صور معبرة تعكس تلقائية اللقاء وصدقه وعفويته بين المواطن البسيط وقيادته الرشيدة... صور تحكي عمق العلاقة وصدق المشاعر... صور تبقى في الذاكرة كتاريخ يعشقه الوطن... صور جسدت معاني التلاحم بين القيادة وإنسان هذه الأرض سواء كبر حجمه أو صغر... صور مزجت بين الأصالة والحب والوفاء... صور ذكرتنا بالمؤسس الملك عبدالعزيز عندما كان يقوم بجولات تفقدية على المواطنين والمحتاجين في الساعات الأخيرة من الليل... صور مؤثرة ذكرتنا بذلك الإرث التاريخي العظيم لمؤسس هذا الكيان الملك عبدالعزيز. وحين يلامس الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بتوجيه من رمز هذا الوطن فهد بن عبدالعزيز (حفظه الله) هموم المواطنين ويعايشهم في منازلهم الصغيرة في بعض أحياء الرياض القديمة ويتحدث مع هذا الرجل المسن وتلك المرأة العجوز وذلك الطفل والشاب وكل الذين التفوا حوله كانوا يتحدثون معه بتلقائية ووفاء وأريحية رجل يحمل في قلبه كل الحب وكل الوفاء لهذه الأرض ولإنسانها... كان عبدالله بين هؤلاء الناس يمثل رمز هذا الوطن فهد بن عبدالعزيز وكأني بتلك المرأة التي كانت تخاطب الأمير عبدالله وكأنه واحد من أبنائها وكأني بذلك الرجل المسن الذي كان يتحدث بصدق عن همومه وكأنه يتحدث مع جاره أو شقيقه وكأني بذلك الطفل (الأسمر) الذي داعبه الأمير عبدالله وكأنه أحد أبنائه.. هذه الصور امتزجت في خاطري وأنا أشاهد كغيري من المواطنين وجميع المشاهدين عبر التلفاز تلك الزيارة التي قام بها الأمير عبدالله الى بعض أحياء مدينة الرياض القديمة من أجل تلمس احتياجات كل مواطن والقضاء على الفقر بين هؤلاء وهؤلاء ولنقرأ سويا ما قاله عبدالله شقيق الفهد: إنني اليوم بين أهلي وقومي، جئت لاتفقد أمورهم وأنظر أحوالهم فليس السمع كالنظر فنحن مؤتمنون أمام الله جل جلاله تجاه كل فرد من أبناء الوطن العزيز وزيارتي هذه لاتحمل الرياء وأعوذ بالله منه ولكنها المسؤولية التي تحتم على كل مسؤول أن يدرك أن دوره يتخطى المكاتب ويتجاوز حدود المراجعين، فمن الناس من يمنعهم حياؤهم السؤال وإن اشتدت بهم الحاجة فالله جل جلاله يقول (للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم). هؤلاء لهم حق علينا نسعى لهم في محاولة المؤتمن المجتهد إن شاء الله أن نعي الأسباب ونوجد الحلول لأوضاعهم لذلك فالهدف من مجيئي هنا الليلة يحمل واجبا تمليه علينا عقيدتنا الإسلامية التي تتجاوز أي اعتبارات سياسية أو إعلامية. وما حضوري اليوم بين إخواني وأخواتي وأبنائي وبناتي إلا لوازع إنساني نابع كما قلنا من شرعنا المطهر ثم باهتمام أخي خادم الحرمين الشريفين لنسلط الضوء على مشكلة الحاجة التي تجعل من بعض المواطنين دون ذنب منهم يعانون ظروفا حياتية قاسية، فمشكلة الفقر لا تعالج بقرارات ارتجالية ولا تحلها الأمنيات والأحلام ولكنها تتطلب معالجة موضوعية في ضوء استراتيجية وطنية شاملة عمادها التكافل الاجتماعي تسهم فيها الدولة يدا بيد مع المقتدرين من شرفاء هذا الوطن وهم إن شاء الله ممن وصفهم الحق تعالى بقوله الكريم (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم). هذه الاستراتيجية تتطلب قبل كل شيء الاعتراف بالمشكلة ومن ثم طرح تلك الاستراتيجية وتنفيذها على أرض الواقع بشكل عاجل تاركا تفاصيلها لمعالي الأخ على النملة وزير العمل والشؤون الاجتماعية فالتحدي صعب ولكن الإرادة المتوكلة على الله جل جلاله قادرة على مواجهته. نعم إننا ندرك أن ما نأمله لا يمكن أن يتحقق في يوم وليلة ولكننا واثقون أن الله العلي القدير سيمدنا بعونه ويمكننا من القيام بما يمليه علينا ديننا ثم وطنيتنا نحو أهلنا من أبناء وطننا الكرام الذين يعيشون في ظل الفاقة حتى يستطيع كل مواطن في اي مكان من بلادنا الغالية أن يحصل على الحد اللائق من متطلبات الحياة الكريمة إن شاء الله وإني من مكاني هذا أهيب بكل مقتدر أن يسارع ويساهم معنا ولا أعظم من قول الحق تعالى انطق به وادعو كل من أغناه الله من فضله قائلا: (هأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء) وإني لشديد الرجاء بالله جلت قدرته ثم بأبناء هذا الوطن من المقتدرين. @@ سلطان بن محمد ونحن نستمع إلى سمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير وهو يتحدث عن إنجاز وطني (المراعي) يضاف إلى الانجازات الوطنية التي تحققت على هذه الأرض عندما كنا نستمع إليه كان الأمير يروي قصة نجاح مشروع وطني جبار له طموحاته وتطلعاته ليكون جزءا من النجاحات التي تحققت للوطن في مجال صناعة الغذاء. يضاف إلى ذلك النجاح تلك الصور الجميلة التي تحدث عنها الأمير سلطان بن محمد عن الكيفية التي تحقق بها هذا النجاح وكيف أن الدولة تسهم إلى حد كبير في ايجاد المناخ الطيب لنجاح أي عمل جبار. سلطان بن محمد كان بأسلوبه الجميل عملاقا فيما يقول وفيما يحلم أن يكون.. هذا الإنجاز الخير للوطن. @@ تذكر تذكر - يا سيدي- أن مواجهتنا لحزن الآخرين أسهل بكثير من مواجهة أحزاننا وتذكر - أيضا- أن الحزن- أحيانا - أفضل من الضحك فقد يظهر الحزن على وجهك ولكنه يوسع لك آفاق التفاهم والمعالجة وتصبح عند ذلك في المسار الصحيح لتسقط كل الأحزان. @@ قبل الأخير لا حزن أعمق من حزن يتكلم. @@ آخر ورقة أن تدعو الى الاحسان شيء وأن تحسن شيء آخر.