تمر علينا في اليوم الكثير من الاحداث منها السارة ومنها المحزنة منها ما نراها ومنها ما نسمع عنها فعند ذهابنا الى الدراسة او العمل نقابل الكثير من الزملاء والاصدقاء وعند عودتنا الى البيت يكون الاهل في استقبالنا وهناك العديد من المناسبات التي تجعل الايام فيها تختلف عن بعضها البعض فهناك نهاية الاسبوع وهناك ايام رمضان والاعياد وغيرها من المناسبات التي يجتمع فيها الكثير من قريب وبعيد وهذا يجعل ايام السنة تختلف عن بعضها ولو حتى بالشيء القليل هذا بالنسبة لاغلب الناس ولكن هل تصدق ان هناك آباء لنا تمر عليهم ايام السنة وكأنها يوم واحد يحمل في طياته نفس الاحداث ويشاهدون فيه نفس الوجوه وقد لا يكون هناك جديد سوى الطيور التي تسكن تلك الاشجار فلا اولاد ولا اخوان ولا اقارب وكأنهم قد انقطعوا عن الدنيا... انهم المقيمون في دار الرعاية الاجتماعية للمسنين. هؤلاء الآباء والاجداد الذين اجبرتهم الظروف العائلية والصحية والتقدم في العمر في الانقطاع عن المجتمع واصبح واجب عليهم التعايش مع هذه الوحدة القاتلة فلا يتذكرهم سوى القلة ممن آثروا على انفسهم زيارتهم ومشاركتهم افراحهم والاطمئنان عليهم ومؤانستهم. فرسان الفن واثناء زيارتنا الى دار الرعاية كانت هناك جماعة فرسان الفن من متوسطة المعتصم بالله بالدمام والتي كانت تضم 25 طالبا ومشرفا وقد كانوا في زيارة للدار حاملين معهم بعض الهدايا التذكارية ومشاركين لهم فرحة العيد التي مرت على اغلب المقيمين وكانه يوم من ايام السنة العادية والذي يبدأ بنور الصباح وينتهي بظلام الليل لتتوالى باقي الايام على نفس المنوال. وقد كان لتواجد هذه المجموعة الاثر الكبير لمسناه على وجوه المقيمين وعبر كل واحد منهم عن فرحته بطريقة خاصة. الزيارة للتواصل سعدون النجعي مدرس التربية الفنية والمشرف على الزيارة ذكر ان مثل هذه الزيارات تساعد في تنمية الواجب الوجداني للتواصل مع كافة طبقات المجتمع والمحافظة على التكافل الاجتماعي وتأصيل النواحي الانسانية لدى الطلبة كما تحثهم على بر الوالدين وفي برنامجنا هذه السنة العديد من الزيارات لمثل هذه الاماكن وسنحاول ايصال هذه الرسالة الانسانية الى كافة المدارس. مرور ايجابي كما ذكر محمد الحداد الاخصائي الاجتماعي بالدار ان مثل هذه الزيارات تبعث البهجة والسرور في المقيمين في الدار وخصوصا ان البعض لا يوجد له اقارب والبعض الآخر تناسوا وجودهم في هذه الدنيا ولها من المردود الايجابي الشيء الكثير فهم يفرحون كثيرا بمثل هذه الزيارات وقد شاهدت بنفسك كيف ان بعضهم سالت دموعه فرحا بهؤلاء الابناء الذين أعادوا البسمة اليهم مما اشعرهم بأن هناك من يسأل عنهم ويطمئن عليهم ويحاول معرفة اخبارهم. الطالب طارق القحطاني ذكر ان مثل هذه الزيارة تعرف الطلاب بان الانسان كائن ضعيف كما تحث الطلبة على بر الوالدين والحرص على ارضائهم وتوفير سبل الراحة لهم ولقد سعدنا بهذه الزيارة كثيرا لاحساسنا بتلبية واجب اجتماعي قد تناساه الكثير من الاخوة. نتطلع الى اي زائر احد المقيمين قد تحدث والدموع تملأ عينية قائلا ان سعادتي لا توصف بزيارة هؤلاء الابناء واتمنى من المولى العزيز ان يوفقهم الى مافيه صالحهم فمثل هذه الزيارات تدخل الى قلوبنا السرور والبهجة فنحن نتطلع الى اي زائر. نحن هنا نحس بالوحدة القاتلة فللأسف كان هؤلاء الاولاد الذين لا اعرف منهم احدا افضل بكثير من اقاربي الذين لم يفكر احد منهم في زيارتي او الاطمئنان علي او حتى معرفة مصيري وهل لازالت على قيد الحياة او اني انتقلت الى الرفيق الاعلى ولكن لا اقول سوى الحمد لله رب العالمين على كل شيء واكرر شكري لك لهؤلاء الابناء. اهتمام خاص واوضح خالد عثمان الملا مدير دار الرعاية الاجتماعية بالدمام ان اهتمام حكومتنا الرشيدة بالمسنين يأتي امتدادا للتعاليم الاسلامية والتقاليد العربية المستمدة من الشريعة الاسلامية الغراء التي تدعونا الى البر والاحسان بالوالدين خصوصا وهم كبار ففي هذه الحالة يكونون في امس الحاجة للرعاية والاهتمام فواجب علينا ان نكون بارين بهم محسنين اليهم وان لا ننسى فضلهم حيث كانوا عماد الماضي وارسوا دعائم المستقبل والدولة حفظها الله قامت بانشاء العديد من دور الرعاية للعناية بالمسنين الذين لا عائل لهم. احد المقيمين يشكو وحدته للمحرر صورة جماعية مع بعض المقيمين بالدار