أعلن مجلس الوزراء المصرى انتهاء حالة الطوارئ وحظر التجوال، رسمياً، اعتبارا من يوم أمس. وشوهدت وحدات عسكرية وآليات ثقيلة، وهي تنسحب من الشوارع الرئيسية بالقاهرة والمدن الكبرى، في الساعات الأولى من صباح الخميس، لتتسلم قوات الأمن بعض المواقع التأمينية، التي كانت قد شغلتها القوات المسلحة تطبيقًا لحظر التجول.. فيما انتشرت كمائن أمنية وتشكيلات شرطية بمحيط المنشآت الحيوية. وقال وزير الدولة للتنمية الإدارية، المهندس هاني محمود، فى تصريحات له عقب انتهاء اجتماع مجلس الوزراء الأربعاء، إن حالة الطوارئ تنتهي في جميع أنحاء البلاد وسيتم رفع حظر التجوال اعتبارا من (الخميس). وحذر مجلس الوزراء، خلال اجتماعه من أن أية محاولات لزعزعة الاستقرار، والمساس بأمن الوطن والمواطن بعد رفع حالة الطوارئ وحظر التجوال سيتم التعامل معها بكل حسم في إطار ما يكفله القانون من إجراءات رادعة ضد من تسول له نفسه العبث بأمن البلاد، والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة، وتعريض حياة المواطنين للخطر. وكان قد تم فرض حالة الطوارئ وحظر التجوال فى معظم المحافظات المصرية خاصة القاهرة منذ منتصف أغسطس الماضي بعد فض اعتصام رابعة العدوية بمدينة نصر وميدان النهضة بالجيزة، وأعمال العنف التى شهدتها مصر عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي. مباحثات عسكرية على صعيد آخر، بدأت صباح امس الخميس جلسة المباحثات العسكرية الرسمية المصرية الروسية بين الفريق اول عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربي وسيرجي شويجو وزير الدفاع الروسي، الذي استقبل استقبالاً رسمياً بمقر وزارة الدفاع. وأكد الفريق اول السيسي، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، ان المباحثات تطلق إشارة التواصل الممتد للعلاقات الاستراتيجية التاريخية من خلال بدء مرحلة جديدة من العمل المشترك والتعاون البناء المثمر على الصعيد العسكري يعزز العلاقات الممتدة بين البلدين منذ منتصف خمسينيات القرن الماضى ويعزز العلاقات التي تجمع شعبي البلدين. وأشار الفريق اول السيسي إلى أن مجالات التعاون تعمل على تحقيق أهدافنا فى اقامة السلام الشامل والعادل والمتوازن الذى يدعم توفير الامن فى منطقة الشرق الاوسط التي تعد قلب العالم وصمام الامان للامن والسلم الدوليين. اشتراط مصري ونسبت أنباء، لما سمتها «مصادر سيادية» قولها، إن الجيش المصري وضع شروطا للتعاون العسكري مع روسيا، منها ألا يقتصر التعاون على بيع الأسلحة لمصر، وإنما يمتد إلى التصنيع المشترك، على أن تساعد روسيا مصر فى إقامة قاعدة لتصنيع أسلحتها محليا، وكذلك عدم تدخل الجانب الروسي فى المجالات السياسية المصرية أو الضغط عليها بأي شكل فيما يخص علاقة مصر ببقية الدول، وألا يكون مقابل هذا التعاون أي مطالبات روسية بقطع علاقات مصر مع أي من دول العالم. ومباحثات سياسية بذات السياق، عقد وزير الخارجية نبيل فهمي ونظيره الروسي سيرجي لافروف مؤتمرا صحفيا مشتركا صباح أمس، تناولا فيه العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية الثنائية والقضايا الإقليمية وإصلاح منظومة الأممالمتحدة والمبادرة المصرية الخاصة بإخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. وأكد لافروف خلال المؤتمر على احترام روسيا لسيادة مصر وحق المصريين فى تقرير مصيرهم، وان زيارته الحالية لمصر تؤكد الاهمية التى توليها روسيا لتوطيد العلاقات مع مصر التي وصفها بأنها دولة صديقة والعلاقات ترتقي للمستوى الاستراتيجي. وأوضح ان روسيا تعمل على عقد مؤتمر دولي لبحث جعل الشرق الاوسط منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل. وأضاف لافروف انه قد تم الاتفاق على عقد لقاءات على مستوى الخبراء بين مصر وروسيا فى مجالات عدة منها الطاقة والاستثمار، مشيرا إلى أن روسيا مستعدة لمساعدة مصر في كافة المجالات للوصول للاستقرار الذي ساعد عليه رفع الطوارئ والحظر. كما وجه لافروف الشكر لمصر لموقفها حيال القضية السورية والدفع باتجاه تسوية سياسية مؤكدا أن لدى مصر وروسيا رؤية مشتركة ومتطابقة حول عقد مؤتمر جنيف2 لحل القضية السورية بالشكل السلمي، وكذلك فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط. من جانبه، اوضح نبيل فهمي وزير الخارجية ان علاقة مصر بروسيا علاقة مستمرة وممتدة عبر سنوات طويلة واضاف انه سيتم اليوم عقد اجتماع رباعي مع الرئيس عدلي منصور والفريق اول عبدالفتاح السيسي ووزير الدفاع الروسي. وأكد فهمي تطلع بلاده لتعاون مثمر مع روسيا في كافة المجالات، لافتا الى ان المباحثات الثنائية التي عقدت صباح اليوم الخميس تركزت على تنمية العلاقات السياسية والاقتصادية بالإضافة للتعاون العسكري.