هناك عقدة لدى الرجل الشرقي بأن المرأة انسان أقل منه شأنا وقيمة، وقد جاء ذلك نتيجة لقيم بالية سادت باختلاف معانيها في كل عصر. ففي عصر الجاهلية كان ينظر اليها على انها مشروع جسدى فإذا كبرت فربما جلبت له العار.. ولذلك كانوا يئدونها، أي يدفنونها حية تحت التراب! ونفهم من هذا المفهوم العجيب أن الرجل الجاهلي كان يرى لنفسه فضلا على المرأة اكثر من كونه الأقوى أو رجل البيت بحكم قيامه بالأعمال، والاسفار، وكسب العيش. فالمرأة اضعف لأنها في الغالب غير قادرة على الكسب والعمل. لكن حتى في مشروع الزواج فالرجل يتزوج من المرأة دون ان تظهر عليه اعراض الحمل او ثمرة المشروع.. بينما المرأة تحمل وتتحمل ومع ذلك تلقى النظرة الدونية من الرجال. والواقع ان هذا المفهوم قد تغير كثيرا في السنوات الأخيرة بحكم ثقافة المرأة وتعليمها وبحكم دخولها الى العمل. فأصبحت تمثل قوة اقتصادية فاعلة وهو ما جعل الرجل يعمل لها حسابا بقدر ما تحققه من دخل.. وفي اعتقادي ان هذا التغير لايدل على تغيير الفكرة السابقة بل هو يؤكدها! اننا بحاجة الى ان ندرك ان المرأة هي الأم والجدة والأخت والابنة قبل ان تكون زوجة.. وهي التي ولدتنا وربتنا وسوف تلد الابناء لنا وتربيتهم. وانها هي العمود الفقري لاستقرار كل بيت وضمان كل سعادة. وتقدم كل مجتمع. وليت الرجل الشرقي يراجع نفسه، فهو وحده من دون رجال العالمين يلهث وراء المرأة عاشقا وحبيبا.. يرمى تحت قدميها عواطفه وعقله ونهاره وليله وأمواله.. فاذا تزوجها أو (امتلكها)! ورأى منها الهدوء والطيبة والحب والعطاء، ظنه ثمنا لما دفع.. وقيمة لما امتلك. قليل من الرجال الذين هم متوازنون في فهمهم وعواطفهم، قبل الزواج وبعده.. الرجل ليس رجلا بالاستعلاء، لكن بالعطاء. وليته يدرك اذا استعلى ان يدرك من أين جاء!! اضاءة: خير للفتاة ان تكون شوكة صامدة، من أن تكون وردة ساقطة!