ناقش وزراء النفط العرب في اجتماعات الدورة التاسعة والستين لمجلس وزراء منظمة الاقطار العربية المصدرة للبترول "اوابك" عدداً من المشروعات العربية المشتركة في مجال البترول والطاقة والغاز الطبيعي والبتروكيماويات بالاضافة إلى مناقشة الوضع الراهن على الساحة العالمية ومدى تأثيره على اسعار النفط مستقبلاً، وترأس الاجتماعات وزير الطاقة الجزائري الدكتور شكيب خليل الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للمنظمة. واكد شكيب خليل على ان بلاده الجزائر بدأت بالفعل تنفيذ الاتفاق الاخير حول تخفيض الانتاج والذي اتخذ في اجتماع منظمة اوبك بفيينا ولم يذكر حجم الخفض الذي تطبقه بلاده حتى تلتزم بحصتها الجديدة. واعلن علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية ان الاتفاق الاخير حول تخفيض الانتاج ملتزمون به وان منظمة البلدان المصدرة للنفط اوبك قد تحرك الية تثبيت اسعار النفط بين 22، 28 دولاراً للبرميل التي حددتها في حال استمرار ارتفاع الاسواق العالمية، واضاف اننا مصممون على تجنب أي نقص وعلى استعادة الاستقرار إلى السوق النفطية واننا عازمون على التوصل إلى سعر عادل لصالح المنتجين والمستهلكين. واكد اننا لدينا الية يمكن اطلاقها عندما يكون ذلك ضرورياً لم يتم تحريكها بعد، واذا استمرت الاسعار في الارتفاع فوق عتبة 28 دولاراً سيتم تطبيق آلية تثبيت الاسعار كما حدث في الماضي.وكانت الايام الاخيرة قد شهدت توتراً عبر العالم حيث المخاوف التي سيطرت جراء وقوع حرب ضد العراق اثرت بشدة على سوق النفط وكان ذات اثر بالغ في ارتفاع الاسعار بالاضافة إلى الاضراب العام الذي يشل القطاع النفطي لبلد ذات تأثير كبير في الانتاج العالمي للنفط وهي فنزويلا مما زاد الطين بلة.وكانت الآلية التي عرضها النعيمي في اجتماعات القاهرة ومن قبل في فيينا قد بدأت المنظمة العالمية تطبقها في مارس 2000 والتي تسمح بتثبيت الاسعار وذلك بزيادة نصف مليون برميل في اليوم طوال عشرين يوما متتالية في حالة تثبيت الاسعار فوق السعر المحدد بين 22، 28 دولارا للبرميل أي اذا تجاوز 28 دولاراً.كما بحث مؤتمر القاهرة التقارير الخاصة بالشركات المشتركة والمنبثقة عن منظمة "اوابك" والتي تعمل في مجالات توفير الاستثمارات للمشروعات والخدمات البترولية وتنفيذ مشروعات بناء واصلاح السفن وحفر وصيانة الابار ونقل البترول وانتاج كيماويات المنظفات الصناعية، كما تم اعتماد ميزانية الامانة العامة للمنظمة والهيئة القضائية التابعة لها بالاضافة إلى اعتماد قرار لجنة تحكيم جوائز الاوابك العلمية والتقارير التي تستعرض نشاط المنظمة في مجالات تطوير بنك المعلومات وتنظيم الندوات واللقاءات او المشاركة فيها. اكد المهندس سامح فهمي وزير البترول المصري على اهمية التعاون العربي المشترك في مجال النفط، وتأثيره على مسار التنمية الاقتصادية في الدول العربية البترولية وغير البترولية، مشيراً إلى ان تعزيز العمل العربي المشترك، وزيادة مجالات التعاون المصري العربي في النفط والغاز الطبيعي يأتي على قمة اولويات استراتيجية قطاع النفط المصري.واوضح ان التعاون المصري العربي شهد تطوراً ملحوظاً خلال الفترة الماضية في ظل العلاقات السياسية المتميزة التي تربط مصر ودول العالم العربي بفضل السياسات الحكيمة للرئيس مبارك وعلاقاته المتميزة مع رؤساء وملوك الدول العربية وخاصة المملكة العربية السعودية. واشار إلى العديد من الامثلة الناجحة للتعاون، فمع السعودية تم البدء في انشاء مشروع لانتاج البوليستر في مصر باستثمارات سعودية مصرية تقدر بنحو 550 مليون دولار وتقوم شركة بترولوب السعودية بتشغيل عدد من محطات خدمة السيارات بالعديد من المناطق المصرية بالاضافة إلى فتح فرع لشركة بترومين لزيوت التشحيم كما تقوم شركة الحفر المصرية بالعمل في الاراضي السعودية.واشار إلى ان مشروع شركة سوميد الذي تسهم فيه مصر والسعودية والكويت والامارات وقطر من المشروعات البترولية الناجحة التي تجسد التعاون المشترك والذي حقق نجاحاً ملموساً وعوض ما استثمر فيه وظل بعد ذلك يحقق عائداً عربياً خالصاً.واضاف ان اتفاق خط الغاز العربي الذي تم توقيعه مع الاردن وسوريا ولبنان لتصدير الغاز المصري إلى الاردن ومنها عبر الاراضي السورية إلى لبنان ثم شمالاً إلى قبرص وتركيا والاسواق الاوروبية في مرحلة تالية يمثل نقلة نوعية في اسلوب تحقيق التكامل الاقتصادي العربي ونواة للسوق العربية المشتركة في مجال الغاز الطبيعي بالاضافة إلى التعاون مع مصر والشركة العربية للاستثمارات البترولية وهي احدى الشركات المنبثقة من منظمة اوابك التي تضم عشر دول عربية منها 7 أعضاء في المنظمة الدولية اوبك وتمول 5 مشروعات اساسية في مجالات الغاز والبتروكيماويات والاسمدة. شكيب خليل