عبر عدد من أصدقاء وزملاء فقيد (اليوم) الشيخ حمد آل مبارك عن حزنهم الشديد لسماعهم نبأ وفاته رحمه الله .. وعبروا عن مدى خسارتهم الفادحة بفقدانه، معددين خصاله الحميدة، التي جعلت منه مدرسة في كافة شئون الحياة الشخصية والعملية.وقال فضيلة الشيخ محمد بن زيد آل سليمان: لقد رافقت هذا الرجل - رحمه الله - في العديد من مشاويره في الحياة، فكان دمث الأخلاق واسع الأفق حاضر البديهة، وكان يتحلى بفضيلة الصمت حينما يكون الصمت لازما وواجبا، ويجيد ادارة الأحاديث بطريقة سلسة وهادفة لاسيما في مجالسه، واثناء ادارته الكثير من مجالس الادارة بجريدة "اليوم" وغيرها من المجالس التي كان يديرها. وعبر الاستاذ عبدالله بونهية نائب رئيس مجلس ادارة اليوم.. عن حزنه على وفاة الشيخ حمد آل مبارك وقال: لقد فقدت مدرسة نهلت منها أمورا كثيرة في حياتي الشخصية والعملية، لقد تعلمت منه الحلم والاصرار على الوصول إلى الهدف، مهما كانت الصعاب التي تواجه الانسان في حياته، لا أملك الا ان اقول رحمك الله يا شيخ حمد واسكنك فسيح جناته. وقال عبدالعزيز المقرن: لقد عايشت حمد آل مبارك - رحمه الله - لفترة طويلة من الزمن، وكنت اشعر دائما بأنه اكثر من صديق.. لقد كان بمثابة أخ لي.. وشعرت دائما بأنه يسعى لحل العديد من الأزمات التي صادفتها في حياتي بروح التجارب الطويلة التي مر بها ومرت به - رحمه الله - وكان من السهولة بمكان ان يقدم النصح لمن يطلبه منه، ولاشك في انني واحد من اولئك الذين كانوا يطلبونها منه دائما. وقال الشيخ سليمان بن عبدالرحمن السحيمي: كانت اسعد لحظاتي هي تلك التي اجتمع بها مع الشيخ حمد آل مبارك - رحمه الله- فأشعر بمتعة لا تضاهيها متعة وسرور ما بعده سرور، ذلك لأنني استفيد استفادة كبيرة ومباشرة من تطلعاته وطموحاته واحلامه في هذه الدنيا, فأحلامه واسعة، وارشاداته التي كنت استقيها منه استفدت منها في حياتي العملية استفادة قصوى، لقد كان (معلمي) وأفتخر عندما اقول انه معلم لي، لأنني استفدت منه كثيرا رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح الجنات. وقال محمد العجيان الذي رأس تحرير (اليوم) فترة من الزمن: تربطني بالشيخ روابط عديدة أهمها رابطة الأخوة ووشائجها.. فكنت اشعر عندما أجالسه بأنه واحد من اخواني.. ولعل الغريب في الأمر ان اي شخص يقابله لأول مرة يشعر بهذا الشعور، ويلمسه بشكل عملي.. انه يشعر بأنه يعرف الشيخ معرفة تامة منذ زمن بعيد.. رغم انه لم يجتمع به الا مرة واحدة.. وذلك يعود لدماثة خلقه وثقافته الواسعة ومعرفته بسياسة ادارة الحديث.. والمعلومات المتوافرة لديه عن اي موضوع يود الحديث فيه او الخوض في تفاصيله. وقال الدكتور عبدالواحد خالد الحميد أمين مجلس القوى العاملة الذي تولى فترة نائبا لرئيس تحرير (اليوم): ذكرياتي مع الشيخ حمد آل مبارك طويلة قد اذكر بعضها وقد اسهو عن البعض الآخر.. فهو رحمه الله بفتح ابواب بيته للجميع.. ولم توصد هذه الأبواب طيلة حياته.. كان مجلسه اليومي يضم العديد من شرائح المجتمع، وله اساليبه الذكية في ادارة الأحاديث مع تلك الشرائح ايا كان عملها.. وايا كانت انشطتها في المجتمع.. وكان يعين من يريد الاستعانة.. ويدعم المحتاجين والمعوزين من أبناء هذه المنطقة وغيرها من مناطق المملكة. وقال عبدالله الباعود: كان حمد آل مبارك رحمه الله موسوعة معلوماتية كبرى.. وكان يرجع اليه لاستقاء معلومات تاريخية محددة.. ومعارفه كثيرة.. لاحصر لها ولا عد.. وكان عالما بالأنساب العربية.. بما يؤكد انه اطلع على التاريخ العربي لاسيما ما يتعلق بعلم الأنساب والعوائل.. وذلك يبدو واضحا من خلال اجاباته الرصينة عن اي سؤال يوجه له.. فكانت اجاباته شافية كافية.. بل انه كان يسرد وقائع تاريخية يشعر المرء لأول وهلة بأنها حدثت امامه للتو. وقال الدكتور علي بن عبدالعزيز العبدالقادر: كان رحمه الله يتمتع بخصلة الصدق مع نفسه ومع الآخرين.. وهذا الصدق هو الذي اوصله لمكانة عالية في قلوب محبيه وأقرانه وأترابه.. بل وفي قلوب من لم يعرفه وانما سمع عنه من بعيد.. فالصدق أجمل ما يتمتع به الانسان في هذه الحياة الدنيا.. والصدق وحده هو الذي جعل الناس يثقون فيه ثقة بالغة.. ويؤمنون بكل اقواله.. ويثنون على اعماله المرتبطة ارتباطا مباشرا ولصيقا بكل اقواله. وقال الشيخ محمد الخزيم: لقد اشتهر حمد آل مبارك - رحمه الله- بالصحة والعافية طوال حياته.. ويعود السبب في ذلك الى التزامه المطلق بروتين صحي يومي لا يحيد عنه.. الغذاء بمواعيد.. والنوم بمواعيد.. والزيارات بمواعيد.. لا يحب السهر.. ويبتعد عن الملهيات.. وقد عرف عنه- رحمه الله - شغفه بالمشي امتثالا للمثل العالمي السائر (من نسي المشي نسيه المشي) فكان يحب المشي لمسافات طويلة.. ويقال انه حينما كان يذهب الى العمل في المالية عندما كان مديرا عاما لها يأمر سائقه بالعودة الى المنزل دون رجعة.. وعند نهاية الدوام يعود من العمل الى منزله راجالا. وقال خالد عبدالله الزامل: كنت ازور الشيخ حمد آل مبارك في منزله العامر، وكنت ألاحظ ان جلساءه من طبقات عديدة من المجتمع، وكان صريحا في احاديثه معهم، ويتودد معهم بكلمات جميلة، وكان يشيع في مجلسه تلك الروح من المحبة والوئام، والمخاطبة الرزينة الهادئة التي لا يمكن الخروج منها الا بخصال عديدة من مكارم الأخلاق ودماثتها، فقد كان - رحمه الله - علامة فارقة من علامات الخلق الرفيع والحكمة البالغة والسيرة العطرة. وقال عبدالمحسن المنقور: رحم الله الشيخ حمد آل مبارك، واسكنه فسيح جناته.. الذي اتذكره دائما بعقله الراجح وبصيرته الثاقبة في كل الأمور.. كان الناس المحيطون به يجمعون على أمر ما، يتوقعون ان تتطور فيه الامور بطريقة ما، وكان الشيخ آل مبارك يخالفهم في الرأي، فيستغربون منه ذلك الرأي.. الا ان الأيام تثبت عادة صحة رأي الشيخ، فلم يكن ينظر الى ظاهر الأمور، بل الى عمقها واقصى الامور. لم يكن منجما بل كان كما قلت ثاقب البصيرة. وقال د. جميل الجشي: جمعتني بالشيخ حمد آل مبارك مواقف كثيرة، تعرفت من خلالها على هذه الشخصية التي تجمع بين ثناياها الكثير من مكارم الاخلاق، وفي نفس الوقت الرجل الاداري من الطراز الاول، وهذا يتجلى في اسلوبه في ادارة المالية وفي دار (اليوم) للصحافة والطباعة والنشر، وايضا في مجلسه العامر المفتوح لكل الناس سواء في المناسبات او في الايام العادية.. رحمك الله يا شيخ حمد واسكنك فسيح جناته. وقال احمد عبدالله الزامل: حينما اتذكر الشيخ حمد آل مبارك - رحمه الله وغفر له - إنني اتذكر الرجل المكافح قوي العزيمة، والذي اذا اراد شيئا فانه يبذل كل طاقته وقدراته لتحقيق ذلك الشيء حتى يصل اليه، مهما كان صعبا وفي المقابل لم يكن من النوع الذي يرفض الرأي الآخر الذي يطرح قبالة رأيه بل كان يستمع للآخر ويتقبل كلامه ويبدل قناعاته اذا اقتنع بقوة حجة الطرف الآخر كان - رحمة الله عليه - مرنا ولكنه في الوقت نفسه قوي العزيمة. وقال فوزان الحمين: عرفت الشيخ حمد آل مبارك لسنوات طويلة واجمل خصلة تشدك اليه هي وفاؤه وتواضعه الشديد ليس مع الكبار فقط بل مع الجميع كان يبدي تقديره واحترامه لكل من يلتقى به، صغيرا كان او كبيرا، ومن هنا اكتسب محبة كل من التقى به، رحمه الله واسكنه فسيح جناته والهم أهله وذويه الصبر والسلوان. وذكر د. يوسف الجندان: ان المواقف التي جمعتني بالشيخ حمد كانت تجعله كبيرا في نظري وفي نظر كل من تعامل مع هذه الشخصية العظيمة، وكان يتميز بصفات كثيرة، ابرزها احترامه للآخرين ويتجلى هذا الاحترام في التزامه بالمواعيد ولطافته في التعامل مع الآخرين لم يكن يحترم الآخرين بل كان يعلمهم كيف يحترمون بعضهم.. - رحمك الله - يا شيخ حمد. وقال رجل الاعمال عبدالرحمن بن راشد الراشد: رئيس مجلس ادارة الغرفة التجارية الصناعية بالمنطقة الشرقية : ان وفاة رجل مثل الشيخ حمد آل مبارك - رحمه الله - ستترك فراغا كبيرا ووصف الراشد شخصية آل مبارك - رحمه الله - بأنها متواضعة ومحببة للنفس ولا يبخل على اي كان بالمشورة والمساعدة. وقال الدكتور عبدالعزيز الدخيل مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن: لم يكن التحصيل العلمي للشيخ حمد آل مبارك مرتفعا الا انه كان في حد ذاته مدرسة للكثيرين الذين ينهلون على يديه الكثير من العلوم وفي شئون الحياة المختلفة.. واكبر مثال على ذلك هي رعايته هذا الصرح الاعلامي الكبير (دار اليوم للصحافة والطباعة والنشر) ووضعه على سلم المنافسة محليا وخليجيا. وقال حمد الزامل: ان نبأ وفاة الشيخ حمد آل مبارك احزن جميع من وصله الخبر خاصة ان آل مبارك له الكثير من العلاقات الطيبة والطويلة مع اهالي المنطقة. واضاف الزامل: ان المنطقة الشرقية فقدت بوفاة آل مبارك احد رجالاتها المخلصين الذين ساهموا بالكثير من حاضرها المشرف. وأكد د. عبدالرحمن الجعفري عضو مجلس الشورى انه تلقى خبر وفاة الشيخ حمد آل مبارك كالصاعقة حيث انه لم يصدق الخبر حين وصوله. وقال: ان جميع من عاش وعرف الشيخ آل مبارك عن كثب سيفتقده لما له من ميزات حسنة وطيبة قلب لا توصف. وقال ابراهيم الثنيان: ان وفاة حمد آل مبارك ستترك فراغا كبيرا في قلوب جميع من قابلوه او جلسوا معه. واضاف الثنيان: ان شخصية آل مبارك الادبية او العامة كانت تضيف لمجلسه الذي سيفتقده جوا من الارتياح والصداقة لكل من حضر مجلسه. وقال الامين العام لاتحاد الغرف الخليجية محمد الملا: ان الفقيد كسب طيلة مشوار حياته حب واحترام مختلف فئات المجتمع من الذين تعاملوا معه. واوضح الملا انه كان لا يبخل على من حوله بنصائحه وتوجيهاته السديدة التي كانت تعبر عن تجربة عميقة وخبرة في كافة شئون الحياة. حمد آل مبارك.. كان كبيرا في عطائه اللامحدود من وقته وجهده وتوصياته اثناء اجتماعاته - رحمه الله- مع الأعضاء المؤسسين لهذه الدار.. يحثهم على افضل الخطوات وأمثلها وأقربها للارتفاع بمستوى هذه المطبوعة والارتقاء بها الى مستويات كان يطمح للوصول لها، وقد تمكن بمثابرته واجتهاده من احراز نجاحات متعاقبة في هذا الصدد.. فمن بدايات متواضعة للغاية في صناعة هذه المطبوعة مبنى واجهزة وطاقما في اقسام التحرير والادارة الى هذا المستوى المشهود اليوم حيث تضاعفت اعداد المحررين، وتمكنت الدار - بفضل الله ثم بفضل مجهوداته الحثيثة - من بناء المقر الرئيسي للمطبوعة حيث جمعت فيه اجهزة الدار، ويعد في هيئته الحالية علما مميزا من العلامات الحضارية بالمنطقة الشرقية. لقد تمكن حمد آل مبارك بجهود متواصلة ودؤوبة من صناعة هذا الصرح الصحفي الكبير عبر سلسلة طويلة من الاجراءات المعقدة التي تمكن معها من تذليل كافة الصعاب والأزمات التي مرت بها (اليوم) عبر مشوارها، فقد صنع هذا الرجل - رحمه الله - تلك الأسس والقواعد التي قام عليها هذا البناء الشامخ، وكان حريصا على ان يتواكب تأمين الأجهزة اللازمة للعمل الصحفي مع صناعة الانسان السعودي الذي بامكانه ادارة تلك الأجهزة والعمل وفقا لأحدث التدريبات على انجاز اعماله الصحفية على خير وجه، وازاء ذلك فانه وافق على الفور بعد انشاء الدار على احداث جهاز تدريبي للمنتسبين الى هذه الدار. لقد آمن حمد آل مبارك - رحمه الله - بأن الانسان السعودي هو الأساس في العملية الصحفية، وان الأجهزة بتقنياتها الحديثة هي ادوات صماء ما لم تبث فيها الروح من خلال الانسان الذي يحركها خير تحريك، وازاء ذلك كان اهتمامه الواضح بالانسان تدريبا وتطويعا لعمل صحفي مميز.. وهذ ما حدث على ارض الواقع منذ التفكير في الانتقال الى هذا الصرح الكبير (دار اليوم) بموقعه المتميز بين مدينتين من اشهر مدن المنطقة الشرقية (الدماموالخبر). لقد استطاع حمد آل مبارك ان ينشىء صحيفة مميزة في المملكة، استطاعت ان تواكب مختلف التطورات الصحفية داخل المملكة وخارجها، كما انها تمكنت من ان تصل الى درجة التنافس مع رصيفاتها بدول منطقة الخليج، حيث ان موقع المنطقة الجغرافي يجعلها بالفعل في مستوى المنافسة مع الاصدارات الخليجية القريبة والبعيدة منها. ولعل الذاكرة تخونني في هذه اللحظات التي تتحشرج فيها العبرات بعد سماع نبأ وفاة حمد آل مبارك من رصد العديد من المواقف التي تحلى بها - رحمه الله -.. مواقف انسانية تعجز الذاكرة عن حصرها في هذه العجالة.. فقد عرفت عنه خصال عديدة اولها الحكمة، فقد كان يمسك بها في كثير من المواقف ويعالج بها الكثير من الصعوبات التي كانت تصادفه في حياته الحافلة بالأعمال الجادة. هذه الخصلة تبدو واضحة حينما يهتم - رحمه الله - بحل مشكلة مستعصية من تلك المشاكل التي صادفته في حياته، سواء تلك التي صادفته في حياته الوظيفية حينما كان مديرا عاما للشؤون المالية بالمنطقة الشرقية، او تلك التي صادفته حينما ترأس عدة لجان وادارات في صروح اقتصادية عديدة بما فيها (دار اليوم) التي افتقدته رائدا من أهم روادها على الاطلاق. ومن تلك الخصال العديدة التي كان يتحلى بها - رحمه الله - خصلة المثابرة على انجاز اي عمل يناط اليه بمسؤولية دقيقة ورهافة حس مميزة.. وقدرة على معالجة الأمور بروح واثقة من اداء العمل، وكانت هذه المثابرة تلازمه منذ بدء العمل لانجاز اي مهمة حتى نهايته، فكان حريصا - رحمه الله- على الاطمئنان الكامل من ان هذا العمل او ذاك انجز على الوجه المطلوب، وكانت لديه روح المتابعة حتى تستقيم له الأمور، وتنجز كل الأعمال التي اوصى بانجازها على وجه كامل. يترأس احد اجتماعات مجلس ادارة (اليوم) مع عدد من قيادات (اليوم) يتفقد مبنى دار (اليوم) اثناء مرحلة البناء