لا يكاد يمر يوم إلا وأسمع تصريحا لشخص يقول إنه من قادة المعارضة العراقية، وتجده يتحدث عن خططه لحكم العراق واعتراضه على أمور او تهديده لأميركا إذا لم تفعل كذا وكذا، وبحكم وجود مالا يقل عن أربعة ملايين عراقي في المنفى فإنه من الطبيعي ان تتعدد الاصوات وتكثر التصريحات، ولكن تكمن المشكلة في التضارب الحاصل بينهم وعدم صدورهم عن رأي واحد أوتشكيلهم لحكومة وحدة وطنية مما يعطي الاميركان المبرر الكافي للاستمرار في حكم العراق بعد سقوط النظام الحالي بحجة عدم وجود البديل. لذا فإني غير متفائل كثيرا بأن مشاكل العراق ستنتهي بعد تحريره من صدام حسين ما دام أربعة ملايين عراقي في الخارج يشكلون تلك الضجة الكبيرة والتباين الواضح, ولا ننسى ان عشرين مليون عراقي في الداخل سيشعرون بأن الذين في الخارج قد سحبوا منهم البساط واستأثروا بجميع الكعكة بينما هم شعب العراق الحقيقي الذي ضحى وصبر على بطش النظام بينما الآخرون متفرجون او لا يمثلونهم، بل ان بعض قيادات المعارضة في الخارج كانوا من جلاوزة النظام، وقد مارسوا أشد انواع البطش ضدهم ولم يهربوا إلا خوفا على رؤوسهم من ان يطيح بها النظام، فكيف يحكمهم أمثال هؤلاء؟! نحن نعلم علم اليقين أن الاميركان لن يبقوا طويلا بعد انتهاء الحرب وسرعان ما سينسحبون بجيوشهم كما فعلوا في افغانستان التي لم يبق بها أكثر من لواء أميركي يحمي العاصمة كابول، ونسأل الله تعالى ألا تتحول القضية العراقية الى تصفيات جسدية من أجل الحصول على أكبر نصيب من النفوذ والسلطة، كما نسأله تعالى ألا يسعى كل حزب او طائفة الى الاستقلال عن البقية والسعي نحو تجزئ العراق الى دويلات، وما تجربة لبنان والصومال عنا ببعيدة. يجب اقناع الولاياتالمتحدة الاميركية بأن تجعل للامم المتحدة دورا كبيرا في الاشراف على مرحلة ما بعد صدام بالرغم من التنازلات الحاصلة في تلك المنظمة الدولية في شأن العراق ولكنها قد نجحت جزئيا في عدة أماكن في العالم مثل يوغوسلافيا وكوسوفا (مع تحفظاتنا الكثيرة عليها)، لكنها أدعى لاستقرار العراق الى حين يحكمه ابناؤه وتستقر اوضاعه. الرأي العام الكويتية