==1== 1 ولئن ندمت على سكوت مرة==0== ==0==فلقد ندمت على الكلام مرارا ان السكوت سلامة ، او لربما==0== ==0==زرع الكلام عداوة وضرارا ==2== 2 رب كلمة قالت لصاحبها: دعني. 3 اذا كان الكلام من فضة، فان السكوت من ذهب. 4 تخسر الدجاجة بيضتها لانها لا تستطيع الصمت. وتستطيع عزيزي القارىء ان تضيف اكثر في هذا الباب الذهبي الذي يحمد السكوت والصمت، ويحض عليهما، ويحذر من مغبة الكلام ومن سوءة الحديث لابراز الرأي. هي دعوة لوضع الرأس في الموضع الذي يضع فيه البقية رؤوسهم ولو كان بين (قطاع الرؤوس).. الامان ان يظل اللسان محبوسا بين الفكين نائما لا يتحرك الا على سبيل الشكر والامتنان وابداء الموافقة والقبول وقوله: تم، سم طال عمرك، صحيح، تحت امرك، حاضر، ماشي، ما يخالف، زين، مضبوط.. وما اليها من كلمات تحفظ للمرء شبكة امان قوية متينة غير قابلة للانكشاف ولا للسقوط من خروم اللسان وجروحه الاكثر حدة من السنان. كم هي المواقف التي تمر بالانسان وتكون مصيرية. وتتحدد بكلمة منه. لكن هذه الكلمة لاتخرج. تدور في الداخل، تطحن فيه ولا يبوح بها حتى للجدران.. يستسلم للاملاءات الخارجية، وما يريد الاخرون. وما يرتئيه، من يحسب انهم اصحاب الخبرة والقول الفصل الذي لا يأتيه الباطل، وينسى انهم بشر يصيبون ويخطئون بل ويبالغون في الخطأ. لكن صاحبنا تجبس وتقولب بانهم هم (الابخص) والاكثر معرفة ودراية منه بأمور الحياة، صغيرها وكبيرها.. يسلم امره لهم، يسلم مصيره. يحجز رأيه له وحده خوف الزلل من كلمة، ربما، لا تكون في مكانها، او يساء تأويلها. ولماذا الندم. خلنا كذا احسن. والاحسن هذا يبقيه زمنا مديدا في حفرة من الماء الراكد الاسن.. يسير العالم، يتغير، يتحول، يتخذ الافا من الوجوه والحلل الجديدة الزاهية بزخم الحياة وتلونها بهبات التغيير وبهباتها التي يحسن المتكلمون المتحركون) استغلالها كأحسن ما يكون الاستغلال، الا ان صاحبنا يلازم حفرته. فليس بالامكان (احسن) مما كان. وليخفف عن نفسه، تكر من الذاكرة مسبحة الاقوال المحفوظة التي اوردنا طرفا منها اعلاه.. ولا تكفيه الحفرة وحده. هو يريد لهذه الطمأنينة والرضا والقبول ان تمتد وتفرع، وتفرخ من خلال اولاده الذين يريد لهم ان يحملوا ذات الامانة بحذافيرها دون زيادة او نقصان. التلف العام هو الذي يتفشى من السكوت المريب المستشري حتى النخاع في التربية القاصرة التي رعت الابناء بالعناية المبجلة لفضيلة السكوت زمنا طويلا ب (اسكت ياولد) والزمتهم القعود الى حائط الهروب والانسحاب من المواجهة، وتلمس الراحة في الطاعة العمياء والخضوع. هل هناك مخرج من هذا التلف العام.. هل هناك ريح تفقع زبد سلطان السكوت، لنعلم ان ما خلفه ليس ذهبا بل تنكا (ولا يسوى) يضر ولا ينفع. وان الندم كل الندم في السكوت.