يندرج القمار تحت عقود الغرر، وهي عقود معاوضات فيها غرر فاحش. أو: هي العقود التي غلب عليها الغرر حتى صارت تعرف به. وهي محرمة شرعاً. فالقمار فيه أكل لأموال الناس بالباطل. والقمار هو: عقد يتعهد بموجبه كل مقامر أن يدفع إذا خسر المقامرة للمقامر الذي كسبها مبلغاً من المال أو أي شيء آخر يتفق عليه. وقد اطلعت على بعض الألعاب في مدن ملاهي الأطفال في بعض المجمعات التجارية التي تندرج تحت عقود الغرر، بل ربما تندرج تحت القمار المحرم شرعاً. ويتم فيما يأتي تفصيل لذلك: - هناك لعبة يشترك فيها ستة أشخاص في مجموعتين تجلسان في صف واحد. وتشترط إدارة الملاهي حداً أدنى من المشتركين هو ثلاثة أشخاص. يجلس المتسابقون في مقاعدهم ويمسكون بمقبض رشاش للماء، يطلقون منه الماء في اتجاه فتحة صغيرة مقابلة لكل متسابق. كما يوجد شيء يخرج ويرتفع تدريجياً أمام كل متسابق مع ضغط الماء، ويحصل الذي يرتفع ما يقابله أكثر من غيره، أي يكسب شخص واحد ويخسر باقي المتسابقين. حيث يخسر كل منهم ما دفعه من مال للعب. ويحصل الفائز على دمية صغيرة. وإذا أراد الفائز الحصول على دمية أكبر فعليه إعادة اللاعب مرة أخرى بمقابل جديد وعليه الفوز مرة أخرى. يتمثل المقامر الأول هنا في كل لاعب من اللاعبين الستة، ويتمثل المقامر الثاني في صاحب اللعبة. ويكون احتمال فوز كل لاعب هو واحد إلى ستة، ويكون احتمال خسارته هو ستة إلى واحد. ويكون احتمال خسارة صاحب اللعبة للمجموع هو واحد إلى ستة، ويكون احتمال فوزه بالنسبة لمجموع اللاعبين هو ستة إلى واحد. - هناك لعبة يشترك فيها ستة أشخاص أيضاً على مجموعتين أسوة بسابقتها، ويوجد أمام كل لاعب خمسة رؤوس لحيوانات مختلفة تخرج من أماكنها بشكل عشوائي ثم تختبئ وعلى اللاعب أن يصيب رأس تلك اللعبة عند ظهورها، ويكون الفائز هو من يصيب أكبر عدد ممكن ويحصل على أكبر عدد ممكن من النقاط. وهناك فائز واحد فقط يحصل على جائزة تتمثل في دمية صغيرة، ويخسر اللاعبون ما دفعوه من أموال للعب. وإذا أراد الفائز الحصول على دمية أكبر فعليه إعادة اللاعب مرة أخرى بمقابل جديد وعليه الفوز مرة أخرى. يتمثل المقامر الأول هنا في كل لاعب من اللاعبين الستة، ويتمثل المقامر الثاني في صاحب اللعبة. ويكون احتمال فوز كل لاعب هو واحد إلى ستة، ويكون احتمال خسارته هو ستة إلى واحد. ويكون احتمال خسارة صاحب اللعبة للمجموع هو واحد إلى ستة، ويكون احتمال فوزه بالنسبة لمجموع اللاعبين هو ستة إلى واحد. - هناك لعبة أخرى تتكون من لوحة بداخلها عدد من المكعبات يحمل كل منها رقماً معيناً يرمز إلى رقم الهدية التي يحصل عليها الفائز هنا. وهو لاعب وحيد. يقوم اللاعب بوضع المقابل المادي وعليه أن يحرك ذراعاً تحرك بالداخل حرف S والذي عليه أن يدخله اللعب داخل المربع الذي يحمل رقماً معيناً. وعلى اللاعب أن يفعل ذلك في زمن معين. وقد شاهدت عدداً من اللاعبين حاول كل منهم أكثر من مرة ولم يتمكن أحد منهم من الفوز لأن ذلك الحرف مثبت بوضع معين يصعب معه إدخاله داخل المربع. ويتمثل المقامر الأول هنا في اللاعب، ويتمثل المقامر الثاني هنا في صاحب اللعبة. يحصل اللاعب إذا فاز على هدية تحمل نفس رقم المربع الذي وضع فيه الحرف S وإذا لم يتمكن فإنه يخسر المقابل الذي دفعه للعب. - هناك لعبة أخرى عبارة عن طاولة بها فتحات بعضها ملون وأغلبها غير ملون، وهذه الطاولة محاطة بإطار مائل من جميع جوانب الطاولة. يقوم اللاعب برمي كرة على ذلك الإطار فتتدحرج الكرة على الطاولة، فإذا وقعت الكرة في إحدى الفتحات الملونة فإنه يحصل على دمية، وإذا وقعت الكرة في فتحة غير ملونة فإنه يخسر المقابل الذي دفعه. يتمثل المقامر الأول هنا في اللاعب وهو واحد هنا، ويتمثل المقامر الثاني هنا في صاحب اللعبة. ويتساوى احتمال فوز اللاعب هنا مع احتمال خسارته عند بداية اللعب. - هناك ثلاث ألعاب أخرى تحمل نفس الفكرة ولكنها تختلف في الحجم. هناك صندوق زجاجي يختلف حجمه وتختلف في محتواها. يقوم اللاعب بعد دفع المقابل بتحريك يد ميكانيكية تتحرك داخل الصندوق محاولاً التقاط دمية أو أي شيء آخر من داخل الصندوق، وعليه أن يفعل ذلك خلال فترة زمنية معينة، فإذا تمكن من ذلك فإنه يحصل على هدية تتمثل في الدمية التي أخرجها من الصندوق، وإذا لم يتمكن من ذلك فإنه يخسر المقابل الذي دفعه. وقد شاهدت لاعباً يحاول ذلك فانفلتت الدمية من اليد الميكانيكية قبل أن يتمكن اللاعب من إخراجها ثم انتهى الوقت المخصص له وكان عليه أن يدفع عوضاً آخر للعب مرة أخرى. يتمثل المقامر الأول هنا في اللاعب وهو واحد هنا، ويتمثل المقامر الثاني هنا في صاحب اللعبة. ويتساوى احتمال فوز اللاعب هنا مع احتمال خسارته عند بداية اللعب. يتبين من العرض السابق تشابه تلك الألعاب مع القمار، وأغلب الظن أن اللاعبين يقومون بذلك من باب التسلية، دون معرفة بحرمة ذلك، ولكن لا أدري ما هو موقف صاحب الألعاب من ذلك.