رأى المعلق العسكري في "هآرتس" زئيف شيف امس ان صدام حسين يقترب مع اشتداد الحصار على بغداد من "الخط الاحمر" الذي قد يقرر بعده استخدام سلاح غير تقليدي، وفي حال فعل ذلك يكون قد قضى على نفسه. وكتب: يدل اختراق القوات المدرعة الاميركية جنوببغداد اول امس على ان الدفاع العراقي عن العاصمة لا يعمل كما يجب. وتدور المعركة حالياً في منطقة المطار الدولي وتشمل قصرين يضمان المكاتب التي كان يعمل فيها صدام ايام السلم. وقبل ان يكون في استطاعة الاميركيين اختراق الاحياء الواقعة بعد 12 كيلومتراً غرب نهر دجلة، لن تحسم معركة العاصمة. ففي هذا الحي السلطة المركزية والقيادات بالاضافة الى الملاجئ وفيلات الضباط والقيادة العليا. والهدف العملاني الثاني الذي سجل للقوات الاميركية هو سحق "النداء" من الجو، وهي القوة المدرعة للحرس الجمهوري. يستخلص من كل ذلك، ان صدام يقترب من "الخط الاحمر" الذي سيكون عليه فيه ان يقرر ما اذا كان سيستخدم سلاحاً للدمار الشامل ام انه سيؤجل هذه الخطوة. وفي حال استخدمها يكون قد قضى على نفسه. لقد كان الدخول الى بغداد مفاجئاً، لانه كان المفترض ان ينتظر الاميركيون بضعة ايام قبل تنفيذ هذه العملية. ويبدو انهم استنتجوا ان الدفاع عن بغداد لم يعد منتظماً، والافضل القيام بخطوة فورية وجريئة. ويبدو ان هناك عاملين ساعدا في تسريع العملية، اولاً ان قيادة بغداد مثلها مثل قيادة غرب العراق هي لابن صدام حسين قصي الذي لم يظهر اطلاقاً في المدة الاخيرة وثمة شكوك تتعلق بنشاطه. والامر الثاني: دعوة صدام الى السكان اثناء جولته في المدينة الى المشاركة في الدفاع عن العاصمة، مما يعني انه يعرف ان غالبية فرق الحرس الجمهوري لم تعد موجودة، او لم تعد قادرة على العمل كما يجب. ولدى دخول القوات الاميركية المدينة، شوهد العديد من الناس في الشوارع، وبعضهم صفق، وبصورة خاصة الاولاد الذين لا يخافون كثيراً انتقام صدام. في المقابل يظهر في المدن الاخرى استعداد اكبر، للقبول بالاميركيين. إن المطار الدولي القريب من بغداد هو هدف رمزي مهم، ولكن الهدف من دخوله لم يكن السيطرة على المدرجات فحسب، بل الوصول الى القصور القريبة منه. وأمس ايضاً رافقت العمليات العسكرية حرب نفسية شديدة، سواء من جهة الاميركيين او العراقيين. ففي الوقت الذي اصدر فيه العراقيون كلاماً كاذباً يذكر بكذب الدول العربية في حرب الايام الستة، فان الحرب النفسية للاميركيين ركزت احياناً على عدم الدقة المقصودة. والمشكلة ان الحرب النفسية ضد العراقيين تؤثر ايضاً في وسائل الاعلام عموماً والرأي العام الغربي. في هذه الاثناء تبدو وسائل الاعلام العربية تنحو نحو القبول بالتصريحات العراقية بغض النظر عن عدم الصدق فيها. عن النهار اللبنانية