فور فصله من تلفزيون إن.بي.سي انضم الصحفي المخضرم بيتر أرنيت الذي اشتهر بتغطية حرب الخليج 1991، إلى طاقم صحيفة ديلي ميرور البريطانية المناهضة للحرب. وبعد طرده قال أرنيت الحائز على جائرة بوليتزر للصحيفة التي انضم إلى موظفيها امس الثلاثاء أنا أقول حقيقة ما يجري هنا في بغداد ولن أعتذر لذلك. وهوجم الصحفي في الولاياتالمتحدة بسبب حديث له في بغداد قال فيه إن الخطة الاولى للحرب فشلت بسبب المقاومة العراقية. وهم الآن يحاولون وضع خطة أخرى للحرب. وأضاف من الواضح أن مخططي الحرب أساءوا تقدير تصميم القوات العراقية. وفي تعليقاتي التلفزيونية أخبر الامريكيين عن القوات العراقية واستعدادها للقتال. وقال أرنيت البالغ من العمر 68 عاما في حديث للتلفزيون العراقي أن هناك معارضة متزايدة لسير الحرب. وذاعت شهرة الصحفي الامريكي المولود في نيوزيلندا أثناء حرب الخليج عام 1991 حيث كان الصحفي التلفزيوني الامريكي الوحيد الذي بقي في بغداد أثناء قصف التحالف. وكان ذلك الحين كان يعمل لشبكة سي.إن.إن. وحتى اندلاع الحرب ضد العراق كان أرنيت في بغداد يعمل على سلسلة أفلام ناشونال جيوغرافيك إكسبرولر الوثائقية التي تنتجها ناشونال جيوغرافيك سوسايتي. وتقوم بعرض هذه السلسلة قناة إم.إس.إن.بي.سي وهي القناة الاخبارية الخاصة بالمشتركين في شبكة إن.بي.سي الامريكية. وفي نفس الوقت كان أرنيت يبعث بتقارير يومية مباشرة عن الحرب للجهتين. وصحيفة ديلي ميرور هي من الصحف الشعبية التي توصف بانها صفراء ومقرها في لندن وعموما ما تؤيد حزب العمال الذي يتزعمه رئيس الوزراء توني بلير. لكنها وجهت انتقادات لاذعة لقرار الذهاب إلى الحرب في العراق، مما يعكس آراء كثيرين من الجناح اليساري للحزب. وقطعت ناشونال جيروغرافيك اكسبرولر وإن.بي.سي وإم.إس.إن.بي.سي علاقاتها بأرنيت يوم الاثنين بحجة أن أرنيت أعرب عن آرائه الخاصة للتلفزيون العراقي. وأصدرت ناشونال جيوغرافيك سوسايتي بيانا قالت فيها أنها لم تعط الاذن ولم يكن لديها أي علم مسبق بالحديث الذي أعطاه أرنيت للتلفزيون العراقي. ولم تمت استشارتنا لما سمحنا بذلك. وأصدر رئيس إن.بي.سي نيوز نيل شابيرو بيانا مماثلا يوم الاثنين. وقال شابيرو أخطأ السيد أرنيت في منحه حديثا للتلفزيون العراقي الحكومي، خاصة في وقت الحرب، كما أخطأ في مناقشة ملاحظاته الخاصة وآرائه في تلك المقابلة. وأضاف شابيرو لهذا السبب لن يقوم بيتر أرنيت بعد الآن بتغطية الاخبار لصالح إن.بي.سي نيوز وإم.إس.إن.بي.سي. كما امتدح أرنيت وزارة الاعلام العراقية. وكانت السلطات العراقية قد طردت العديد من الصحفيين ومن بينهم طاقم سي.إن.إن في بغداد، منذ اندلاع الحرب الحالية، كما أن العديد من أطقم وسائل الاعلام مفقودون منهم ثلاثة من الصحفيين الامريكيين فقد تم أسرهم في بغداد. واعتذر أرنيت صباح يوم الاثنين في تقرير ل إن.بي.سي. وقال أود أن أعتذر ل إن.بي.سي وناشونال جيروغرافيك إكسبرولر التابع ل إم.إس.إن.بي.سي، وللشعب الامريكي بسبب خطأي في التقدير الواضح بإعطاء الحديث للتلفزيون العراقي وأضاف من الواضح أنه بإعطائي الحديث تسببت في عاصفة من النار في الولاياتالمتحدة، وأنا آسف بحق لذلك. وقال أن تعليقاته للتلفزيون العراقي حول خطة الحرب الامريكية لم تكن أكثر من ما نعرفه كلنا عن الحرب. وقال أرنيت أنه يعتزم مغادرة العراق والعودة إلى نيوزيلندا الجزيرة الصغيرة جنوب المحيط الهادئ التي عشت فيها وسأحاول السباحة وصولا إليها. وأرنيت الحائز على جائزة بوليتزر في حرب فيتنام عام 1997، هو أول صحفي غربي يجري حديثا مع أسامة بن لادن زعيم شبكة القاعدة. وترك سي.إن.إن عام 1999 بعد دحض قصة زعم فيها أنه تم استخدام غاز الاعصاب في حرب فيتنام قبل 30 عاما. ويوم الاثنين أيضا ذكرت سي.إن.إن نقلا عن مسئولين عسكريين أمريكيين أن صحفيا لدى قناة فوكس نيوز المنافسة، هو جيرالدو ريفيرا المثير للجدل، سيتم طرده بسبب إفشائه معلومات حول عمليات عسكرية قادمة في تقرير مباشر. ونفى ريفيرا الذي يرافق الفرقة 101 المجوقلة بالجيش الامريكي الشهيرة، في تقرير على الهواء مباشرة لفوكس نيوز أن يكون قد تم طرده. وزعم ريفيرا أنه موجود مع القوات الامريكية في مدينة جنوببغداد تم الاستيلاء عليها، وألقى باللائمة في التقرير على زملاء سابقين وصفهم بالجرذان في إن.بي.سي.