(نزار أزف إليك الخبر/ لقد أعلنوها.. وفاة العرب / وقد نشروا النعي فوق السطور/ وبين السطور وتحت السطور/ وعبر الصور/ وقد صدر النعي/ بعد اجتماع يضم القبائل/ جاءته حمير تحدو مضر/ وشارون يرقص بين التهاني/ تتابع من مدر او وبر/ نزار ازف اليك الخبر/ هنالك مليون دولار/ جاء بها زعماء الفصاحة/ للنعي في مدن القاتلين/ اتبتسم الآن؟/ هذي الحضارة/ ندفع من قوتنا/ لجرائد سادتنا الذابحين/.../ اذاعاتنا لا تزال تغني/ ونحن نهيم بصوت الوتر. نزار أزف إليك الخبر سئمت الحياة بعصر الرفات فهيئ بقربك لي حفرة فعيش الكرامة تحت الحفر) نقادنا البواسل, حين يقرؤون قصيدة غازي القصيبي هذه, والتي اكتفيت هنا بجزء منها.. سيقولون: انها قصيدة خطابية مباشرة وان السياق الشعري الحديث تجاوز هذا المستوى من الشعرية, ولكنهم حين وضعوا على عيونهم غشاوة (بارت) نسوا الواقع الذي تعيش فيه مجتمعاتهم, واعني بالواقع كل الابعاد الذهنية والعاطفية ومستوى نضج الوعي. قصيدة غازي القصيبي هذه التي خاطب بها نزار وبأسلوب نزار تعبر بصفاء مثل صفاء النار عن البركان الذي يزمجر في وجدان كل مثقف, بل كل فرد عربي على كل أرض. نعم ايها الشاعر الغازي: ان زعماء الفصاحة لا يدفعون من قوتنا ملايين الدولارات لجرائد سادتنا الذابحين وحسب, بل انهم يدفعونها لدباباتهم وصواريخهم التي يقتلوننا بها. غير ان الحل ليس هو الموت: الحل هو الحياة, هو التشبث بها. هو غسلها من ادران الذين يحاولون تشويهها. هو رفعها من مستوى الحفر الذي اراده للفرد العربي إلى مستوى آخر يبنيه هو حين يحقق حريته وارادته ووعيه من كل قيد وزيف وضباب. إنك أدرى بقول من قال:==1== كفى بك داء أن ترى الموت شافيا==0== ==0==وحسب المنايا أن يكن أمانيا==2== أليس كذلك أيها الشاعر الغازي؟