شخصت جلسة اليوم الثاني من أعمال المؤتمر الدولي لوكالات الانباء العالمية حال وكالات الأنباء مع عملائها من القنوات التلفزيونية والإذاعية ووسائل الاعلام بأنها غير مواتية لعملها نتيجة تأخرها في تمرير الاخبار ورداءة الصياغة التحريرية التي تمثل عائقا لغرفة الاخبار في سرعة بثها إلى جانب تكلفة الاشتراكات المالية التي تزداد سنوياً دونما مقابل مرضٍ. وقال رئيس هيئة الاذاعة والتلفزيون عبدالرحمن الهزاع خلال جلسة أمس: من الضروري توسيع دائرة الانتشار لكي تكون وكالة الانباء محل ثقة الجميع ومصدرا للخبر والمعلومة الصحيحة بطريقة مهنية بعيداً عن اجتهادات الافراد غير المهنيين, مضيفاً: إن الصياغة الحالية ليست على قدر كاف من الدقة وليست متوافقة مع توجه القنوات الاخبارية خصوصاً مع اختلاف اللغات. واضاف: العاملون في غرفة الأخبار كثيراً ما يعانون من الصياغة كونهم يعيدون كتابة الخبر من جديد الامر الذي يأخذ الكثير من الوقت ويغيب السبق الصحفي عن الوسائل الاعلامية التقليدية التي تعتمد في عملها على الوكالات وما تقدمه لها من أخبار ومعلومات. ودعا وكالات الانباء إلى الاهتمام بالصياغة الجميلة والتي تساعد المحرر وقارئ الاخبار على أن يختصر المسافة بدلاً أن يضيع الوقت منه في التعديل والكتابة من جديد فهناك منافسون أقوياء والوقت هو الفيصل, كذلك الاهتمام بالدقة والمصداقية التي ربما تفتقدها بقية وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعية التي تعتمد على سرعة نشر الخبر بعيداً عن المهنية, لأنه من الصعوبة تصحيح المعلومة بعد نشرها وسيحكم عليك بعدم المصداقية وغير متحرٍ للدقة وهذا مطلب للعمل المهني الاحترافي لوكالات الانباء ووسائل الانباء الناقله عنها. وأشار رئيس هيئة الاذاعة والتلفزيون إلى التركيز على عامل الوقت والتواجد فالمصادر الاخبارية والمعلوماتية بلا حدود, الاشخاص البسطاء والمتلقون بذاتهم أصبحوا منافسين لوكالات الانباء في تحرير وارسال الاخبار وتوزيعها, فالناس ليس لديهم الوقت أن ينتظروا أخبارك إن لم تقدمها لهم في وقتها وسيبحثون عن غيرك. من جهته أكد بيهاروز آفاق رئيس القسم الصحفي المختص بشؤون الشرق الأوسط وغرب آسيا في إذاعة بي بي سي خدمة البث العالمي على دور وسائل التواصل الاجتماعية التي أصبحت منافسة للوكالات على تشكيل السياسات والاتجاهات خصوصاً على مستوى الشباب والتي تعتبر صحافة المواطنين فهي تنمو بشكل كبير في الشرق الاوسط, مؤكداً أن القوة الناعمة استبدلت القوة الخشنة كالحكومات والمؤسسات الاعلامية المهيمنة على الاخبار والمعلومات بعد أن كانت محتكرة من قبلها. وأشار إلى أن التنافس في السبق الصحفي مع وسائل الاتصال الاجتماعية والادوات الاعلامية الحديثة يعتبر بالغ الصعوبة, مشيراً إلى اللعب على التعمق في الاخبار والتدقيق العميق في تحليلها هو ما سيميز عمل الوكالات ووسائل الاعلام التلفزيونية والاذاعية والصحف الورقية. ووقعت خلال فعاليات المؤتمر الدولي الرابع لوكالات الأنباء مذكرة تعاون إخباري بين وكالة أنباء «إيتار تاس» الروسية سيرجي ميكلوت ووكالة «واس» السعودية وتهدف المذكرة الموقعة إلى التعاون في مجال الأخبار والصور، وتبادل الخدمات والمعلومات بين الوكالتين. وهي امتداد لتعاون سابق قائم بين الوكالتين منذ عام 2003م. كما تم الاعلان عن انعقاد المؤتمر الدولي الخامس القادم لوكالات الانباء في عاصمة اذربيجان عام 2016 بناءً على دعوة رئيس وكالة الانباء الاذربيجانية. أمين عام المؤتمر : الوكالات تحظى بمصداقية واس - الرياض أوضح الأمين العام للمؤتمر الدولي الرابع لوكالات الأنباء أوفاريس سورينسون، أن المؤتمر الذي تستضيفه المملكة العربية السعودية، ممثلة بوكالة الأنباء السعودية ( و ا س ) بالرياض خلال الفترة ( من 17 إلى 21 نوفمبر 2013م )، قد حضره عدد كبير من الشخصيات الإعلامية على مستوى العالم،التي تمثل جهات حكومية رسمية وشركات خاصة، لما له من أهمية في ضمان تحسين قدرة أعضاء المؤتمر في العمل بوصفهم منتجين رئيسيين للأخبار في العالم، وتعزيز التعاون فيما بينهم. وقال :" إن وكالات الأنباء تحظى بمصداقية كاملة لدى المتلقي "، واصفاً مستقبل علاقة وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الحديث بالمشرق، ويجب عليهم التعاون للحد من أعمال القرصنة المعلوماتية، وتنظيم عملية تبادل المعلومات والأخبار والمعرفة فيما بينها من خلال تكوين منصات عمل مشتركة باستخدام التطبيقات والوسائل الحديثة مثل : الهواتف الذكية، كون العالم يتطور بسرعة ولابد من مواكبة هذا التطور". رئيس «أ ش أ» يدعو لمواجهة التحديات الجديدة واس - الرياض أكد رئيس مجلس الإدارة رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط ( أ ش أ ) شاكر عبدالفتاح موسى، أهمية المؤتمر الدولي الرابع لوكالات الأنباء لإعادة النظر في طبيعة مهامها ونشاطاتها ولتجد لها مكانا مرموقاً في ظل التطورات الحديثة في وسائل الاتصال. ولفت الانتباه إلى ضرورة تبادل وجهات النظر بين الوكالات في مواجهة التحديات الجديدة، وأن تثبت وترسخ أقدامها في المشهد الإعلامي وتحتفظ بدورها الريادي كونها المصدر الأكثر ثقة ودقة في نقل الأخبار في جميع أنحاء العالم. وبين أنه في ظل هذه التطورات يتعين على وكالات الأنباء إعادة تشكيل نفسها بالاهتمام بأدوات إعلامية أخرى غير النص، كالاهتمام بالصوت والصورة والفيديو وتقديم المواد الإعلامية بمختلف ألوانها، مشيرا إلى أن بعض وكالات الأنباء بدأت في استخدام خدمة الفيديو وبث الصورة أكثر تطوراً من السابق.