بدأ عام 2005 بالاحتفال بتوقيع اتفاق جديد غير أن هذا الاحتفال استغرق أكثر من 20 عاماً لتنظيمه. وجاء توقيع نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه والزعيم السابق لمتمردي جنوب السودان جون قرنق على الاتفاق في التاسع من كانون ثان (يناير) لينهي أطول صراع في تاريخ أفريقيا. ومهد اتفاق السلام الذي وقع في العاصمة الكينية (نيروبي) لاتفاق اقتسام سلطة وثروة لم يسبق له مثيل بين الحكومة السودانية التي تتخذ من الخرطوم مقراً لها والمتمردين الجنوبيين. وتصور كثيرون أن يمثل الاتفاق برنامج عمل يتم الاهتداء به لإنهاء الصراع الدموي بإقليم دارفور بغربي السودان. ولم تمر سوى ثلاثة أسابيع على تسلمه منصبه حتى قتل نائب الرئيس قرنق في حادث تحطم طائرة وقع في الأول من آب (أغسطس) ليعيش جنوب السودان في حالة حداد. وبينما كانت أرملة قرنق تذكر شعب جنوب السودان بألا يفقدوا الأمل في تحقيق ما قاتلوا من أجله طويلاً تولى سلفا كير منصبه خلفاً لقرنق متعهداً بمواصلة مسيرته. وفي توغو لم يخرج الأمر عن كونه سوى مسألة عائلية بعد أن توفي رئيس البلاد السابق جناسينجبي اياديما صاحب أطول فترة حكم في أفريقيا في شباط (فبراير). وقد أدى نجله فاروي ودون إبطاء اليمين خلفاً لوالده بعد ذلك بيومين. وبعد شهرين تنحى فاروي ولكن ليتم انتخابه رئيساً من خلال انتخابات انتقدتها المعارضة وقالت إن نتائجها شابها تزوير على نطاق واسع. وتفجرت احتجاجات عنيفة أجبرت الآلاف على الهروب إلى الدول المجاورة. وفي آب (أغسطس) صوت البورونديون المنهكون من طول القتال لصالح زعيم متمردي قبائل «هوتو» ليصير أول رئيس لبوروندي يتم انتخابه بصورة ديمقراطية بعد 13 عاماً من الصراع العرقي الذي شهد مواجهات بين قبائل «هوتو» التي تمثل الأغلبية أمام «توتسي» الحاكمة والتي تمثل الأقلية. وكان أول ما فعله الرئيس بيير نكورونزيزا هو أن منع وزراء حكومته من قيادة سيارات فخمة خاصة وأن اقتصاد البلاد التي دمرتها الحرب لا يتحمل ذلك. أما رئيس ساحل العاج لوران جباجبو فقد تجاهل كل النصائح التي وجهت إليه وانتهك دستور البلاد من أجل البقاء في السلطة بعد انتهاء مهلة كانت محددة لإجراء الانتخابات بعد انتهاء مدة ولايته في تشرين أول (اكتوبر). وبعد صدامات مع المعارضة المسلحة والسياسية أصبح لرئيس الوزراء الجديد السلطة في إدارة الحكومة وتنظيم الانتخابات خلال العام المقبل. ويأمل كثيرون في أن تنجح الدولة الواقعة غربي القارة الأفريقية والتي كانت فيما مضى دولة مزدهرة أن تخرج نفسها من الأزمة السياسية التي أحدقت بها خلال السنوات الثلاث الماضية وأسفرت عن انقسام البلاد إلى منطقة الشمال التي يسيطر عليها المتمردون ومنطقة في الجنوب تسيطر عليه الحكومة.