قال بن برنانكي رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي "البنك المركزي الأمريكي": إن النهوض الاقتصادي ما زال أمامه طريقاً يقطعه، وان الوقت ما زال مبكراً قبل أن تعود السياسة النقدية إلى وضعها الطبيعي. وأكد برنانكي، في خطاب ألقاه أمام نادي "ناشونال ايكونوميستس كلوب" في واشنطن الليلة قبل الماضية أن سعر الفائدة الأمريكية القريب من الصفر بالمائة حاليا يمكن أن يستمر لفترة أطول، حتى بعد تعافي الاقتصاد وتحسن سوق العمل، بل وحتى بعد أن يتخطى التوظيف عتبة 6.5 بالمائة، حيث وصلت نسبة البطالة حالياً في الولاياتالمتحدة إلى 7.3 بالمائة. وقال: إن الطريق الأسلم نحو مقاربة أكثر طبيعية للسياسة النقدية هو أن نقوم بكل ما يمكننا القيام به من أجل دفع نهوض قوي. ومنذ أكثر من عام، ومع إبقائه على نسبة الفائدة قريبة من الصفر، اشترى الاحتياطي الفدرالي الأمريكي بقيمة 85 مليار دولار سندات خزينة وأسهم على علاقة بقروض عقارية؛ بهدف ممارسة ضغط لإبقاء الفائدة متدنية. ولم يعط برنانكي في خطابه أي شرح إضافي حول الجدول الزمني لتقليص شراء السندات، لكنه لفت إلى أنها بدأت تزيد من تكاليف الفدرالي الاحتياطي. جاءت هذه التصريحات قبل ساعات من صدور بيانات التضخم في الولاياتالمتحدة في وقت لاحق من يوم امس، والتي تأخرت بسبب الغلق الجزئي لمؤسسات الحكومة الأمريكية لمدة 16 يوما، منذ مطلع أكتوبر الماضي على خلفية فشل الكونجرس في تمرير ميزانية العام المالي الجديد الذي بدأ أول الشهر الماضي. وكان معدل التضخم قد بلغ في سبتمبر الماضي 1.2 بالمائة وهو ما يقل كثيرا عن الحد الأقصى المسموح به بالنسبة لمجلس الاحتياط الاتحادي وهو 2 بالمائة سنويا. يذكر أن مجلس الاحتياط الاتحادي تحت قيادة برنانكي يترقب منذ شهور الفرصة المناسبة لكي يقلص برنامج شراء سندات الخزانة الحكومية بقيمة 85 مليار دولار شهريا بهدف إنعاش الاقتصاد. ويبقي المجلس على سعر الفائدة قريبا من الصفر في المئة منذ ديسمبر 2008. وفي كلمة مكتوبة له أمام مجموعة من خبراء الاقتصاد في واشنطن، قال برنانكي مساء أمس الاول: إن سوق العمل شهدت تحسنا ملموسا في ظل الجولة الثالثة من شراء السندات من جانب مجلس الاحتياط الاتحادي منذ 2008. كانت الجولة الأخيرة من برنامج شراء السندات قد ضخت حوالي 2ر1 تريليون دولار إلى الاقتصاد الأمريكي منذ إطلاقها في سبتمبر 2012.