مع بدء الحرب على العراق يسيطر الخوف والهلع على ابناء الجالية العراقية في الولاياتالمتحدة وآلاف منهم يقيمون في مدينة ديترويت (ميتشيغن شمال).وكانت السلطات الامريكية قد اعلنت انها خصصت آلاف المحققين لاستجواب العراقيين المقيمين في امريكا والذين تنظر اليهم السلطات الامريكية بأنهم موقع اتهام. وقد شبه بعض المراقبين وضع العراقيين في الولاياتالمتحدة بما تعرض لهم اليابانيون خلال الحرب العالمية الثانية حيث وضعوا في مخيمات معزولة وتعرضوا لمعاملات مهينة. وقد افادت شرطة سان دييغو (كاليفورنيا جنوب غرب) ان مكتب التحقيقات الفيدرالي يستجوب عراقيين مقيمين في الولاياتالمتحدة للحصول على معلومات مفيدة للقوات الامريكية التي ستنتشر في العراق. واوضح جون كينغستون المسؤول في الشرطة الفيدرالية في سان دييغو حيث تقيم جالية عراقية قوامها 25 الف شخص : "ما نبحث عنه هو الحصول على معلومات من شأنها مساعدتنا على حماية قواتنا" مشيرا الى ان هذه العملية تشمل كافة انحاء البلاد. واوضح مسؤولون آخرون في الشرطة الفيدرالية ان من اهداف هذا الاجراء ايضا الحصول على معلومات عسكرية او استراتيجية قد تفيد القوات الامريكية التي ستدخل العراق مثل تحديد اماكن وجود الاسلحة، او لتجنب وقوع اعتداء ارهابي محتمل في الولاياتالمتحدة. واضاف هؤلاء : انهم يريدون طمأنة الجالية المسلمة الامريكية بأنها لا يجب ان تشعر بأنها مستهدفة بالهجوم على العراق وانه ستتم حمايتها من اي اعمال عنف. ولم يحدد مكتب التحقيقات الفيدرالي عدد الاشخاص الذين سيتم استجوابهم في اطار هذه العملية التي تطبق بالتعاون مع وزارة الخارجية واجهزة الهجرة. ويقول سعد قدوم الذي لا يزال اهله واشقاؤه وشقيقاته وابناؤهم يقيمون في بغداد : "انا قلق ومحبط. لم اكن اريد المجيء الى العمل اليوم". ويضيف قدوم (49 عاما) الذي يعمل سائق شاحنة: "اجريت اتصالا هاتفيا قصيرا معهم. كانوا جميعا مجتمعين عند اهلي وقد خزنوا كميات من المياه والاغذية لكنهم خائفون جدا"