لم يوضح المسؤولون الامريكيون كيفية تسليم طارق عزيز نفسه الا ان جارا لشقيقة زوجته اكد ان العسكريين الامريكيين حضروا في منتصف الليل الى منزل الاخيرة في شرق بغداد واقتادوه من هناك. وكان متحدث باسم القيادة الأمريكية الوسطى في قطر اعلن صباح امس ان النائب السابق لرئيس الوزراء سلم نفسه الى القوات الأمريكية ليلا من دون ان يحدد مكان او زمان التسليم. الا ان المتحدث باسم المؤتمر الوطني العراقي حيدر احمد اعلن لوكالة فرانس برس في اتصال معه في لندن ان المؤتمر قدم المعلومات التي مكنت من القاء القبض على عزيز. واوضح ايضا ان (القوات العراقية الحرة) التابعة للمؤتمر الوطني ساعدت كذلك في تعقب اثار قائد سلاح الجو العراقي مزاحم صعب حسن التكريتي الذي اعلن الاميركيون القاء القبض عليه الخميس الماضي. وقال محمد هلال الذي يسكن في مواجهة فيلا شقيقة زوجة عزيز في حي الزيتون انه شاهد ليلا وصول آليات عسكرية اميركية وانه متأكد من ان طارق عزيز غادر معهم. وقال هلال: حضر جنود مع دبابات وناقلات جند ودخلوا المنزل المجاور لنا بعد ان تسلقوا سوره. وقال: وصلوا الساعة 30،23 وغادروا نحو منتصف الليل وتحركوا بهدوء من دون ان يحدثوا اي ضجيج. وتابع واصفا ما يقول انه شاهده: كانت الكهرباء مقطوعة واحضر الامريكيون سيارة رباعية الدفع وسيارة بي ام دبليو بيضاء واستقلها عدد من الاشخاص قبل ان تغادر. وقال انه لم يسمع اي طلقة وهذا دليل حسب قوله على ان عزيز فاوض على تسليم نفسه. ونقلت شبكة سي ان ان عن اقارب لعزيز قولهم انه فاوض لتأمين تسليم غير مهين خصوصا انه سبق وان اصيب بازمتين قلبيتين. وكان منزل عزيز الواقع في حي الجادرية في شرق نهر دجلة نهب غداة دخول الامريكيين بغداد. وحرص هلال على التأكيد ان لا احد من سكان الحي اتصل بالامريكيين للوشاية بعزيز. من جهة أخرى أكدت القيادة المركزية الأميركية في ساعة مبكرة من صباح أمس الجمعة أن نائب رئيس الوزراء العراقي السابق طارق عزيز في أيدي القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة. وقال مقر عمليات القيادة المركزية في قطر في بيان مقتضب إن "عزيز تحت سيطرة الائتلاف" لكنه لم يذكر أي تفاصيل أخرى عن عملية الاعتقال، بعد أن سرت أنباء ليل أمس الأول عن أن عزيز سلم نفسه "عبر وسيط" وفق ضمانات معينة على ما يبدو.. فيما أشار مسئولون في الإدارة الأمريكية أن عزيز المح نيته في الاستسلام، وبالتالي تمت العملية في وقت متأخر من مساء الخميس، حسب التوقيت المحلي في بغداد. وقال مراقبون في واشنطن ان شائعات كثيرة سرت عن ان عزيز قام بتسليم نفسه للتفاوض على شروط استسلام الرئيس المخلوع صدام حسين ونجليه عدي وقصي. واضافوا ان هناك شائعات كثيرة لم يكن من الممكن التأكد من صحتها من بينها ان عزيز ربما اقدم على هذا العمل ليسدي آخر خدمة لصدام والتفاوض نيابة عنه لتحسين شروط الاستسلام. وعلى اي حال، فان نبأ استسلام عزيز طواعية ليس مؤكدا بعد فقد تضاربت تصريحات المسؤولين الاميركيين بين من قال انه استسلم ومن قال انه اعتقل في بغداد. ويعتبر عزيز بمثابة "الصيد الثمين" للإدارة الأميركية لمعرفة مصير رموز القيادات العراقية البارزة وعلى رأسهم صدام حسين، وعلى الرغم من الشكوك بشأن معرفة طارق عزيز بمخابئ أسلحة الدمار الشامل في العراق، غير أن الإدارة الأميركية تأمل في أن يتمكن المسؤول السابق من تأكيد وجودها. نكتة !! في إحدى مقابلات طارق عزيز مع التلفزيون السويدي قالت له المذيعة: لدينا في الغرب نكتة، تقول بأن صدام سألك كم الساعة الآن، فأجبته في الحال دون النظر الى ساعتك: كما تشاء سيدي، كل الاوقات لك. طارق عزيز