"حرام مايحدث لنا.. العالم يشاهد ما تقترفه القوات الإسرائيلية بحقنا كأطفال.. ما ذنب إيمان حجوا ومحمد الدرة وآلاف الأطفال الفلسطينيين حتى يقتلوا أو يجرحوا أو يعتقلوا" هذا ما قاله الطفل سليمان أبو خليل (9 أعوام) ل"اليوم". ..نعم.. أطفال فلسطين ليسوا كباقي أطفال العالم، فقد حرمتهم آلات الدمار الإسرائيلية أن يتمتعوا بأبسط حقوق الطفولة.. بل ان آلة الحرب الإسرائيلية تتغذى على أشلاء الأطفال وآلامهم.. فقد سقط مئات الشهداء وآلاف الجرحى ومئات الأسرى في مواجهة الدبابات الإسرائيلية. أطفال فلسطين لا ينعمون بحياة طبيعية.. كيف؟.. وهم يعيشون في مرجل الحرب.. ولعب الأطفال الفلسطينيين دورا بارزاً في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.. فتعرضوا للقتل، والتعذيب ، والتشريد .. والاعتقال، على أيدي قوات الاحتلال، على مرأى ومسمع من العالم أجمع.. التدمير النفسي يقول الدكتور ارسلان الأغا عضو المجلس الأعلى للطفولة الفلسطيني: لقد أثرت الإجراءات والممارسات الإسرائيلية مباشرة على أوضاع الأطفال الفلسطينيين الاقتصادية، والاجتماعية ، والتعليمية، والنفسية، تأثيراً سلبياً". وقال انه من الصعوبة حصر الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الأطفال الفلسطينيين، "فهي كثيرة ولا تعد وبحاجة إلى جهد مؤسسات مستقلة، تهتم بالطفولة تحديداً، وبالانتهاكات الإسرائيلية بحقهم". وبين الاغا أن السياسات القمعية لقوات الاحتلال الإسرائيلي أدت إلى إصابة حوالي 68% من الأطفال الفلسطينيين، باضطرابات نفسية. موضحاً أن الأطفال الفلسطينيين يعانون من الاستيقاظ المفزع ليلاً، ورؤية الكوابيس، والتبول اللاإرادي. استهداف الأطفال ووفقاً للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ، يمثل الأطفال نحو 53% من مجموع السكان المقيمين في الأراضي الفلسطينية ، منهم 50.9% ذكورا ، 49.1% إناثا . وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية أوضحت احصائيات وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد الشهداء الأطفال، منذ انطلاقة الانتفاضة ، بلغ أكثر من 500 شهيد . وجرح ما يزيد عن 4500 طفل في قطاع غزة فقط. وتنوعت الإصابات ولكن ما نسبته 45% من الإصابات كانت في الأجزاء العلوية للجسم ( الرأس ، الرقبة ، الصدر) مما يؤكد أيضاً على نية قوات الاحتلال المبيتة قتل أكبر عدد ممكن من الأطفال. لم تكتف قوات الاحتلال باجراءاتها القمعية السابقة ، بحق الأطفال ، بل امتدت يدها ، الى اعتقال المئات منهم ، حيث بلغ عدد الأطفال الأسرى ، في سجون الاحتلال ، 400 طفل، منهم أربعة أطفال لم تتجاوز أعمارهم 11 عاماً. ويتعرض الأطفال في سجون الاحتلال للتعذيب والإهانة والابتزاز. وكان تقرير أعدته مؤسسة "بتسيلم" الإسرائيلية ، أكد أن محققي الشاباك ، يستخدمون أثناء تحقيقهم، واستجوابهم للأسرى الفلسطينيين ، أكثر من 105 وسائل للتعذيب. وفي ظل الحصار الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وتفشي البطالة يضطر الأطفال إلى السعي للقمة العيش. وتروى عشرات القصص عن أطفال في مخيم جنين، أجبرتهم الظروف الاقتصادية الصعبة، مواجهة المخاطر والتسلل عبر الوديان، والجبال ، للوصول الى مدينة الناصرة ، داخل الخط الأخضر، لبيع علب السجائر ، وزجاجات المياه المعدنية، على مفترقات الطرق. ليعودوا بعد عناء يوم كامل بمبلغ لا يتجاوز 10 ريالات. ويتكرر المشهد في بقية مدن الضفة الغربية، وقطاع غزة.. الشيهدة الهام العصار ذات الأربعة أعوام