أصاب قرار وزارة المواصلات بتحديد 5 سنوات كحد أعلى لسيارات الأجرة العامة وتطبيق هذا النظام اعتبارا من الثالث والعشرين من صفر الجاري سائقي الاجرة بالذهول .. حيث أجمعوا على أن هذا القرار فيه كثير من الاستعجال .. ولا يفيد سائق التاكسي الذي لا يستطيع شراء سيارة جديدة لا تتعدى صناعتها 5 سنوات كما ينص القرار . وتعجب البعض منهم من هذا القرار واعتبره متعسفا وجاء في ظل أوضاع سيئة تعاني منها هذه الفئة من المواطنين ، فقد أنخفض معدل الدخل اليومي بدرجة كبيرة عن الماضي .. وزادت تكاليف الصيانة . بل أن البعض تساءل عن جدوى شراء سيارة جديدة . وهم يكافحون يوميا لتوفير لقمة العيش.. واعتبروا أن هذا القرار سيدفع بعضهم إلي ترك مهنه "التكاسه" والتحول إلى التسول !! التقت "اليوم" بعدد من سائقي التاكسي ونقلت ورصدت آراءهم على القرار خصوصا انهم الفئة الخاسرة في الموضوع ، او الرابحة فيه ان كان هناك ربح فيها .. بدون دراسة في البداية أوضح عبد الله العجمي وهو سائق سيارة تاكسي منذ 20 عاما أنه تفاجأ بالقرار الذي صدر من وزارة المواصلات ويعتقد أنه غير مبني على دراسة ميدانية لأحوال "سائقي الاجرة" وقال : أن من خلال تجربتي الماضية أؤكد أنه لا يستطيع أحد من زملائي سائقي الاجرة أو حتى أنا شراء سيارة جديدة لا تتعدى صناعتها 5 سنوات . ويستطرد العجمي في شرح معاناته مؤكداً أنه يشتكي حاليا من انخفاض معدل الدخل اليومي بدرجة غير معقولة فكيف سنتمكن من شراء السيارات الجديدة الفاخرة ومن سيتكفل بشرائها لنا ولماذا نشتري سيارات جديدة ونحن غير متمكنين بالصرف عليها وصيانتها وتكاليف قطع الغيار الخاصة بها . التسول أفضل ويقول مكي سيف والذي أمضى أكثر من 16 عاما بهذه المهنة : إذا ما ألزمت وزارة المواصلات سائقي التكاسي بشراء السيارات الحديثة سيجبرنا هذا على ترك مهنة التاكسي والتوجه إلى التسول . ويضيف سيف بمرارة : إننا نكافح يوميا لجلب الرزق من خلال هذه المهنة المتعبة وأقوم بتوصيل الزبائن في سيارتي من نوعية الكابرس موديل 77 .. ومازالت تعمل منذ لمدة10 متواصلة بدون انقطاع . أين أذهب وقال سائق التاكسي معيض بن محمد والذي يستخدم سيارة الكابرس من موديل 88 أين أذهب بسيارتي هذه حين أجبر على تغييرها بسياره جديدة ومن أين لي النقود التي تكفي لشراء تلك السيارة الجديدة حسب قرار وزارة المواصلات ؟ وأشار معيض : أنهم لم يسمعوا مسبقا بهذا القرار الذي نزل علينا كالصاعقة ولم تخطرهم وزارة الواصلات به أبدا ،مؤكدا أنهم يعيشون حاليا صراعا قويا مع دخلهم اليومي ويحاولون أن يجدوا البديل لكي لا يجوع أبناؤهم أو يتشردوا . 25 عاما يقول علي بن عسل الذي أمضى أكثر من ربع قرن في مهنة سواقة التكاسي أنه يمتلك سيارة يعمل عليها تعود ملكيته لها ل 15 عاما وهي التي تتحمل العمل حتى الآن بداخل أحياء الدمام لكي يحصل من خلالها على قوت يومه الذي يستطيع أن يطعم أبناءه وذويه ويغنيهم عن التسول . ويتساءل العسل هل وزارة المواصلات تعلم إذا كنا نمتلك قيمة السيارات الحديثة .. ويضيف بمرارة إننا نعمل سائقين للتكاسي طوال اليوم تاركين أهلنا وذوينا في المنزل وحدهم بدون ولي أمر ينتبه إليهم ونخرج من الصباح الباكر لنجلب لهم لقمة العيش التي تغنيهم من مد يد الحاجة للغير . بحث المشاكل ويتدخل في الحديث سائق أخر أسمه سلطان بدر يقول إننا نطالب وزارة المواصلات بتحديد موعد للاجتماع بنا ومعرفة المشاكل التي نعانيها من وراء سواقة التكاسي وغيرها حيث إننا نشعر أن وزارة المواصلات في كل مرة تصدر فيها قراراً جديداً يتضح بأنها بعيده عن المشاكل الأساسية للسائقين . ويضيف بدر بان المسؤولين في الوزارة يستمعون ويجتمعون مع أصحاب شركات الليموزين الذين غالبا من يعمل لديهم أجانب ولا يسألون عن مشاكلنا الأساسية شيئاً. مشكلة الأجانب ويقول السائق محمد عيد والذي أمتهن سياقة التكاسي منذ ال8 سنوات أن أكبر عائق يواجهنا هم السائقون الأجانب حيث أنهم يدخلون معنا في قوت يومنا بدون أي تقيد بالشروط التي أعلنتها الوزارة لهم وأماكن عملهم المحددة. وأضاف عيد بأن على الوزارة تقييد السائقين الأجانب بدلا من المواطن ليتنسى لنا زيادة دخلنا اليومي وبذلك تغطية احتياجاتنا اليومية بدلاً من النقصان الدائم الذي نعانيه من انخفاض دخلنا بشكل كبير . استجداء الجمعيات الخيرية ويقول علي عبد الله الذي يمتلك سيارة موديل 88 يعمل بها كسائق تاكسي بالدمام منذ 8 سنوات أن قرار وزارة المواصلات والذي يلزم بتحديث السيارات سيوقفني عن العمل وسأتجه لأحدى الجمعيات الخيرية بالمنطقة لأتقاضى منهم راتباً شهريا وأنا منتظر في المنزل بدون عمل أو يتولون الصرف على أسرتي وأنا أذهب لأستجدي الناس للصرف علي. ويضيف عبد الله كيف لنا أن نتحمل شراء السيارات الجديدة ونحن نعيش المعاناة المرة في دفع إستهلاكاتنا الخاصة من تلفونات وشرب وأكل وسكن وحتى مصاريفنا اليومية فنحن نعيش معاناة في هذه كلها فكيف سنوفر كل 5 سنوات سيارة . غير ُملزمين ويقول خالد سليمان إننا غير ملزمين بهذا القرار حيث أننا لا نستطيع توفير ثمن السيارة الجديدة ومن لا يستطيع لا أحد يجبره، وإذا قامت الوزارة بإجبار السائقين بشراء السيارات الحديثة فسنتوقف عن العمل لأننا لا نملك ثمن السيارة . ويضيف سليمان بأننا إذا ما أتى يوماً وامتلكنا ثمن السيارة الجديدة فبالتأكيد سنتوقف عن مهنة التاكسي ونتجه لفتح محل صغير نأكل منه عيش فضلاً عن وقوفنا في الشوارع لمدة تزيد عن ال18 ساعة يوميا . هذه هي آراء أصحاب المشكلة الحقيقيين ... نضعها بين يدي المسئولين ... فهل يستجيبون !؟ وينتظرون العمل