تعاني جميع المسلسلات المنتجة خصيصاً لشهر رمضان المبارك من مسألة الفتور الدرامي التي قد يلاحظها المشاهد عند متابعته لأي عمل يعرض من خلال الفضائيات في هذا الشهر.. لعل من أهم المسلسلات الرمضانية التي تعاني من الفتور والمط في مواضيع الحلقة بدون مبرر مسلسل «عندما تغني الزهور» للفنانة حياة الفهد وعبدالعزيز الجاسم. الكاتبة وداد الكواري دائماً ما تقع في هذا المطب الفني الذي يؤثر على نجاح المسلسل وتقديم حبكة درامية من نوع خاص وقد يشعر من خلالها المتابع أن الأمور في الحلقة ستظل كما هي عليه لأربع حلقات قادمة، بدون الوصول الى الذروة بشكل حقيقي، فما زال المسلسل الجديد وحتى هذه اللحظة يسلط الضوء على مسألة تحمل المسؤولية على اكتاف الأم (حياة الفهد) وحول استجابة صغارها لكل الأمور التي تقررها الأم ومازال عبدالعزيز الجاسم في مرحلة صراع لا يمكن أن تنتهي مع زوجته «ليلى السلمان» كل هذه الأمور المقدمة قد تختصر في حلقة أو حلقتين بدون الحاجة الى مط هذه الفكرة الى سبع حلقات مملة كئيبة. وعلى ما يبدو فإن الكاتبة وداد الكواري مازالت تواجه صعوبة في صياغة عمل رمضاني يمتد لثلاثين حلقة مدة كل حلقة (45 دقيقة) بالتأكيد هو أمر مكلف وفي غاية الصعوبة حتى لو استمر التفكير في العمل طوال عام كامل بعد أن استهلكت جميع المواضيع على ايدي الكثير من الكتاب.. المخرج احمد المقلا مازال ايضاً يدور حول لقطاته التي يشعر المشاهد خلالها بالملل ويسلط الضوء على أمور تافهة جداً مثل تواجد الأطفال في حديقة المنزل ومناقشتهم لكل أمر يحدث معهم في لقطة درامية مملة. لم يشفع للمسلسل تواجد فنانة كبيرة بحجم حياة الفهد ولا تواجد عبدالعزيز الجاسم الذي لم يعد له أي دور واضح ومختلف منذ مسلسل (يوم آخر). كذلك هو الحال في المسلسل الدرامي الخاص بسعاد عبدالله (صحوة زمن) بالرغم من كونه دورا دراميا جديدا لسعاد عبدالله التي تؤدي فيه شخصية الأم المتسلطة التي تحاول جاهدة كبح جماح زوجها وجعله يسير طوع اختيارها بأي شكل وفي أي فصل.. كل هذه الأمور قد تجعل المتابع لهذه الأعمال يشعر بالملل من جراء (المط) أو سير المسلسل ببطء شديد قد لا يخدم العمل الدرامي في شيء، ويجعل الجميع ينفرون من المتابعة.. ولكنها بالتأكيد تدر على الكاتبة والمخرج الكثير من النقود التي تمتلئ بها حقائبهم عند تقديمهم للعمل الرمضاني المنتظر. ايضاً مسلسل «الحور العين» مازال يتعرض للمط والحشو الزائد من اجل اطالة العمل اكبر مدة حتى يمتد الى نهاية شهر رمضان. مشكلة الثلاثين حلقة جعلت المسلسلات تترهل ويمكن ألا نلوم المخرجين على ذلك فعلى كل حلقة زيادة هناك مبلغ مالي كبير ولا احد الآن يرفض المال من أجل القيمة الفنية.