يبدي كثير من الاهالي تذمرهم وشكواهم من اهمال اولادهم للدراسة والمذاكرة والبعض الاخر يتجاوز ذلك الى القلق على اعتبار ان التعليم عصب الحياة.. الاخصائي النفسي احمد السعيد من ادارة الرعاية الصحية بالقطيف والذي اثمرت تجربته في العلاج السلوكي للاطفال نجاحا بنسبة 78% في زمن قياسي هو سنتان ركز خلالها على ضرورة التوعية الصحية والسلوكية يرى ان بعض الابناء يلجأون الى اهمال دراستهم من اجل اثارة الوالدين وحب الازعاج ولفت الانتباه ويؤكد على الوالدين بضرورة التحلي بالصبر مع الابناء وتفهم المشكلة ومعرفة اسبابها التي يكمن معظمها في ضعف الصحة العامة لدى الطالب او بعض حواسه كالسمع والبصر او امراض اخرى وفي هذه الحالة هو بحاجة الى الوحدة الصحية للتأكد من ذلك. اذا استبعد السبب السابق فقد يكون الطفل يعاني عدم القدرة على الاستيعاب او ان مستوى ذكائه محدود اولديه تخلف عقلي وقد يتحدد ذلك بعد القيام بعمل اختبار ذكاء للطفل, فقد يحتاج لتعليم خاص او تكثيف الدراسة مع الاكثار من الوسائل التوضيحية لمساعدته.. ويضيف قائلا: ان الاسرة المهملة في متابعة طفلها كأن يكون الأب مشغولا عن اطفاله والأم غير متعلمه او كسولة عن متابعة اطفالها, فلابد للأسرة ان تحمل على عاتقها رعاية الطفل والاهتمام بدراسته. وقد يكون هناك من جعل الطفل يكره الدراسة كالوالدين شديدي القسوة والمعاملة معه وكل شيء بالقوة حتى الدراسة, فقد يميل الطفل للغياب والتمارض او المشاجرة والتحجج والمشاحنات مع بقية افراد الاسرة من اخوانه وغيرهم. ويوسع السعيد دائرة المسببات مواصلا: ولا نغفل الرفقاء الكسالى بالمدرسة وتشجيعهم للطفل بعدم المبالاة بالدراسة ومن لديهم بعض المفاهيم الخاطئة عن التعليم كأن يقول البعض: ماذا نفعل نحن الان بالهندسة في حياتنا اليومية سوف نخاطب بها البائع او اللحام او الطبيب؟ فذلك اعلى مستويات الاهمال ويقاس على ذلك امور اخرى فلابد من تصحيح المعلومة لدى الطفل وان كل العلوم اصبحت مهمة في الحياة اليومية في الوقت الحالي وقد يكون من اسباب تأخر الطفل الدراسي الكسل الشخصي لدى الطفل الذي يتمثل في عدم رغبته بالدراسة او المذاكرة او في استخدام ذكائه واستغلاله في التحصيل الدراسي وعلاج ذلك يحتاج لتجديد وتنويع في طريقه المذاكرة والاستفادة من الوسائل الاخرى المساعدة كالرسم واللعب والكمبيوتر وغير ذلك. لابد من تحبيبه في المدرسته هل الاسباب السابقة تنطبق على طفل الصف الاول الابتدائي؟ يقول: بالنسبة لاطفال السنة الاولى التي تعتبر مرحلة انتقالية او فطاما عن البيت وحضن الام قد يصاب بعضهم بالصدمة وعدم الرغبة بترك البيت وعدم الشعور بالأمان في المدرسة ويرغب بمجاورة والديه ولعلاج هذه المشكلة نحتاج الى تمهيد مع الطفل من قبل بداية العام الدراسي بتصوير المدرسة مكانا حلوا وجميلا وسوف يكون له اصحاب وسيتعلم فيها وهناك رياضة ورسم وغيره فنحتاج للتدرج معه منذ اليوم الاول بالمدرسة كمرافقته بعض الوقت ثم نحاول تركه بعض الوقت وهكذا بالتدريج الى ان يصل للامان وتقبل المدرسة اما القوة والاكراه فلن يحلا المشكلة. ويواصل في اسباب المشكلة قائلا: قد يكون القلق الزائد عند الوالدين يربك الطفل ويحد من قدرة استيعابه للمعلومة وكذلك كثرة الالحاح والتخويف كأن يقولون له ننبهك الا تنسى وهكذا وعلاج هذا اعادة النظر في الاسلوب مع الطفل ومن ثم تغيره واستخدام التشجيع بدل الغلظة والهدوء بدلا من التوتر والا يشكل الوالدان وسيلة ضغط على الطفل لا سيما النفسي. عقدة المعلم الخجل والانطواء احد العوائق للدراسة التي تحول دون تحصيل الطفل فتراه في البيت يكتب ويقرأ جيدا ولكن في المدرسة لا يستطيع ذلك وقد يكون اسلوب المعلم له دور في ذلك. واوضح ان من المنطق الا نتجاهل دور المعلم في التأخر الدراسي ولابد من مساعدة الطفل للتغلب على خجله وخوفه كذلك ينبغي ان نعترف ان هناك نقصا في بعض كفاءات المعلمين او سوء معاملة قد توجد لدى الطفل مشكلة كبيرة في كرهه للمدرسة وانا شخصيا صادفت حالات كثيرة في فترات العلاج السلوكي لاطفال فكيف تفسرين مثلا ان تطلب معلمة من طالبتها الطفلة ان تقبل اقدامها اعتذارا عن الخطأ. واكثر من ذلك مواصلا بعضهن يرون الحد من خروج الطالبات المتكرر الى دورة المياه فتقول للطفلة ان هناك يدا حمراء ستمتد وانت في الحمام فلا تكرري الطلب للذهاب وهناك تخويف بان الرعد سيحرقهم فتصحب الكوابيس مناماتهم خوفا وذعرا ويواصل الاخصائي احمد السعيد قائلا لقد اصبح الخوف الذي يزرعه امثال هؤلاء يوجد لدى الاطفال او بعضهم الخوف من المعلم القادم في السنة التالية وللتغلب على هذه المشكلة من بدايتها التفاهم مع ادارة المدرسة او المسؤولين بالتعليم كي لا تتطور المشكلة لدى الطفل ويحرم من الدراسة. واشار الى ان من ابرز المشاكل والمسببات ايضا للتأخر الدراسي هو تعويد الطفل على ان ننجز له واجباته خاصة بالبيت امه او ابوه او اخوانه خصوصا في بدايات تعليمه فسوف ينشأ اعتماديا ولا يبالي بالدراسة في السنوات اللاحقة عندما يواجه ذلك وحده فنحذر جميع الاسر من القيام بذلك بمفردهم بعيدا عن تكليف الطفل بمهامه ومسؤولياته الدراسية. هل هناك عاهة شعور الطفل بالاضطهاد والنقص لوجود عاهة مثلا او التجاهل من قبل والديه والمعلم بجعله يكره المدرسة وينشأ لديه شعور بالدونية وانه اقل من اقرانه وقد يلجأ الطفل للسلوك العدواني والانتقام من المجتمع في ترك المدرسة او اهمال الدراسة، لذا لابد لنا ان نولي هذا الجانب اهتماما من قبل الوالدين والمعلم للتأكد من ذلك ومعرفة مشاعر الطفل هناك حل وعن الخطة العلاجية للاسباب التي ذكرها الاخصائي النفسي احمد السعيد وراء التاخر الدراسي لدى الطفل يقول: للوالدين دون شك الدور الاكبر في تنفيذها وهي: اولا: عدم اثارة المشكلة مع الطفل او مع غيره والافضل تجاهلها. ثانيا: عدم الانفعال مع الطفل وتوبيخه عند التأخر في الحفظ او التململ. ثالثا: عدم التهديد لئلا يرتبك الطفل وينسى معلوماته وعليهم محاولة تخفيف الضغط النفسي عنه. رابعا: العلاج السلوكي للمشكلة وذلك بعد التأكد من خلو الطفل من الامراض واسلوب الوالدين معه. ويعتمد العلاج السلوكي على التشجيع عندما يبدأ الطفل في التجاوب مع الوالدين ويتقدم في المذاكرة وننصحهم بعمل جدول يومي طوال الاسبوع يحتوي على خانات لوضع نجمة دليلا على الأجتهاد ويشرح له بانه كلما قام ببعض ما طلب منه استطاع كسب نجمة أخرى والتي سوف يحصل على مكأفاة مقابل انجازه خلال اليوم ويمكن ان تكون المكافأة على شكل هدية بسيطة رمزية او رحلة للشاطئ او المزارع او حديقة الحيوان او الذهاب لاماكن ترفيهية والعاب او زيارة لبعض الاهل والاقارب او اصدقاء يحبهم او نحقق له بعض الاشياء المحببة الى نفسه وهكذا وكل ذلك يعتمد على الاتفاق تدريجيا. ان يبدأ تطبيق الجدول من اليوم الاول فاذا انجز بعض ما طلب منه توضع النجمة له ويكافأ على ذلك. ثم ننتظر بعد ذلك حتى نهاية الاسبوع الدراسي الاول ونرى اذا انجز بعض ما طلب منه عندها نكافئه بما وعدناه اياه وتكون افضل مما حققناه له في اليوم الاول. بعد ذلك ننتظر عشرة ايام فاذا وجدناه استمر في التقدم نكافئه بافضل من السابق وبعد اسبوعين وعندما يستمر في التقدم يكافأ ايضا بعد ثلاثة اسابيع يكافأ على التقدم والنجاح ونستمر معه هكذا الى ان يعتاد الطفل على المذاكرة وتصبح عادة متأصلة لديه. لا ننسى ان المدح والثناء والاطراء بشكل يومي له اثر كبير على نفسية الطفل وتشجيعه لذا ننصح بتقديم الدعم المعنوي قبل المادي. بهذه النصيحة انهى الاخصائي النفسي احمد السعيد خطته العلاجية للتأخر الدراسي الذي تبقى جيوبه متسعة للمزيد من الاسباب والحلول. التأخر الدراسي له اسباب عديدة