ترى ماذا يعنى ذلك العنوان ؟ هل أثار لديك شيئا ما ؟ وهل الحب بحاجة لتجديد ؟ وإن كان كذلك، فكيف يسمى حباً، هكذا قد يقول الآخرون ولا غرابه في ذلك فكل له وجهة نظره التي نحترمها ونقدرها . وقد يقول البعض الآخر ياله من مبالغ هذا الكاتب في تفاؤله أو انه بعيد عما يجرى حوله ولكنني أعني فعلا ما اقوله، وأدرك أنه ليس صعباً على أي منا أن يجدد حبه وأن يعطيه زخماً وقوة دافعة وبالذات كلما طالت فترة الحب وتقادم عمره وانشغل أطرافه بمتطلبات الحياة وحينما نفكر بجدية أكثر فإننا نكاد نجزم أننا نعيش في بيئة صحراوية جرداء بعيدة عن العواطف إلا من أمور معينة يفهمها عامة الناس وكان الحب فقط بالكلمات أو في أمور جزئية محددة! وقد يقول آخرون ولنفرض أن كلامك صحيح فماذا تقصد بتجديد الحب وكيف يمكن أن يكون في ظل أجواء مادية بحته ومصالح شخصية ونظرة ضيقة ؟ وإلى هؤلاء لا نقول أن هناك أموراً كثيراً ما نشاهدها بأعيننا ونسمعها بآذاننا ونحس بها بمشاعرنا وأحاسيسنا بشكل يومي ومع ذلك لا نلتفت لها ولا نهتم بها رغم أنها تجدد هذا الحب وتعطيه مذاقاً أكثر جمالية خذ هذا العيد الذي مضىء صحيح أنه قد ذهب وولى بكل ما فيه، وقبله رمضان شرفه الله ولكن بقي هناك اشياء كثيرة عالقة لم نؤدها من قبل بقي هناك تعهدات ووعود قطعناها على أنفسنا منذ أن كنا في رمضان ونحن ندعو الله أن يغفر لنا ويتوب علينا ويفتح أمامنا صفحة جديدة بيضاء نبدأ فيها الحياة بشكل جديد ونبدأ في إعادة علاقة حميمة كنا قد قطعناها رغماً عنا أو لسبب آخر. وجيه أم وجية مبرر أم غير مبرر ووعوداً ايضا مع من نحب بل نظل أوفياء لهم وقريبين منهم. فالعيد انتهى هذا صحيح ولكن الحب الذي عشناه فيه ولم الأسرة الذي احسسناه فيه والتزاور والتراحم اللذين تما فيه لم ينته كل ذلك بانتهاء العيد أو لحين قدوم العيد الآخر. فالحب هو الحب ولا ينتهي بزمان ولا يلتزم بمكان إنه الفضاء الرحب الذي لا يحده حدود، والآفاق الواسعة التي لا تدرك مداها والأجواء الرائعة التي لا تشبع منها ولا تمل من وجودك فيها. فهذا الحب شيء آخر ، مختلف شامل في معناه عميق في مغزاه متفرد في جماله وحينما تنظر إليه من الزوايا المختلفة تدرك كم هو عظيم هذا الحب الذي بين أيدينا ومن حولنا. حينما ندرك المعنى الحقيقي للحب،ندرك أيضا أن هناك متسعا من الوقت للاستمتاع به ومعايشته على نحو يدخل السعادة على قلوبنا وقلوب من نحب نعم ما زال هناك متسع من الوقت لتجديد الحب، متسع كي نغير النظر في الأشياء الكثيرة من حولنا التي تنتظر منا إلتفاته بسيطة لتقول لنا أنا هنا بجانبك فهلا اعرتني إنتباهاً ؟ أنا هنا معك فهل بقيت معي قليلاً وأنت هنا في قلبي وفي كل كياني، فهلا أحسست بي ؟ وهلا أدركت مقدار هذا الحب الذي أكنه لك والخوف الكبير الذي أخشاه عليك ؟ وحينما يتجدد هذا الحب بيننا، فهذا يعني أنني لا ولن اكتفى بما أعطيتك إياه في العيد وما قدمته لك قبله من أشياء كثيرة تعبر عن مدى حبي لك،بل سوف أواصل عطاءاتي لك وتقربي منك وأحساسي بك أكثر وأكثر وهذا ما أحاوله عندما اجدد حبي. وهذا يعني أنك لن تكون في حاجة لغيري ومن حولي في كل شيء بداية بعواطفك ومشاعرك وأحساسيك، بل سوف أشعرك أنني معك كي لا تشعر أنك بمعزل، وبجانبك كي تشعر بالأمان العاطفي قبل كل شيء ولك كي تشعر بأنك مختلف عن غيرك وتستحق أكثر منهم. وهذا التجديد الذي اعطيك إياه واقدمه لك يقول لك: اطمئن فسوف لن ترى مني سوى ما يسرك ويسعدك ويدخل البهجة على قلبك والبسمة على شفتيك. سوف تقول حسبما ترى كل ذلك : ليت كل الناس مثلي في مثل ما أنا فيه من نعمة وسعادة ولكن وأنت تقول ذلك، قل (بسم الله ما شاء الله) لأنني أخاف عليك ولأنه وكما يقال ما يحسد المال إلا صاحبه. وتجديد الحب لو أردنا تجديده بالفعل فهو يعني تناسي الماضي البغيض والمؤلم بكل حسراته وآلامه ومعاناته يعني إزاله البقع السوداء المتبقية من قلوبنا على الآخرين والتفكير في المستقبل في الأشياء الحلوة والجميلة وما أكثرها لو أردنا رؤيتها ولان المشاكل والخلافات حتى في وجهه النظر هي ما يوهن الحب ويقتله، فلا بد من البعد عنها قدر الإمكان وهذا تأتي (تحقق) من خلال النظر في النقاط المشتركة بيننا وليس في نقاط الخلاف فقط لأن فيها من المساحة ما يكفي لأن يجعلنا نفهم بعضنا ونقدر بعضنا أكثر ويجعلنا سعداء ولأن الشك هو ما يضرب الحب في مقتل فلماذا التقليل منه وزيادة جرعات الثقة حسب قدراتنا واحساس الطرف الآخر بذلك . ولكي أجدد حبي لك أو لكي تجدده أنت لغيرك ممن تحب، فلا بد من الكف عن المقارنات غير العادلة بين ما لدينا وما في يد غيرنا لأن لكل منا أشياء ليست لدى الآخر فالناس لم تخلق سواسية في كل شيء فليس المهم أن يكون غيرنا أفضل منا بما لديهم من مال أو امكانيات بل بقناعاتهم وكيفية استخدامها وتوظيفها ومقدرتهم على الاستفادة منها وهكذا نحن أيضا. نعم مازال هناك متسع من الوقت كي نعيد النظر في وضعنا الجديد الذي وجدنا أنفسنا فيه رغما عنا أو بإرادتنا وأصبحنا فيه في وضع ربما عاجزين عن أن ننظر للحياة من خلاله بنظرة تفاؤليه مشرقه ملؤها الحب والأمل الواعد. مازال هناك متسع من الوقت كي نتواصل ونسأل عن بعضنا ونطمئن على قلوبنا بغض النظر عما كان بيننا وبغض النظر عما كنا نكنه في أنفسنا تجاه غيرنا ممن أساؤوا لنا أو اخروا بنا في يوم من الأيام وإلا نزعل من أي شيء وكأننا نتصيد الأخطاء أو نحمل وكانها نهاية الدنيا لابد أن ندرك أن محاولة تجديد الحب تعنى أن نكثر من عطاءاتنا الطيبة الجملية وأن نزيد من مساحة التضحيات السامية بداخلنا ولمن حولنا ممن يستحقونها وأن تضاعف من كمية تسامحنا لمن اخطأ في حقنا لأن الدنيا لا تستحق وأن نعطف أكثر على من هو بحاجة لعطفنا واحساسنا به. ما أريد أن أوصله أن الحب ليس مجرد كلمة نتفوه بها أو عبارة نرددها ونتعنى بها أو وعوداً نقطعها على أنفسنا إنه أكبر من ذلك بكثير أنه الحياة. هذا الحب لكي أجدده معك ومن أجلك وفلا بد أن يكون احساسا صادق وعطاء متواصلا وتضحيه لا تعرف التوقف وقلبا صافيا ونظرة حلوة مشرقة للحياة تجعلنا نقبل عليها ونستفيد منها ونتعايش معها بشكل مشروع. ولم لا ؟ ألا يستحق كل هذا (أقصد أنت) أن نجدد حبنا من أجله ؟ مرة أخرى فتجديد الحب ليس أفقا واحداً نعتمد عليه بل آفاقاً رحبه من المبادرات الحلوة المستمرة المتجددة التي لا تنتهي ومساحات خضراء مزهرة تقوم برياحين الفل والياسمين والعطور مختلفة الروائح, ومرة أخرى أيضا لا تقلق لا تسأل نفسك أسئله محيرة، لاتقل ولم الآن هذا الموضوع لا تقل كل ذلك ولا تفكر في أي من ذلك، فحبك لم يغتر ولم يهن ولن يتبدل أو يتغير في قلب صاحبه بإذن الله. كل ما في الأمر انني أؤكد على متانه هذا الحب ولكن بإسلوبي الخاص ولعل التجديد جزء من تلك الوسائل التي احاول من خلالها ان أقول لك شيئا لا أستطيع قوله بطريقة أخرى، ربما لأن الطرق الأخرى المستخدمة غير كافية أو لا توازي ذلك الحب الذي أكنه لك. ألا تعتقد ذلك ؟ إنها محاولة لتجديد الحب على أية حال فلا تنس ذلك هاه احفظه في قلبك جيداً وتذكر جيداً أيضا الحب هو أجمل شيء نأخذه من الحياة . همسة أن نعم ولم ؟ لم أكون متشائما ويائساً ؟ لم أظن أنني بمفردي ؟ ووحيد زماني ؟ @@@ لم أعتقد انه قد ضاع كل شيء ولم يتبق شيئ ؟! بينما هناك أشياء واشياء تستحق النظر إليها ؟ والتفكير بها ؟ والتوقف عندها ؟ @@@ لم أظن أنه حتى الباقي إن كان هناك باقياً لا يستحق التفكير فيه ؟ أو الالتفات إليه ؟ أو الإعتماد عليه ؟ أو الإستفاده منه ؟ أو الاستمتاع به ؟ @@@ لم كل ذلك ومازال أمامي الكثير مما أفكر فيه ؟ واستعد له ؟ وأخطط من أجله ؟ وأسعى لتحقيقه ؟ @@@ لم كل ذلك ومازال في الوقت متسع في كل شيء؟ متسع كي اعيد نظرتي للحياة على نحو أجمل مما كان طالما أنت الباقي فيها ؟ ومتسع كي أعيد ترتيب أوراقي طالما كانت من أجلك ؟ ومتسع كي أفتح صفحة جديدة لأخط عليها ما أريد طالما سوف تشاركني إياها ؟ ومتسع كي أتقرب منك أكثر لاعرفك عن قرب ولاعرف حقيقة ما بين يدي من كنز لم أكن اعرفه من قبل ؟ ومن سعادة لم أدركها بعد ؟ @@@ نعم ما العيب في ذلك ما العيب أن نختلف في أفكارنا ؟ وأن نتباين في آرائنا ؟ طالما سوف نسعى لفهم بعضنا ؟ وما العيب أن نختلف في تصرفاتنا طالما سنكون أكثر قربا من بعضنا ؟ وأكثر حرصاً وخوفاً على بعضنا ؟ @@@ وما العيب أن نردد وباستمرار ودون أن نتعب أو نمل نعم للحب للوفاء للتضحية ولنسيان الماضي بكل ما فيه وبكل ما يذكرنا به ؟ @@@ ولم لا يكون حبي لك بشكل آخر مختلفاً عن غيره لم لا أجدد حبي لك كي اضفي عليه مذاقاً آخر ؟ كي اعطيه بعدا آخر ؟ كي أمنحه معنى آخر ؟ كي أثبت بحق أنه عطاء متجدد لا ينضب معينه ؟ في كل شيء ؟ وفي كل وقت ؟ @@@ وصدقني فأنا لا أجدد حبي لك لأنه فتر أو وهن ولم يعد كما كان بل أجدده كي أبقيه حياً كما كان في توهجه وتألقه كما عهدته أول مره حينما عرفته على حقيقته على حقيقته صدقه وبراءته @@@ ولأن هذا الحب هو ما يربطني بك فإنه يستحق أن يتجدد ان يظل حاراً كي أشعر بدفئه ومتألقاً كي استمتع بجماله @@@ إنني باختصار اريده حباً آخر غير ما أسمعه وأراه من الآخرين وغير ما أقرأ عنه من هنا وهناك وهذا ما يجعلني دوماً أجدد حبي لك وأبحث باستمرار عما يجعله مختلفاً وعما يبقيه مميزاً لانه يرمز إليك ألا يكفي ذلك ؟