أكد معالي وزير الصحة الدكتور اسامة بن عبدالمجيد شبكشي مشاركة المملكة العربية السعودية دول العالم فى الاحتفاء بيوم الصحة العالمي الذي يصادف السابع من أبريل 2003م الموافق الخامس من شهر صفر 1424ه. واوضح ان مشاركة المملكة فى هذه المناسبة والتي تأتي بعنوان (تنشئة الاطفال في بيئة صحية ضمان للمستقبل) تندرج في اطار اهتماماتها بالموضوعات الصحية ذات الاولوية وايمانا منها في تعزيز أنماط الحياة الصحية لافراد المجتمع كافة وانطلاقا من سياستها في تقديم افضل وارقى الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين على أرضها تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثانى حفظهم الله. وقال: ان المملكة شهدت خلال العقدين الاخيرين تطورات كبيرة فى القطاع الصحى حيث تبنت مفهوم الرعاية الصحية الاولية كمدخل لتحقيق شعار الصحة للجميع وقد تمت تغطية 98 فى المائة من سكان المملكة بتلك الخدمات عبر 13 ادارة صحية بمختلف مناطق المملكة واستحدثت من خلال هذا المفهوم العديد من البرامج والمناهج أهمها برنامج رعاية الامومة والطفولة والبرنامج الوطني لمكافحة الاسهال لدى الاطفال وبرنامج تشجيع الرضاعة الطبيعية وبرنامج الترصد التغذوي للفئة العمرية من الولادة وحتى 5 سنوات فى المراكز الصحية والتى من شأنها أن توجد بيئة صحية جيدة لنمو الطفل. واشار معاليه الى أن وزارة الصحة اتخذت العديد من الاجراءات التى تكفل لكل طفل التمتع بأعلى مستوى صحي يمكن بلوغه واستطاعت هذه الاجراءات أن تخفض معدل وفيات الرضع والاطفال من 30 الى 1ر19 لكل الف مولود حى وارتفع معدل متوسط العمر المأمول عند الولادة من 68 الى 4ر71 سنة مشيرا الى أن النظام الصحى المنفذ حاليا يعمل على خفض وفيات الاطفال الرضع وحديثى الولادة دون الخامسة بنسبة 12 فى المائة ووفيات الامهات بنسبة 25 فى المائة قبل عام 1440ه. واكد معالي وزير الصحة نجاح برنامج التحصين الموسع الذى تنفذه وزارة الصحة حيث بلغت نسبة التطعيم أكثر من 95 فى المائة فى كافة التطعيمات منذ العام 1995م مما ساهم فى القضاء على الأمراض المستهدفة التى اختفى بعضها بالفعل مثل شلل الاطفال والدفتيريا والتيتانوس والبعض الآخر فى الطريق مثل الحصبة حيث انخفضت نسبة الاصابة بها من خمسة آلاف حالة قبل ثلاث سنوات الى 45 حالة العام الماضى كنتاج مباشر للاجراءات التى تمت فى سنوات التحصين الروتيني للاطفال والحملات التوعوية التى قامت بها الوزارة وقد تم تنفيذ الحملة الوطنية الرابعة لاستئصال شلل الاطفال بتحصين ما يقارب مليوني طفل دون سن الخامسة كما تم تنفيذ المرحلة الاولى من برنامج ازالة الحصبة بتحصين 96 فى المائة من تلاميذ المدارس المتوسطة والثانوية والبالغ عددهم حوالى مليون ونصف المليون طالب بلقاح (أم ام ار). واختتم معالي وزير الصحة تصريحه قائلا: ان احتفال هذا العام يشهد اقامة العديد من الانشطة التى تعمل على ايجاد وتعزيز الوعي الجماهيري العام بأهمية الحياة فى ظل بيئة صحية كأمر أساسي في تدعيم العمل الصحي وتسهيل مهمة القائمين عليه. من جانبه أكد المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور توفيق بن احمد خوجة بمناسبة يوم الصحة العالمى ان للنشاة فى بيئة صحية اثر بالغ فى بناء صحة الطفل وتحرير طاقاته للاسهام فى البناء والتنمية. وأفاد ان منظمة الصحة العالمية اختارت لهذا الموضوع العديد من المحاور التى تهتم بالمخاطر البيئية المحيطة بالانسان والتى تتمثل فى تلوث الهواء والماء والطعام والسكن والتربة اضافة الى بعض السلوكيات غير الصحية مثل التفريط فى النظافة واللعب بمواد خطرة او فى أماكن غير مأمونة. وبين أن مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون ومكتبه التنفيذي اولى اهمية خاصة لصحة الطفل وتنشئته النشأة السليمة ومن ابرز الموضوعات التى تصدى لها مجلس وزراء الصحة فى مجال صحة الطفل موضوعات تتعلق ببرنامج التحصين الموسع ضد امراض الطفولة المعدية والاهتمام بتغذية الطفل والتشريعات الخاصة ببدائل لبن الام والتوعية بالرضاعة الطبيعية ومشكلة الاسهال لدى الاطفال وحقوق الطفل العربي والتركيز على توعية الأم بواجباتها المختلفة حيال طفلها كى تساهم فى رعايتها بدنيا ونفسيا واجتماعيا والتنسيق بين الدول الأعضاء لتنظيم لقاءات وندوات علمية متخصصة والاستفادة من جهود منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسيف والهيئات الاخرى المختصة واجراء دراسات مختارة تدعو اليها الحاجة فى الدول الأعضاء تتعلق بصحة الطفل. وحث الدول الاعضاء على توفير الدعم الكافي للنهوض بمستوى صحة الطفولة والاهتمام بتعميم نظام السجل الصحي للطفل والتصدي للشعوذات والخرافات التى تحرم الطفل جهلا من حقوقه فى الوقاية والعلاج بالاساليب الحديثة المعتمدة وحماية الطفل من الحوادث داخل المنزل او خارجه بالاضافة الى قرارات اخرى وتوصيات تتعلق باجازات الام المرضع الموظفة وتحفيزها على التفرغ لحضانة طفلها علاوة على الاستراتيجية التى تم اجراؤها بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية حول استئصال شلل الاطفال من دول المجلس بحلول عام 2000م والحمد لله تحققت هذه الاستراتيجية واصبحت دول المجلس خالية من شلل الاطفال. وعن دور الابحاث فى التنمية الشاملة لصحة الطفل اوضح الدكتور خوجة ان وزارة الصحة وافقت على اسس اجراء المسوح الاسترشادية الخاصة بتقدير معدلات وفيات الاطفال بالدول الاعضاء على اعتبار ان معدل الوفيات يعكس مدى تقدم وارتفاع مستوى الخدمات الصحية ونجاح برامجها وهدف المسح الحصول على معلومات ليس فقط عن وفيات الاطفال ولكن عن مسبباتها والعوامل الاخرى والمرتبطة بصحة الطفل ايضا. وقد تم فى هذا المسح جمع بيانات عما يقرب من 277 الف مواطن وبيانات تفصيلية عن رعاية الامومة عن ما يقرب من 38000 أم وبيانات تفصيلية عن رعاية الطفولة عن مايقرب من 56000 طفل دون الخامسة من العمر. وتحدث الدكتور خوجة عن خطورة البيئة غير الآمنة حيث يتعرض الانسان لاستنشاق جرعات من السموم اكثر من تلك التى ينالها فى اثناء الراحة بسبب زيادة سرعة التنفس التى تصاحب النشاط العضلى حيث ان استنشاق الهواء الملوث اكثر خطورة على الصحة من تناول الاغذية الملوثة ففى الحالة الاولى تنتقل الملوثات بنسبة 100 فى المائة من الهواء المستنشق الى الدم اما فى حالة الملوثات المأخوذة عن طريق الغذاء فان نسبة معينة منها فقط هى التى تمتص من الامعاء الى الدم علاوة على ان هنالك علاقة وطيدة وطردية بين التلوث البيئي الجوي بغبار الرصاص والنمو العقلي والفكري لدى الاطفال فكلما ازدادت النسبة تخلف النمو العقلي لدى الاطفال. ورى أن اهتمام الصحة العالمية بتنشئة الاطفال فى بيئة صحية سليمة ضمان للمستقبل قد جاء من منطلق ان قضية البيئة لم تعد على هامش الاهتمام العالمي فقد شهدنا فى السنوات الاخيرة حملات واسعة لجدولة اهتمامات العالم حول صحة البيئة بوصفها واحدة من أخطر قضايا العصر كما بدأ العالم يتعامل مع قضايا البيئة بجهود مضاعفة لحماية الانسان والارض التى يعيش عليها. وتقوم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بجهود كبيرة اسهاما منها مع الجهود الدولية للحفاظ على بيئة صحية طبيعية والعمل على تنشئة الاطفال فى جو من الهدوء والطمأنينة. واوضح ان صحة البيئة وتنشئة الاطفال فى هذه البيئة الصحية والتفكير الجاد فى التعامل مع هذا الموضوع ومعالجته لم يعد ترفا بقدر ماهو قضية وهدف هو الامر الذى يتطلب الكثير من التخطيط والعمل. واشار الى ان تبني موضوع بيئة صحية للاطفال هى مسئولية كل فرد ومسئولية المجتمع بأسره بل انها من أولى الاولويات فى التخطيط الصحي السليم ورسم الاستراتيجيات المستقبلية الوطنية ككل مما يستلزم تعاون كافة مؤسسات ووزارات الدول ذات العلاقة بصحة وتنشئة الطفل. وبين ان على العاملين فى القطاع الصحي دورا كبيرا نحوا معالجة هذا الموضوع كما ان لوزارات الصحة بدول المجلس دورا أهم فهى الواجهات التى تتلقى نتائج واثار وتبعات هذه الاضرار وانعكاساتها على الخدمات الصحية والعمل على تغيير الاولويات الصحية.