عزيزي رئيس التحرير تعجبت من أحد الكلاب بالسيرك العالمي في أحد المتنزهات بمدينة الرياض لقيامه ببعض الحركات البهلوانية الصعبة بإشارة من مدربه واندهشت من تلك الطاعة العمياء منه للمدرب ولم تزل هذه الدهشة إلا بعد ان عرفت السبب, فقد كان المدرب يعطي الكلب قطعا من الحلوى التي يحبها الكلب فور قيامه بالحركات المطلوبة فكان هذا الحافز المناسب للكلب والفوري هو السبب الرئيسي الذي جعل الكلب يطيع مدربه ويبدع وينتج هذه الحركات الرائعة. الإنسان أكثر إحساسا وإنتاجا وإبداعا من الكلب ولذلك فهو اكثر منه حاجة للحوافز, وللاسف اننا نجد الناس تعاقب المسيء فقط ولا تكافئ المجيدين مع ان التحفيز يتميز عن العقوبة بما يلي: التحفيز: متنوع - ويعطي جوا ايجابيا داخل المؤسسة - وفيه تقدير للذات. أما العقوبة: فهي محدودة, وتوجد جوا سلبيا داخل المؤسسة - وتولد احتقارا للذات. ان للتحفيز وقعا كبيرا في نفوس العاملين ودورا اكبر في انتاجيتهم مما ينعكس ايجابا على نجاح المؤسسة وتطورها, ولكن هذه الحقيقة قد تصطدم ببعض العقليات الادارية التي تظن ان التحفيز هدر للميزانية, وهذه نظرة قاصرة لم يعد يتبناها إلا مدير تحول رأسه الى حصالة حديدية. ولهؤلاء وغيرهم نقول اذا كان قلبك يتقطع ألما من الحوافز المادية, فان هناك طريقا اخر للتحفيز لا يكلف درهما واحدا وهو التحفيز المعنوي الذي يتناساه الكثير, والذي له تأثير كبير على العاملين ومنه: خطابات الشكر, وعبارات الثناء والمديح, وبعض كلمات الاطراء أسفل أوراق المؤسسة, وابداء الاعجاب والتشجيع, واعطاء الفرص القيادية, وتعريف المجموعة بمجهوداته, كما لا نهمل دور الاشراف الايجابي والسياسات العادلة كحافز مهم. تأمل معي في هذه الدراسة التي نشرت في صحيفة USA TODAY سئل الموظفون عما يحتاجون اليه بشدة؟ فكانت الحاجة رقم (1) العمل الممتع, ورقم (2) الحصول على التقدير عند انجاز العمل, ورقم (3) الإحساس بالاشتراك في صنع القرار, والحاجة رقم (7) هي الأجور المرتفعة. ومن المهم عند التحفيز ان نراعي بعض الضوابط الأساسية منها: * أن يكون التحفيز فوريا, يقول النبي عليه الصلاة والسلام: (أعط الأجير حقه قبل ان يجف عرقه). * أن تكون مناسبة للشخص الذي تحفزه, ولا توزع على من يستحق ومن لا يستحق. * أفضل مكافأة الاستقلالية وهي ان تتيح لهم ممارسة حرياتهم وابداعاتهم بعد وضع الخطوط الرئيسية. * يجب ان يحصل الاشخاص على المكافآت التي يستحقونها حسب انجازهم, ولا تتأثر المكافآت بالعوامل الشخصية. * حتى تزيد فاعليتهم يتعين ان تستجيب المكافأة لحاجاتهم وتكون ذات قيمة واهمية لهم, وتتناسب مع خبراتهم السابقة. * مراعاة الفروق الفردية وعدم معاملة الجميع باسلوب واحد في التحفيز. وأخيرا انني ارجو من كل المديرين ان يتأملوا في هذا الموقف التحفيزي بين المدرب وكلبه, وان يراعوا حاجات من يحفزونهم, وينوعوا المكافآت, ويضعوا الشروط المناسبة للحصول عليها, لتكون الحوافز ناجحة وفعالة, وليضفوا بذلك على شخصياتهم مزيدا من اللمسات. @@ سعيد عبدالله آل عازب