@ نحن نتحدث عن الشلل الدماغي كمرض يصيب الاطفال ولهذا لابد اولا ان نوضح ان اسم هذا المرض ما هو الا مصطلح يرمز للعديد من الاختلافات التي توجد بصورة منفردة او مجتمعة مما يعني ان الطفل المصاب بالشلل الدماغي لا يلتقي مع طفل آخر مصاب في كل شيء, وهذا المرض يصيب الطفل في مرحلة مبكرة من العمر ويشتمل على عدد من المشكلات الحركية مما يؤدي الى عدم التحكم في عضلات الجسم وعدم التوافق في الاداء الحركي اضافة الى مشاكل في التغذية وصعوبة الاتصال والكلام ونقص في القدرات العقلية ومشاكل في الحواس وحدوث بعض حالات الصرع, وقد أردت في زاوية اليوم التركيز على وصف المرض وساتحدث ايضا عن الطرق والنصائح التي تجنب الطفل المولود خطر الاصابة بهذا المرض فالوقاية خير من العلاج ولعل من اهمها اتباع ما امرنا الله به وخاصة الابتعاد عن المسكرات والكحوليات والحرص على التطعيم ضد الحصبة الالمانية قبل الزواج بستة اشهر على الاقل وعدم التعرض للاشعة بشكل مستمر وتجنب الادوية دون وصفة طبية وابتعاد الام الحامل عن التدخين خلال فترة الحمل وضرورة متابعتها للرعاية الصحية طيلة هذه الفترة ومحاولة المباعدة بين الولادة بحيث تكون هناك فترة راحة مناسبة بين الولادة والاخرى والاهم وقاية الاطفال من الامراض وخاصة التهاب السحايا والتهاب الدماغ والجفاف الشديد. نحن نعرف ان الاسرة التي يبتليها الله بطفل مصاب بمرض الشلل الدماغي تعاني كثيرا وتتحمل معاناة المريض نفسيا وماديا ولكن من المهم ان تتحلى العائلة بالصبر ومواصلة الجهد ويجب ان ندرك ان الجزء المصاب من الدماغ لا يمكن اصلاحه غير ان المهم لديهم ان يعرفوا ان الطفل يستطيع ان يتعلم كيفية استعمال الاجزاء السليمة من جهة لتدبير شئون حياته, وعلى الأسرة ان تدرك ما الذي سوف يصل اليه الطفل مستقبلا باذن الله. مما قلته ان التعامل مع الشلل الدماغي افضل من كل العلاج فالتعامل يتضمن مساعدة الطفل لتحقيق اقصى معدل النمو والتحسن وهو لن يكون ممكنا الا اذا بدأنا مبكرا بعد ان نتابع حركات وتصرفات الطفل وتعليمه وكلامه وسمعه والتطور في العلاقة بينه وبين من حوله اجتماعيا وعاطفيا, وكلما بكرنا في التعامل مع الحالة كلما تمكنا من حصد اكبر قدر ممكن من الاستناره, وعندما نقول ان العلاج صعب فاننا لا نعني انه مستحيل, فالطفل بحاجة الى مساعدته لتعلم التوافق الجسدي والنشاطات اليومية مثل الأكل والكتابة والعلاقات الطيبة مع الآخرين. ان الجميع يدرك ان بعض العائلات تحتاج الى مساعدة في عمل البرامج والتخطيط ولهذا فلا بأس للعائلة طلب المساعدة حتى لو كانت مقتدرة ماليا فهناك امور اخرى مثل التدريبات الخاصة لافراد العائلة لرعاية المعاق والاستشارات الفردية والجماعية لتخفيف التوتر الناشىء عن الحياة مع شخص معاق او الاستفادة من المراكز التأهيلية والرعاية الاجتماعية التي تخفف على الأسر المسئولية الكاملة عن المعوق. فالقضية تحتاج الى تكافل وتعاون. ولكم تحياتي.