تأمل أخي القارئ، @ في فجر يوم خميس من شهر محرم الحرام عام 1411ه غزا الكويت. فسرق وقتل وشرد وأسر الكثيرمن الأبرياء من أبناء الكويت وبعض الدول العربية الذين تواجدوا هناك بحكم العمل. @ وفي فجر يوم خميس من شهر رجب الحرام عام 1411ه انطلقت معركة تحرير الكويت. فهزمت قواته، ودمرت آلته العسكرية وقتل عشرات الآلاف من جنوده وضباطه. @ وفي فجر يوم خميس من شهر محرم الحرام عام 1424ه انطلق أول صاروخ متجهاً إلى بغداد مؤذناً ببدء معركة ستجرب فيها أسلحة حديثة هذه المعركة سموها معركة تحرير العراق.. وكما تدين تدان والبادئ أظلم.. وما قامت ولم تقم ولن تقوم هذه المعركة لولا تعنت وصلف وكذب هذا الرجل الذي ابتلى به الله تعالى العراق والعرب والمسلمين. @ آه ما أصبرك يا أمتي على هذه النوازل والنوائب!!! @ منذ أيام كانت طبول الحرب تقرع فتقض مضاجعنا.. ونرتجف هلعاً وترتعد فرائصنا خوفاً!!! وهذه الأيام صارت القذائف الموجهة من بعد، والصواريخ- الذكية- تقرع الأرض والبنايات وحتى رمال الصحراء وأمواج البحر.. والعالم ممسك أنفاسه. والخليج بشكل خاص حابس نفسه وزائغ بصره ينتظر مجهولاً. من الكوارث والأخطار. ويقول المثل: انتظار الخطر أشد من وقوعه. لأن الخطر إذا وقع صار خطراً ظاهراً يمكن مواجهته ومعالجته، إذ صارت أبعاده محددة. أما انتظاره.. فإنه جيش من الداخل.. داخل النفس.. جيش لا يمكن تحديده أو تحجيمه أو مقاومته.. إنه موت من الداخل بعدد الأنفاس. أنه خطر يتوالد ويكبر.. يتناسل ويتمدد.. يتناسل بعدد دقات القلب.. ويتمدد في أبعاده الثلاثة بحجم الوهم المسيطر.. وكل منا يدرك حجم وهمه. @ آه يا أمتي كيف لك أن تتحملي هذا الظلم الفادح من بنيك الذين يفترض أن يكونوا بارين بك!!! ==1== وظلم ذوي القربى أشد مضاضة==0== ==0== على القلب من ضرب الحسام المهند ==2== وتتناقل وسائل الإعلام المرئية والمقروءة. صوراً تفتت القلب وتبكي الحجر.. وأبواق الطاغية ومأجوروه ينعقون بكل وقح من القول وكل منحط من الشتم الرخيص.. دون حياء أو خجل، إنما هو سلاح العاجز واتباع للشيطان: (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير). @ صورتان من عشرات بل مئات الصور تناقلتهما وسائل الإعلام المرئية والمقروءة تفتتان الصخر إحداهما صورة تصدرت الصفحة الأولى لهذه الجريدة يوم الأحد الفائت لطفل عراقي مصاب في رأسه والدموع تنهمر من عينيه. والثانية لطفل عراقي لم يبلغ السادسة من عمره. واقف بكل ما في الطفولة من براءة وعاطفة وسماحة بثياب مهلهلة قذرة وشعر منكوش ربما لم يمر عليه الماء منذ شهر. ووجه تحمل ملامحه أبشع صورة لإلغاء كرامة ابن آدم الذي كرمه الله تعالى. هذا الطفل واقف وبيده اليسرى علبة دخان.. !!! علبة دخان يعرضها على موكب عسكري أمريكي يعبر الصحراء، الحاجة التي انعكست على ملامحه الجأته إلى ذلك التسول الحارق. هذا الطفل عربي.. نعم عربي، فمن رآه من العرب رأى نفسه فيه، هكذا تقول ملامح وجهه وتقاسيمه الوسيمة فقد يكون من سلالة حاتم الطائي، أو يكون جده عنترة العبسي، أو يكون حفيد عمرو بن كلثوم.. آه يا أمتى!! ما أصعب الدمعة.. وما أسهلها!!!! بل ما أهونها في هذا الزمان.