وصف رئيس الهيئة الاسلامية في النمسا انس الشقفه نتائج الانتخابات النيابية التي جرت في النمسا الاحد الماضي والتي تصدر حزب الشعب المحافظ نتائجها بانها كانت مفاجأة. وقال انس الشقفه في تصريح لوكالة الانباء الكويتية "كونا" ان هناك قطاعات واسعة من الشعب النمساوي تفضل ان يحكم البلاد خط الوسط ويمين الوسط الذي يمثله حزب المستشار المحافظ فولفغانغ شوسيل. وحول الهزيمة الكبيرة التي مني بها حزب الاحرار اليميني مقارنة بالنسبة العالية من الاصوات التي حصل عليها في انتخابات عام 1999 الاخيرة اوضح الشقفه بان هذه النتيجة تتناسب مع حجم وشعبية حزب الاحرار باعتبار ان فوز هذا الحزب بحوالي 27 بالمائة من الاصوات قبل ثلاث سنوات لم يكن طبيعيا. وابدى رئيس الهيئة الاسلامية ارتياحه لتدني شعبية الاحرار بسبب مواقف هذا الحزب المناهضة للاجانب والمسلمين.وقال لقد عاد هذا الحزب الى وضعه الطبيعي كحزب صغير من الدرجة الثالثة. وحول تأثير هذه النتائج على الساحة السياسية في النمسا قال الشقفه ان هذه النتائج ستؤدي الى استقرار الاوضاع السياسية في المستقبل بسبب احتمالات قيام ائتلاف بين الشعب والاشتراكي وتمتعهما بما وصفه باغلبية مريحة في البرلمان وانعكاسات ذلك الايجابية على البلاد. وفيما يتصل بالاثار المحتملة على المسلمين قال رئيس الهيئة الاسلامية ان الوضع سيبقى على ما هو عليه و لن يتغير شيئا لان علاقة الهيئة الاسلامية بالحزبين النمساويين الكبيرين وهما الشعب والاشتراكي تظل علاقة جيدة.واكد الشقفه ان الهيئة الاسلامية تجمعها علاقات مميزة مع اقطاب حزب الشعب الذي فاز بشكل كبير في الانتخابات ولاسيما المستشار فولفغانغ شوسيل ووزيرة الخارجية النمساوية بينتا فيريرو فالدنر ووزير الداخلية ارنست شترايسر. من ناحية اخرى تناول رئيس الهيئة الاسلامية شؤون الجالية الاسلامية في النمسا وخاصة ما يتعلق باحتمالات توقف العمل بانشاء المقبرة الاسلامية في فيينا اثر الانتخابات وقال ان الاعمال الجارية لانشاء هذه المقبرة مستمرة ولن تتاثر لانها شأن من شوون بلدية فيينا التي يحكمها الاشتراكيون والذين اتخذوا قرارا بهذا الصدد في وقت سابق ولا يتوقع ان يعدلوا عنه. وفيما يتعلق بالقوانين الخاصة بالاجانب كالهجرة ولم الشمل قال الشقفه ان هذا الامر له علاقة بطبيعة تشكيلة الائتلاف الحكومي الجديد في النمسا. وبين ان استمرار ائتلاف حزب الشعب مع الاحرار قد ينعكس سلبا على وضع الاجانب والمسلمين في النمسا لكنه اكد ان ائتلاف الحزب الاشتراكي مع الشعب يظل مرجحا وهذا سيكون في صالح الاجانب والعرب والمسلمين نظرا لمواقف الحزبين العقلانية والمعتدلة. واعتبر النتيجة التي حصل عليها المرشح العربي المسلم عمر الراوي في هذه الانتخابات والمتمثلة بفوزه باكثر من ثلاثة الاف صوت انها كانت جيدة باعتبار ان ترتيبه في صفوف حزبه الاشتراكي كان الثاني على مستوى العاصمة فيينا مما يشير الى تحسن فرص المسلمين في الانتخابات والمشاركة السياسية في البلاد. وعن دلالات مشاركة المسلمين بشكل مكثف في هذه الانتخابات قال الشقفه ان هذه المشاركة تعتبر بداية لزيادة الوعي السياسي معربا عن امله بمشاركة اسلامية اوسع في المستقبل. واستبعد رئيس الهيئة الاسلامية حصول المرشح العربي على مقعد في البرلمان في الوقت الراهن لكنه لم يستبعد احتمالات حدوث ذلك في الانتخابات المقبلة.ردا على سؤال فيما اذا كان هناك تنسيق بين الهيئة الاسلامية الرسمية في النمسا والمنظمات الاخرى الخاصة بالدفاع عن حقوق الاقليات والجاليات الاجنبية اشار الشقفة الى وجود تنسيق وتعاون بين الهيئة الاسلامية والمركز الاوروبي لرصد العنصرية وكراهية الاجانب في فيينا التابع للاتحاد الاوروبي. وثمن رئيس الهيئة الاسلامية النشاط الذي يقوم به هذا المركز واعتبره نوعا مما وصفه بالضغط الاخلاقي داخل المجتمعات الاوروبية للتصدي للافكار والتصرفات العنصرية والعدوانية ضد الاجانب. وقال انه في حالة وقوع تجاوزات على حقوق المسلمين فاننا نقوم بابلاغ المركز الاوروبي بها للمباشرة بالتحقيق والمتابعة حتى يتسنى ابلاغ الجهات القانونية الرسمية في النمسا واتخاذ ما تراه مناسبا للحد منها ومنع وقوعها في المستقبل.