بالمناجم والتي تجتاحها منذ ايام عدة فيضانات وصفتها السلطات ب"الطوفان". وتخشى اجهزة الاغاثة ان يبقى مستوى المياه مرتفعا خلال اسبوعين على الاقل مما يسهم في انتشار البعوض الحامل للامراض. كما حذرت ايضا السكان من خطر الافاعي السامة والتماسيح. وقال سكوت ماهافي مدير العمليات في اجهزة الطوارئ لوكالة فرانس برس "انه موسم التزاوج وقد خرج فجأة من بيئته الطبيعية. ان الافاعي باتت عصبية جدا جدا في هذا الوقت". واضاف "ان المشكلة مع التماسيح، انه من الصعب رصدها وسط الحطام" الذي تجرفه المياه. وروى عنصر من اجهزة الاغاثة انه رأى "شرطيين يخرجان من المياه بسرعة بعد ان شاهدا على مقربة منهما فكا هائلا". وقد اغلق المطار وسكك الحديد ومعظم الطرقات المؤدية الى روكهامبتون لكن طريقا واحدا كانت لا تزال مفتوحة امس الثلاثاء، خلافا لما اعلنته الشرطة امس الأول . فمع هطول امطار غزيرة خلال اسابيع ومرور الاعصار تاشا ارتفع منسوب الانهر في شمال شرق استراليا، الى مستويات تاريخية غالبا، مما تسبب في فيضانات غمرت المناجم والاراضي الزراعية وادت الى اجلاء آلاف السكان. وتقدر السلطات عدد الاشخاص المتأثرين بالصعود الفجائي لمنسوب المياه بمائتي الف، فيما غمرت الفيضانات 22 قرية ريفية وغطت المياه منطقة توازي مساحتها مساحة فرنسا والمانيا مجتمعتين. وفي روكهامبتون تم اجلاء حوالى مائتي شخص بينهم نساء حوامل ولدن ليل الاثنين الثلاثاء. كذلك تضررت انظمة الصرف الصحي في عدد من المساكن مما ادى الى خروج مياه المجارير الى الشوارع، بينما انقطع التيار الكهربائي في بعض الاحياء. وأمس الثلاثاء قام شرطيان باخراج شخص رفض مغادرة منزله بالقوة. وعرضت الولاياتالمتحدة الاثنين مساعدتها لاستراليا. وأعلنت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في بيان "ان سفارتنا في كانبيرا تراقب الوضع وعلى اتصال مع السلطات الاسترالية. نحن على أهبة الاستعداد لتقديم المساعدة".