منذ أن نزل الرئيس العراقي صدام حسين من سيارته أمام مقهى النعمان في بغداد فيما يمكن اعتباره تحديا للقوات الأمريكية البريطانية التي تقبع على مشارف العاصمة بغداد تمهيدا للإطاحة به، اصبح كشك المشروبات هذا موقع جذب لكثير من الفضوليين.وظهر صدام الذي لبس زيا اخضر واعتمر قبعة سوداء. وكان وجهه متألقا وجموع العراقيين تقبل يده أو كتفه، واحتضن طفلة عراقية صغيرة باسما وقد بدت عليه علامات الارتياح في حي الاعظمية السكني في الوقت الذي كانت فيه القوات الأمريكية متمركزة على مرمى المدفعية من وسط بغداد. وعرضت كل تلفزيونات العالم صور جولته وسط الجموع التي نقلها التلفزيون العراقي.. غير أن صاحب المقهى نعمان ثابت على قناعة بان الرفيق صدام سيعود يوما الى محله الذي كان يتردد عليه عندما كان يعد الانقلاب الذي أوصل حزب البعث الى السلطة سنة 1968. وأضاف بفخر كنت اعرف في قرارة نفسي انه سيزور المقهى وسيشجعنا على المقاومة.. وقال بدا وكأن لديه حنينا الى هذا المقهى غير أنى اشعر ببعض الأسف كونه لم يتمكن من الدخول بسبب الجموع. ويعود آخر ظهور علني للرئيس العراقي الى يناير 2001. ولئن كانت شوارع بغداد اقل حركة منذ بدء الحرب على العراق فان مقهى النعمان ظل مليئا بالرجال الذين يحتسون الشاي فيه ويتجاذبون أطراف الحديث عن آخر التطورات. ويتحدث جمع من الرجال المسلحين ببنادق متمترسين وراء حاجز من الأسمنت وضع أمام المقهى عن زيارة الرئيس العراقي. وقال عامر عبد الكريم(57 سنة) مساعد قائد حزب البعث في الحي لقد شاهدتموني في صور التلفزيون وانا احيي الرفيق صدام حسين. كانت لحظة هامة.. ويتذكر لقد قال لي (عافية) مضيفا انه بعث السرور في نفس الرئيس العراقي، موضحا لقد ضحك الرفيق صدام حسين من كل قلبه عندما سألنا لماذا تستخدمون اكياس الطحين بدلا من اكياس الرمل واجبناه ان الحرب اندلعت فجأة وانه ينقصنا اكياس الرمل. ويضيف انه مستهدف من دولة تملك أقوى جيش في العالم. ويجرؤ على الخروج في الوقت الذي تستهدفه آلاف الصواريخ والقنابل وطائرات الحرب الأمريكية.. إلا أن محمد طالب يمني التحق مؤخرا بالعراق مع مئات المتطوعين العرب قال: في بلدي لا أرى البتة رئيس البلدية في الحي الذي اسكنه. وهنا رأيت الرئيس ويضيف بصوت متهدج لفرط التأثر انه تحد مباشر للأمريكيين والرئيس جورج. صدام أمكنه صعود سيارة في وضح النهار ولم يصبه شئ. ويضيف شاب آخر بدا مبهورا بما حدث الآن نحن على استعداد لمنازلة أي كان.. وربما لم يكن أن هذه قد تكون النظرة الأخيرة؟!