افتتح هذا المشروع العظيم في عهد صاحب الجلالة الملك فيصل بن عبد العزيز يرحمه الله عام 1392ه أي قبل 31 سنة وهو يعد من المشاريع الضخمة بمحافظة الأحساء التي نفذتها وزارة الزراعة والمياه سابقا قبل انفصال المياه عنها حديثا بتكاليف مالية كبيرة جدا ليخدم مساحات زراعية تقدر بآلاف (الهكتارات). هذا المشروع اهتم بإيجاد مصدر دائم ومقنن من المياه للمزارعين وزيادة المحاصيل وتوسيع الرقعة الزراعية وتوزيع المياه بالمجان وذلك باستخدام وسائل الري الحديثة. كما أن المشروع وفر الكثير بشق الطرق مما سهل حرية التحرك والتنقل بين المزارعين وتغطية معظم الطرقات بطبقة من الأسفلت إلا أن المشروع لم يلتفت إلى تغطية قنوات الصرف المكشوفة فصارت مكانا تتكاثر فيه الكثير من أنواع الحشرات الزاحفة منها والطائرة التي تساعد على انتشار الأمراض الفتاكة. فمعظم هذه المصارف التي يبلغ طولها أكثر من 1200كم تقريبا مكشوفة تتجمع فيها الأوساخ ومما تلفظه المزارع من مياه مالحة غير صالحة للاستخدام وبعضها مياه راكدة تتكاثر فيها الأوبئة وتتطاير فيها الروائح الكريهة التي تعج بها القرى التي تأخذ هذه القنوات المكشوفة مواقع رئيسية فيها حيث تتواجد لهذه الصروف قنوات مكشوفة فرعية ورئيسية تتوزع هذه القنوات على مختلف قطاعات المشروع حاملة مياه المزارع الزائدة!! والسؤال الذي نطرحه هل هناك برنامج يتم فيه التنسيق بين هيئة المشروع والجهات الحكومية الأخرى يتم من خلاله تغطية هذه المصارف تفاديا لخطورتها على المجتمع اوالمواطن؟ هل هناك أولوية ولو للمواقع الرئيسية أو تلك الأماكن التي توجد فيها تقاطعات على الطرق العامة التي تكون ذات ضرر على الناس وللحقيقة فإن هذه المصارف الضارة بالصحة والبيئة ترسم صورة غير حضارية ووضعها السيئ في عدم الاهتمام بنظافتها بشكل دوري. حيث أن الحشائش غطت جوانبها بشجر له نبتة تسبب الحساسية الجلدية وبعض أمراض الرمد للعيون ففي الأحساء تكثر الإصابة من تلك الأشجار والتي تغمر معظم الصروف والأوساخ المتراكمة وما يرمي فيها من مخلفات صارت تشكل الضرر الدائم للمواطن وصحة بيئته المهشمة من قبل إدارة المشروع طول السنوات الماضية فهل نترك هذه المناظر على طبيعتها الغير مألوفة اجتماعيا؟ لترسم صورة غير مقبولة لمجتمع الأحساء؟! ناصر الصويلح