وقفت منظمة أوبك فى اجتماعها الوزارى الطاريء الاسبوع الماضي في فيينا أمام مسئولية اعادة الاستقرار الى سوق النفط العالمية مع ضمان أسعار مقبولة للمنتجين والمستهلكين. وان من أبرز المهام التي تولتهاالمنظمة تمثلت فى السعى لسحب الفائض من المعروض العالمى الذى بات يهدد مجددا الاسعار والايرادات. وفي اطار هذا الموضوع اشارت نشرة أخبار الساعة التى تصدر عن مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية فى مقالها الافتتاحى الى أن هذا الاجتماع يأتى وسط مجموعة من المتغيرات التى طرأت على السوق أهمها هبوط أسعار الخام بشكل ملموس وتوفر المعطيات على استمرار الاتجاه الهبوطى فى الاسعار وامكانية بلوغها مستوى يقل عن الحد الادنى من النطاق المستهدف بين 22 و28 دولارا للبرميل. وأضافت أن الاجتماع يأتى ايضا فى ظل تبدد المخاوف الواسعة التى فى منطقة الشرق الاوسط بعد أن اسهمت تلك المخاوف فى الصعود الحاد فى أسعار الخام خلال الاشهر التى سبقت الحرب الى جانب الاجماع على وجود وفرة حقيقية فى المعروض العالمى من الخام نجمت بالدرجة الاولى عن اقدام أغلبية الدول المنتجة فى العالم خصوصا الاعضاء فى المنظمة على انتاج كميات تتطابق مع حجم الطاقة الانتاجية القصوى. وأكدت "أخبار الساعة" أن التعاون الجماعى بين الاعضاء هو أفضل طريقة لضمان مصالحهم وأن التردد فى الالتزام بالحصص ربما يعود بفوائد قصيرة الاجل الا أن الخسائر المترتبة عليه فى المدى البعيد أكبر بكثير من تلك الفوائد. وكانت دول اوبك قد رفعت صادرات النفط قرب الطاقة القصوى قبل الحرب على العراق لتأمين استمرار تدفق النفط الى الاسواق لكنها باتت منزعجة نتيجة هبوط الاسعار بنسبة 30% خلال شهر. ودعا عبد الله العطية رئيس اوبك في وقت سابق هذا الشهر الى عقد اجتماع طاريء يوم 24 ابريل لبحث خفض الانتاج في ضوء تراجع الاسعار. وكان وزير النفط الايراني بيجن زانغانة قد دعا الى خفض الانتاج مؤكدا ضرورة ان تخفض اوبك انتاجها الى اقل من سقف الانتاج الحالي والبالغ 24.5 مليون برميل يوميا لحماية اسعار النفط من الانخفاض الكبير وان اي خفض في الانتاج سينفذ بعد الاول من مايو. وقال شكيب خليل وزير الطاقة والتعدين الجزائري ان اعضاء منظمة "أوبك" يخفضون مستويات الانتاج الحالية للعودة بحصص الانتاج الى مستويات ما قبل الحرب. وقال خليل : نتصور امكان استقرار الاسعار في نطاق 22 الى 28 دولارا للبرميل واذا امكن عند مستوى 25 دولارا للبرميل، مشددا على ان "أوبك" ستعود على الارجح الى حصص 11 مارس. عوامل تخبط الاسعار عانت فنزويلا اضطرابات سياسية طوال عام ومن اضراب استمر شهرين اصاب اقتصاد البلاد بالشلل تقريبا وتسبب في تقليص انتاج خامس اكبر مصدر للنفط في العالم بشدة. وعطلت اعمال العنف العرقية في نيجيريا الانتاج في مارس. وزادت اسعار النفط العالمية نحو 5% يوم الخميس الماضي لتتجاوز اسعار الخام الاميركي في العقود الآجلة مستوى 30 دولارا للبرميل. واستقرت اسعار النفط الاميركي فوق 30 دولارا قبيل الاجتماع في انتظار ما اذا كانت ستخفض الامدادات في السوق مع هبوط الطلب لادنى مستوياته خلال العام. وقفز الخام الاميركي 5% كذلك يوم الخميس وهو آخر ايام التعامل قبل عطلة عامة يوم الجمعة الماضي وذلك اثر دعوة ايران لخفض حصص الانتاج الرسمية لدول اوبك وتحذيرها من ان عدم تقليص الامدادات سيؤدي الى انهيار الاسعار. وكانت اوبك قد دعت لعقد الاجتماع الطاريء بعد ان هوت اسعار النفط نحو 30% في شهر واحد مما اثار مخاوف بأن الاسعار ستنزل دون 20 دولارا خلال الربع الثاني من العام حين يتراجع الطلب لادنى مستوى. ويمثل احتمال استئناف العراق صادرات النفط التي توقفت قبل بداية الحرب في 20 مارس عاملا مساعدا على هبوط الاسعار. وتسيطر اوبك على ثلثي صادرات النفط العالمية وقد رفعت الانتاج هذا العام لمواجهة تعثر الامدادات من بعض الدول وتجاوزت الحصة الرسمية البالغة 24.5 مليون برميل يوميا باكثر من 1.5 مليون برميل يوميا.