يعتبر الفنان التشكيلي البحريني عبدالكريم العريض المولود عام 1934 احد رواد حركة الفن التشكيلي بالبحرين فهو واحد من الاوائل المساهمية في تأسيس بعض التجمعات الفنية كأسرة هواة الفن، وجمعية البحرين للفن المعاصر التي رأسها عدة دورات وساهم بشكل كبير في حركة المعارض البحرينية التي اقيمت داخل البحرين وخارجها. وكان معرضه الاخير المسمى ب(حصار) اكثر معارضه شمولا حيث تضمن كما كبيرا من اعماله التي يعود بعضها الى عقود. الابرز في هذا المعرض اعماله الجديدة التي حاول فيها التنويع ومعها ظهرت مواضيع استرجاعية لوقائع واحداث من حياته، فالعريض مع تقدمه في العمر لم يزل يمتلك روح الشباب وحيويته وسعى في الاعوام الاخيرة لتوثيق جوانب من حياته الفنية والتحصيلية في بعض الكتيبات، وكان آخرها كتاب (حصاد الفن). ان اهم ما يلاحظ في اعماله معرضه المسمى (حصاد) هو الروح المتفائلة التي تتضح في اختياراته اللونية ومقدار تنوع هذا التكوين وثرائه كما يفعل بعض التأثيريين. يقول عبدالكريم العريض ان معرضه (حصاد) من اعمال رسمها في فترات متباعدة وهي نخبة من الاعمال الفنية متباينة في مضامينها لتمثل - برايه - مدارس مختلفة الفرص من ذلك هو اعطاء فكرة عن تطور المسيرة الفنية في البحرين خلال اربعة عقود مضت. الا ان ماهو اكثر وضوحا هو ان هذه الفكرة هي عن الفنان نفسه وعن مسيرته الفنية الخاصة فقد بدا العريض، ومن خلال المعرض واعمال مؤرخة ب1956 بانه بدا محاكيا وموثقا لمظاهر اجتماعية وانماط معمارية تقليدية خاصة نحو المنازل الطينية والاحياء وبيوت الفلاحين والتي يستخدم في انشائها سعف النخيل. ويؤكد العريض (أن الحافز الذي دفعه لطرح العديد من اعمال المعرض المتباينة هو موقفه الثابت، الواضح لقضية التراث، وتسجيله حتى يكون حاضرا عيانا في عيون وفكر جيل الفنانين الشباب، وتكون روحية التراث النابضة - الملهمة للابداع الفني بين المفاهيم الحديثة للفن من وجهة نظر الجمال المعاصر، متوائمة مع الحداثة والتجديد، وحيث ان تجربتي - يضيف الفنان - لم تسبقها تجربة اخرى لذا فانها تبقى قاعدة ثقافية ونقدية تؤرخ للحركة الفنية في البحرين بداياتها الاولى). تحمل لوحة عبدالكريم العريض - غالبا - موضوعا محددا يؤكد عليه من خلال التسميات وكذا من خلال تحدثه عن لوحته ونجد الفنان يسترجع مع كل لوحة مضمونا ما ونراه يعنون لوحاته ب(بوذا، لعبة الأمم، همسة حب، وثيقة حقوق الإنسان، الخير والشر) وغيرها وعندما يتناول موضوعا في مثل لوحة (الخير والشر) فاننا نجده يرسم بومة سوداء على خلفية داكنة يقابلها بوردة او اكثر من وردة يلونها بالاحمر والاصفر والبرتقالي كما يوحي لنا بشقوق مربوطة، والمقارنة هنا تأخذ طابعا تقريريا صرفا، ها هي لوحة اخرى (لعبة الأمم) نجد ان من محتوياتها (عناصرها) حمامة تحمل غصنا اخضر اسطرلاب، الكرة الارضية، ادوات هندسية، منازل تقليدية وغيرها، تتآلف هذه العناصر وتشاف لتكون لوحته وتكون الفكرة، على ان مثل هذه الاعمال غالبا مؤرخة باعوام قريبة 2001.2000.99 وفي لوحة توثيقية يرسم الفنان وجوها لاسرته من مثقفين ورجال دين تتصدرها صورته وصورة الاديب المعروف الراحل ابراهيم العريض وقد تحدث لي عن اسماء ومكانه كل شخص.. كما ان الفنان يؤكد في لوحات اخرى على شىء من المتغيرات في المجتمع البحريني - لا كما يقول - انما من خلال جوانب وافكار بسيطة نجدها في الاعمال التي يوظف لها واجهات ابنية او اشكالا رمزية ينشغل الفنان العريض في كثير من الاحيان بالوضع (العالمي - الدولي) ويختار من رموز لوحاته ما يحدد موضوعا ما، فنجده يكتب ايضا عن السلام والحرب، والارض كما يشير الى بيانات او ما يشابهها كما في لوحة (وثيقة حقوق الانسان) او غيرها. زميل درب العريض والذي خلفه في رئاسة جمعية البحرين للفن المعاصر الفنان راشد العريفي يقول (انه من الفنانين القلائل الذين اثروا الساحة الفنية بانتاجهم الفني الغزير وانه برز على يديه الكثير من فناني البحرين) اما الفنان احمد نشابه ففي كلمة قديمة عن العريض يقول:(ان مرسمه - في المنامة - كان ملتقى الفنانين ومتذوقي الفن، وان مداركه تفتحت مبكرا وكانه يستعد لدور ريادي في الحركة التشكيلية في البحرين). شارك العريض في المعارض الجماعية بدولة البحرين مبكرا واقام في العام 1960م اول معارضه الشخصية ومثل بلاده منذ منتصف السبعينات في عدة مؤتمرات، مثل المؤتمر الاول للفنون التشكيلية في الوطن العربي بدمشق، والمؤتمر العام الثاني للاتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب في الجزائر، وعرضت اعماله الفنية في المملكة العربية السعودية والجزائر والمغرب وسنغافورة والاردن ومصر وغيرها وهذا المعرض الذي تواصل عشرة ايام انما يطرح تجربة الفنان العريض وسط حيوية تشكيلية بحرينية يؤدي فيها بعض الفنانين العرب، والفنانيين التشكيليين البحرينيين الشباب دورا واضحا وحيويا في حركة او ساحة تشكيلية يقدر عمرها بالخمسين عاما تقريبا، وتتضمن ثلاث جمعيات للفنون التشكيلية هي جمعية البحرين للفن المعاصر التي نظمت المعرض وجمعية البحرين للفنون التشكيلية والتي نشأت مع بداية الثمانينات الميلادية، واخيرا جمعية خزافي البحرين والتي انشئت مع منتصف التسعينات بجانب دور (الثقافة والتراث الوطني) بوزارة الاعلام وقاعات العرض الخاصة التي برز بينها الرواق واخيرا البارح اما المعرض ذاته فانه بمثابة تاكيد على تواجد وحضور الاسماء الرائدة التي يمثل العريض احداها وبحيوية ونشاط متواصل سواء على مستوى الممارسة الفنية او الحضور الفني والمشاركات التي نجد معها غياب لوحة العريض لسبب او لآخر كما كان في بعض المعارض السنوية التي تقام بمناسبة العيد الوطني لمملكة البحرين. (تخطيط) من اعمال الفنان عبدالكريم العريض مؤرخة بعام 1970م. من اعمال عبدالكريم العريض (فرضة المنامة مؤرخة بعام 1968م)