المتتبع لما يحدث في الاراضي الفلسطينية يرى ان ما تقوم به القوات الإسرائيلية من اعتداءات سافرة ضد الفلسطينيين يتجاوز كافة الأعراف الدولية حيث منظر القتل والدمار والتشريد وهدم البيوت يتكرر كل يوم وبصفة مستمرة وسط ضحكات جنود الاحتلال الإسرائيلي وارتفاع شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي على عذابات الشعب الفلسطيني وما الحقه من دمار . الرضيعة ضحى وائل ابنة السنتين تتجسد من خلالها المأساة عندما هب معظم أطفال بيت ريما مذعورين من نومهم، على تساقط الحجارة فوق أسطح منازلهم، وتحطم زجاج نوافذها، وكأنهم يستفيقون على كابوس مرعب، أخرجه جنود الاحتلال الإسرائيلي. لقد أفاق أكثر من ثلاثة عشر طفلاً وطفلة من أبناء عمومة ضحى و أشقائها بعد أن أيقظتها صرخات إسرائيلية قوية طالبت أبناء المرحوم راسم الريماوي وأسرهم وبعض جيرانهم بالخروج من بيوتهم في الواحدة والربع من بعد منتصف الليلة قبل الماضية.وزاد فزع ضحى ومن معها بعد انهمار الحجارة من كل صوب على زجاج المنازل، مما شكل خطراً حقيقياً على حياتهم، إضافة إلى إطلاق أعداد كبيرة من قنابل الصوت صوبهم، حيث تعيش أسرة الريماوي كابوساً لا يطاق للأسبوع الثاني على التوالي في ظل تكرار مداهمة منازلهم الثمانية بطريقة همجية وجنونية، حسبما يصفها الأهالي.فآثار القلق والرعب لا تفارق عيون ووجهوه الأطفال الصغار الذين أجبروا للمرة السابعة خلال ثمانية أيام على المكوث في العراء، أثناء قيام جنود الاحتلال بمداهمة المنازل وتفتيشها وتحطيم أثاثها وقلب محتوياتها رأسا على عقب.ولقد مرت عليهم ليلة هي الأصعب بالنسبة للعائلة، حيث أجبرهم جنود الاحتلال على الجلوس لأكثر من ثلاث ساعات تحت المطر الشديد دون إبداء أي قدر من المسؤولية والشفقة تجاه النساء الحوامل والأطفال الرضع الذين كانوا يصرخون ويعبرون عن آلامهم بالبكاء والصراخ الشديدين.ويؤكد أبناء عائلة الريماوي، أن الجنود يتسمون بالوحشية والتجرد من معاني الإنسانية، مدللين على ذلك بتركهم في العراء والبرد وتصويب البنادق عليهم والتحقيق معهم حول أمور لا يعلمون عنها شيئاً.وقال الطبيب باسم الريماوي، أحد جيران هذه العائلة الذي يشغل منصب مدير الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة في رام الله، إن الرعب أدى إلى حالات مرضية وصدمات نفسية لدى أطفال بيت ريما بشكل عام وأطفال عائلة راسم والجيران بشكل خاص، ومن أبرزها التبول اللاإرادي، والقلق أثناء النوم والخوف من اقتراب الليل.وبين الدكتور الريماوي، أن قسماً من أطفاله وأبناء الحي باتوا يعانون فقدان الشهية والخوف الشديد جراء ممارسات جيش الاحتلال الهمجية.