المزاد مفتوح الآن على سفك الدم الفلسطيني، وطي صفحة عرفات آخر رموز السلطة، بين اثنين من عتاة الإرهاب شارون ونتنياهو في دعايتهما للفوز برئاسة حزب الليكود. أما موفاز فإنه يدشن الأسابيع التي سيقضيها وزيراً للحرب بمجزرة جديدة كبيرة ضد الفلسطينيين بدأت بكبرى مدن الضفة نابلس وستتسع، وأُطلق عليها فارس الليل ، نكاية بمسلسل فارس بلا جواد ! اليمين المتطرف بأحزابه السياسية والدينية وبطروحاته التي لا تعترف بحقوق للشعب الفلسطيني وتنبذ أي سلام وأية تسوية سياسية هو سيد الموقف الآن في إسرائيل، وهو صاحب الصوت الأعلى. واستطلاعات الرأي العام ترجح فوزه في انتخابات الكنيست وتشكيل حكومة دون الحاجة للائتلاف مع أحزاب من خارج دائرته الشريرة. وسواء كان شارون أم نتنياهو هو الرئيس القادم للحكومة، فكلاهما أسوأ من بعضهما، ولا يرجى من ورائهما إلا المزيد من الخراب والدمار.. وهما لا يتنافسان أمام جمهور الناخبين بطرح حلول وأفكار سلام إنما التهديد والترهيب للشعب الفلسطيني والمنطقة بأسرها. أما حزب العمل فإنه يتراجع، ويتراشق قادته بألفاظ وأوصاف شديدة القذارة في المنافسة على رئاسة الحزب، واليسار عموماً اختفى صوته تماماً، ولا نسمع - حتى همساً - أي دبيب حركة لمن كانوا يسمون بدعاة السلام و السلام الآن . وهذا يكشف عن الوجه الحقيقي لإسرائيل في مرحلة شارون الذي جاء فنزع قناعاً زائفاً ألبسه إياها رابين وبيريز وباراك من بعدهما. والحقبة الشارونية الإرهابية ستطول لأنها تجد السند والتأييد من الإدارة الأميركية العنصرية التي لا تقل عنها شراسة في سفك الدماء وفي النظرة شديدة الدونية للعرب خاصة بعد سيطرة إدارة بوش الجمهورية على الكونجرس بمجلسيه، وأصبح الطريق سالكاً أمام تلك الإدارة لتفعل ماتريد في سبيل انفرادها بقيادة العالم، وإعطاء إسرائيل ماتريد في سبيل إخضاعها للفلسطينيين المتمردين والعرب المارقين. ما يجري في إسرائيل الآن هو حلقة أخرى في السيناريو الأسوأ الذي توقعه عمرو موسى أمين الجامعة العربية مع وصول شارون للحكم. وأثبتت الأيام صحة التوقع، وسوداوية المخطط، وتتابع عمليات تنفيذ مراحله بكل دقة. لكن إذا كان العرب قد سقطوا من أية حسابات لمواجهة هذا الأسوأ، فإن الشعب الفلسطيني الأعزل الجائع الفقير المعدم المحاصر يقاوم بكل جسارة. وقد نجح في تعرية شارون وسيفعلها معه أو مع غيره، والنصر سيكون حليفه في النهاية.