يتساءل المعنيون بالتغطية الصحفية للحرب في العراق عن مدى موثوقية المعلومات التي ينقلها الصحفيون من ساحة الحرب.وما اذا كان الصحفيون والمصورون يستطيعون نقل الحقيقة مجردة كما هي دون أي تلوين. واذا كان الصحافيون الذين يرافقون القوات الأمريكية والبريطانية لتغطية الحرب يعيشون ظروفا تكون احيانا بالغة الصعوبة اذ يضطرون للنوم على الرمال وربما يزيلون العقارب من احذيتهم قبل ان ينتعلوها في الصباح فانهم سيجدون انفسهم مضطرين للاجابة عن اسئلة مهنية صعبة بعد الحرب. واذا كنا لا نعرف كم هم عدد الصحفيين الذين يغطون الحرب من الجانب العراقي فهناك ما لا يقل عن ستمائة صحافي تم دمجهم في القوات المهاجمة وتتم تنقلاتهم معها بدرجة لا سابق لها في تاريخ التغطية الاعلامية. وليس هناك من شك في ان ذلك يسمح لهم بتغطية الحرب من الجبهة ونقل صور مدهشة عن المعارك مباشرة الا انه لا ينفي انهم ينقلونها من جانب واحد.فبرغم وجودهم في قلب الحدث، يبقى السؤال المطروح: هل هم قادرون على نقل الحقيقة بكاملها؟. وقال مراسل وكالة فرانس برس لاكلان كارمايكل احد اوائل الصحافيين الذين وصلوا الى مطار صدام الدولي مع الفرقة الأمريكية الثالثة للمشاة: لا نرى سوى جزء من احد ميادين القتال. واضاف كارمايكل الذي قام بتغطية حرب الخليج في 1991: نتمكن من الوصول الى القيادات بسهولة، موضحا اننا مرتبطون الى حد ما بهم وبما نراه وبما يسمحون لنا برؤيته. ورأى الاسترالي لوك هانت الموجود في جنوبالعراق ان مشاة البحرية الأمريكية منفتحون معه ويتحدثون اليه بنزاهة. وقال لاكلان كارمايكل: يجب ان نكون ودودين مع الناس الودودين لكن علينا ان نطرح اسئلة صعبة في بعض الاحيان. ولا تفرض قوات التحالف رقابة بالمعنى الدقيق للكلمة لكن القوات الأمريكية اصدرت توجيهات للصحافيين طلبت فيها منهم عدم تحديد مواقع القوات ولا حجمها حتى لا يؤثر ذلك على امنها.. وذلك نوع من رقابة مسبقة وبحدود. وفي بعض الاحيان وفي اوج العمليات العسكرية يفقد بعض المراسلين الأمريكيين الموضوعية ويستخدمون كلمة نحن للحديث عن العسكريين الأمريكيين. ودعا مراسل مجلة أمريكية اسبوعية معروفة الى الامتناع عن الحديث عن المشاكل التقنية التي تواجهها المروحية الهجومية اباتشي حتى انتهاء الحرب. وقال: لا نريد ان يعرف صدام (حسين) بذلك. والمشكلة الحقيقية التي يواجهها الصحافيون لوجستية وترتبط بالاتصالات السيئة والرمال التي تتغلغل في اجهزة الكمبيوتر والهواتف النقالة التي يحظرها الجيش. وقد ولى زمن الصحافي الذي يحضر الحرب مزودا بقلم وورقة. فجميع الصحافيين مزودون بأجهزة كمبيوتر وانظمة اتصالات عبر الاقمار الاصطناعية. كما يحملون معهم الالبسة الواقية من اسلحة الدمار الشامل (النووية والبيولوجية والكيميائية) واقنعة واقية من الغاز ونظارات لوقاية اعينهم من الشمس والرمال. وفي بلد تضربه العواصف الرملية باستمرار تبدو المراهم المخصصة للبشرة ضرورية بينما تستخدم المحارم المعطرة بدلا من الحمام. الى ذلك يرافق الصحافيون احيانا في طلعات مروحيات بلاك هوك وهبوطها على مدرج انتقل لسيطرة القوات الأمريكية. لكن التجربة قد لا تكون مرضية. وقال كارل مالاكوناس مراسل فرانس برس مع الفرقة 101 المجوقلة: يمكنني في هذه الرحلات ان اعطي صورا اكثر شمولا واغطي قرى ومدنا كانت في وسط النزاع. واضاف: بالنسبة لي الحرب هي خصوصا الاشخاص الذين يقعون ضحايا ودمجي في القوات لا يسمح لي بتغطية هذا الجانب.