في مقاييس النقد الحديثة للأعمال التلفزيونية والغنائية جد مقياس له شأن كبير, حتى اننا لا نملك الحكم على تلك الأعمال الا به.. انهم الأطفال.. رضاهم عن العمل يرفعه ويكتب له النجاح.. واعراضهم عنه معناه الفشل!! ففي كل لقاء مع مطرب او كاتب مسلسل او معد او مقدم برامج تجدهم يتمسكون بهذا الحكم (بفتح الحاء والكاف) فيقولون لقد لاقى هذا العمل نجاحا متفردا فقد أحبه الاطفال واصبحوا يرددونه في كل وقت وهذا يشير الى ان العمل كامل.. والكامل الله, وتحت هذا المقياس ستجد كل اغاني (الهشك بشك) وكل المسلسلات التي يكون فيها مجموعة من الأشخاص الذين حشروا حشرا في القصة ليضحكوا لجنة الحكم من الأطفال فتكون هناك عبارات ملازمة لهم لا تحمل اي معنى او هدف فهي مجرد صوت لغوي لا اكثر مثل طاطا ما طاطا, منتهاها, راعيها.. والحق يقال ان لهذه الألفاظ وأصحابها شأن كبير عند الأطفال فقد حفظوها واصبحوا يرددونها في كل حين ويغيب عن بالهم وقدراتهم ان يتعلموا مما شاهدوه في تلك الأعمال من صراع بين الخير والشر او ان يخرجوا بفائدة منها تذكر فذلك الصراع يدور في ثلاثين حلقه (ممطوطة) جدا وكل التركيز فيها على نماذج وأنماط بشرية سيئة حتى اذا جاءت الحلقة الأخيرة رفع يده فأسكت الجميع بعد ان يكون الأطفال قد عاشوا لشهر كامل مع رجل سكير, وآخر يتبرأ من أخته بأنانية قذرة وثالث يصر على مغازلة ابنة عمه المتزوجة وفتاة تسقط في شباك أول شاب يسمعها كلمة حلوة وأم تدافع عن أخيها بكل قوة واستماتة مع تبين جحوده لما قدمته له من تضحيات, ولص شاب يستمتع بعمله, وعندما تقدم الحلول تقدم بعجلة ودون شرح او عمق في التناول وكل هذا من أجل اعداد مسلسل من ثلاثين حلقة او اكثر وهذه مسألة يجب ان يعاد فيها النظر عند المنتجين والمتلقين وبخاصة مع افتقاد كثير من الكتاب والكاتبات القدرة على الاستمرار بنفس قوي في خلق الأحداث وعرضها بعمق لأبطال العمل او للشخصيات ذوات الأدوار الثانوية فيه بعيدا عن الاتكاء على شخصيات في المرتبة الأخيرة وكل الهدف من وجودها هو المط والاضحاك وكسب رأي لجنة الحكم الطفولية حتى لا نسمع عن مسلسل فاشل او اغنية ساقطة!! وهذا ما يحدث فلا فاشل بينهم.