أوضح مسئولون في الاتصالات وتقنية المعلومات، إن السعودية انفقت 94 مليار ريال، خلال عام، بنسبة استحواذ بلغت 70 بالمائة من حجم قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في أسواق الخليج العربي. لافتين إلى أن ارتفاع الانفاق على خدمات الاتصالات و تقنية المعلومات من المؤشرات الدالة على اهتمام المملكة بتقنية المعلومات. وقال الدكتور حاتم بحيري منسق قطاع المعلومات والاتصالات في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، خلال المؤتمر السعودي الدولي الثاني لتقنية المعلومات أمس: تم إدراج تقنية المعلومات في أولويات الخطط التنموية في المملكة، و منها الخطة الوطنية للعلوم و التقنية و الابتكار. وأضاف: «نظراً للتقدم المطرد والبالغ الأهمية في هذه التقنية التي طالت مجالات عديدة، سواء في تقنيات التعليم، أو في مجال الطب وتشخيص الأمراض، أو الذكاء الاصطناعي، والتصميم والابتكار و التصنيع والتسويق، وفي مجال الاتصالات و الشبكات و حماية وأمن المعلومات، إضافة إلى الحوسبة الفائقة الأداء التي تواكب الازدياد الضخم في كميات و حجم البيانات الرقمية المتداولة وكفاءة معالجتها وغيرها من المجالات». وبين الدكتور بحيري، إن المؤتمر يعكس اهتمام المملكة بتطورات هذا القطاع، و أهمية توظيف معطياته لخدمة مشروعات المملكة التنموية، من خلال المحاور الرئيسة التي يتناولها و هي: الحوسبة الفائقة الأداء و السحابية، والمعلوماتية الطبية، ومعالجة اللغة العربية الطبيعية، و الأمن الإلكتروني، وتعليم الآلات وتنقيب البيانات، والشبكات اللاسلكية. من جانبه، ذكر الدكتور طارق أبو داود رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الباحث في معهد بحوث الحاسب في المدينة، إن قطاع تقنية المعلومات مفتاح لزيادة الانتاجية و النمو الاقتصادي و المساهمة في رفع الكفاءة المعرفية لأي دولة، نظراً لدوره وتأثيره في مختلف أنشطتنا اليومية. وبين إن المؤتمر سيركز من خلال جلساته على مدى يومين على ستة محاور رئيسة تشارك فيها نخبة من الخبراء و المختصين المحليين و الدوليين لطرح تجاربهم و أفكارهم لتطوير تقنية المعلومات، مفيداً بأن المدينة حريصة على إثراء هذا القطاع من خلال عقد المؤتمر كل عامين. إثر ذلك انطلقت الجلسة الأولى للمؤتمر بعنوان «المعلوماتية الطبية» التي ترأسها الدكتور ماجد نصار من مركز التقنية الحيوية في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم و التقنية, و تطرق من خلالها الدكتور بسام الحمصي، إلى تطبيقات الورق و القلم الإلكتروني و دورها في الرعاية الطبية للحشود أثناء موسم الحج و كيفية الاستفادة من هذه التقنيات في هذا المجال. و أشار إلى أن التجربة التي تمت بهذه التقنية في موسم الحج الماضي التي استخدم خلالها الورق و القلم الإلكتروني، لنقل معلومات الحالات الطبية بسرعة متناهية و دقة عالية إلى مركز الطوارئ عبر ثماني شاشات تفاعلية تساعد الأطباء على تشخيص الحالات بشكل أسرع و تقلل الأخطاء الطبية. من جهته، أوضح الدكتور شاهرام عبدالحي مدير برنامج المعلوماتية الطبية بمركز آي بي أم في أمريكا، إن دولته انفقت ما يقارب 27 مليار دولار لاستيعاب هذه التقنيات الحديثة المبينة على التحليل. مشيراً إلى التقنية التي توصلت إليها شركته في مجال تحليل وجمع البيانات الصحية, التي تتم إلكترونيا ما يتيح تحديد ماهية المرض بشكل أسرع وأدق. وأضاف: «طورت جهازا أطلقت عليه اسم «واتسون» يعمل على أساس المعرفة، حيث يتم إدخال المعلومات، ويقوم بتحليل الحال بشكل مباشر, بما يساعد للوصول إلى التشخيص الصحيح للمريض». وتحت عنوان: «الحوسبة فائقة الأداء»، ترأس الدكتور عبدالقادر العقيلي من معهد بحوث الحاسب في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم و التقنية الجلسة الثانية, التي بدأت بمحاضرة للدكتور حاتم لطيف من جامعة الملك عبدالله للعلوم و التقنية تحدث من خلالها عن كيفية تلقين ألف معالج مركزي سبل إجراء المحاكاة العلمية. وشارك الدكتور محمد حمود من جامعة كارنيجي في قطر، بورقة حول اعتبارات تكلفة الأداء على التقنية السحابية العامة. فيما ناقش المهندس ياسر رفيع من شركة أرامكو السعودية أخر تطورات أرامكو في مجال الحوسبة الشبكية والحوسبة فائقة الأداء. وفي محاضرة أخرى، بعنوان: «تقنية الملاحة العصبية من الوضع الافتراضي إلى الحقيقة الطبية» تطرق الدكتور لحبيب سوالمي مدير وحدة الملاحة العصبية و التصوير الجراحي أثناء العلميات في مركز العلوم العصبية بمدينة الملك فهد الطبية، إلى تقنية جمع الصور من خلال تقنية التصوير المقطعي و المغناطيسي وادخالها في الحاسوب الآلي الذي يتولى تحديد المرض بشكل دقيق. مفيداً بأن التقنية تركز على إزالة الأورام من المخ و علاج العمود الفقري. وفي ختام اليوم الأول رأس الدكتور تركي العتيبي من معهد بحوث الحاسب في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الجلسة الأخيرة بعنوان: «معالجة اللغة العربية الطبيعية»، وشارك فيها الدكتور عبدالملك السلمان من جامعة الملك سعود بمحاضرة بعنوان: «الحاسبيون وأساسيات اللغة العربية».