يحتفل العالم بيوم الصحة العالمي تحت شعار (تنشئة الاطفال في بيئة صحية ضمان للمستقبل) والعالم اجمع يعلم ان لكل طفل الحق في ان يبدأ حياته بداية جيدة ومشجعة ولا توجد اولوية ابسط ولا اهم من هذه الاولوية بالنسبة لكل مجتمع ان يوفر التغذية السليمة والرعاية الصحية والبيئة الاجتماعية النظيفة من اجل تهيئة الفرص والظروف الكاملة المواتية لتحقيق الحماية للطفل وعدم تعرضه لانتهاكات صارمة كالكوارث الطبيعية والحروب الخارجية والمحلية والتي توقع خسائر فادحة وان معظم ضحاياها من المدنيين خاصة الاطفال واحصائيات الاممالمتحدة للطفولة (اليونسيف) تؤكد ان حوالي مليون طفل قتلوا في النزاعات المسلحة خلال العقد الماضي واصيب ستة ملايين بجروح بالغة او اعاقة دائمة ويواجه الملايين من الاطفال الذين تيتموا نتيجة وباء الايدز المزيد من الاهمال واساءة المعاملة ويسهم سوء التغذية بالاضافة الى كل هذه الكوارث في اكثر من نصف وفيات الاطفال دون سن الخامسة في البلدان النامية ويعاني اكثر من بليون انسان من عوز واحد او اكثر من المغذيات الدقيقة كما تؤثر الاضطرابات الناجمة عن نقص اليود على 740 مليون شخص والتي تسببت في اختلالات الدماغ والاجهاضات وتضخم الغدة الدرقية وحسب احصائيات منظمة الاممالمتحدة للطفولة (اليونسيف) في عام 1999م كان عدد المواليد المعرضين للاعاقة الناتجة عن نقص اليود اقل بحوالي 12 مليون حالة عما كان عليه في عام 1990م وذلك بسبب استهلاك حوالي 70% من الاسر في العالم الملح المدعم باليود وبحمد الله ان كل انواع الملح المستهلك بالمملكة قد تم تدعيمه بعنصر اليود مما ادى الى حصر مثل هذه الحالات في نطاق ضيق ومناطق جبلية معروفة واكدت ان توفير الجرعات اللازمة والكافية من فيتامين (أ) سيقلص من وفيات الاطفال بمشيئة الله بحوالي 25% في المناطق التي تعاني معدلات عالية في وفيات الاطفال وان المملكة لا تسجل حالات بسبب نقص فيتامين (أ) بسبب توفر المصادر الغذائية لهذا الفيتامين الذي يساعد في حماية الطفل حتى سن ستة اشهر من المرض او الموت بسبب مضاعفات الحصبة او الجفاف الناتج عن الاسهالات - بإذن الله - ومن خلال برامج مكافحة امراض الاسهال لدى الاطفال في المملكة بشرت النتائج بانحسار حالات الوفاة - بإذن الله - بسبب هذه الظاهرة ويعتبر تدعيم الاغذية بالحديد ضروري لحماية الاطفال حيث يعاني نصف الاطفال في الدول النامية دون سن الخامسة من فقر الدم الغذائي. والمملكة وبشهادة منظمة الصحة العالمية تعتبر من اول الدول العربية التي قامت بتدعيم كل الطحين بالحديد والفوليك وبعض العناصر الغذائية الاخرى الهامة وذلك بفضل جهود مسئولي وزارة الصحة متمثلة في الادارة العامة للتغذية ويعتبر اطباء اطفال العالم والمختصون بشؤون الغذاء والتغذية والمهتمون والمشجعون للارضاع الطبيعي ان اول دعم حماية الطفل واكسابه افضل حماية من المرض هو اقتصار الرضيع خلال الاشهر الستة الاولى على الرضاعة الطبيعية فهي افضل تغذية ممكنة وحماية من المرض ومع ذلك نجد ان اقل من نصف الرضع في البلدان النامية هم الذين تقتصر تغذيتهم على الرضاعة الطبيعية خلال الشهور الاربعة الاولى من حياتهم ومنذ عام 1990م اكتسب حوالي 15000 مستشفى في 132 بلدا صفة المستشفيات الصديقة للطفل بسبب انتهاج هذه المستشفيات الخطوات العشر لرضاعة طبيعية ناجحة وقد كانت المملكة ممثلة في الادارة العامة للتغذية بوزارة الصحة بصفتها المنسق الوطني لبرنامج تشجيع الرضاعة الطبيعية بالتنسيق مع اليونسيف وقد احتفل هذا العام بانضمام ستة مستشفيات جديدة للقب العالمي كمستشفيات صديقة للطفل بالاضافة لاول مستشفى نال هذا اللقب سابقا وهو مجمع الرياض الطبي, وسينال شرف الانتماء للقرب المزيد من المستشفيات في القريب العاجل - بإذن الله - وسيكون صدور الموافقة السامية على المدونة الوطنية لبدائل حليب الام هي الحماية الحقيقة لاطفالنا ودعما لبرنامج الرضاعة الطبيعية والمستشفيات صديقة الطفل بإذن الله. وتدعيما للحالة التغذوية للاطفال ومتابعتهم فقد تبنت الادارة العامة للتغذية برنامج الترصد التغذوي للفئة العمرية من الولادة وحتى سن الخامسة في المراكز الصحية المختارة في مدينة الرياض ومن ثم باقي مناطق المملكة الاخرى وهذا البرنامج سيعطي صورة حقيقية للحالة التغذوية للاطفال ورصد المشاكل التغذوية لهذه الفئة لوضع الحلول المناسبة لها ومعالجتها ويشمل هذا البرنامج الجوانب الاستقصائية لرصد الحالة التغذوية والتوعية الصحية بالنسبة للامهات المراجعات بأطفالهن في المراكز الصحية بأهمية التغذية لهذه الفئة عموما والرضاعة الطبيعية على وجه الخصوص كبداية تغذوية سليمة. ان حماية الطفل هي ضمان واستمرارية لمجتمعات متعافية اذا تم توجيه الطفل ووظفت امكانياته ووفرت له كل سبل الرعاية الممكنة وتهيئة الاجواء الصحية والنفسية ابتداء بالمنزل مرورا بالمدرسة ونهاية بالمجتمع لايجاد الابداع وتفجير الطاقات والمواهب الكامنة لهذه الفئة التي تعتبر اعمدة قوية وركيزة متينة لبناء مجتمع سوي اذا توفرت لها الضمانات حتى تكون لها مساهمة فعالة لبناء امة تنتهج العلم والدراية للسير قدما نحو مستقبل باهر وكل ذلك بفضل حماية هذه الاجيال من الاهمال والحرمان وبالمشاركة وتهيئة الفرص لابراز دورهم الايجابي ومساهمتهم والتي تحتاج فعلا الى نظرة عقلانية سليمة واسس علمية ثابتة وقوية لرسم الدرب الذي يقودهم الى الصلاح والتقوى ومخافة الله وتأدية الامانة فرسم الطريق لاطفالنا بهذا المنهاج هو حماية لهم ولمستقبلهم فالبيئة المنزلية والمدرسية الصحيحة والنظيفة على اسس دينية تكون نقطة الانطلاق ويكون ناتجها نشأة سليمة لمجتمع سوي بإذن الله. المشرف العام على الادارة العامة للتغذية وزارة الصحة