أهنئكم بحلول شهر رمضان المبارك.. شهر الخير والبركة والصحة والعافية.. الذي لو عرف الناس من خلاله فوائد الصوم الدينية والصحية لفضلوا صيام الدهر كله . نحن الآن في بلد إسلامي في جو شعائري تؤدي صيامك بين أناس مسلمين يؤمنون بالصيام وبأنه واجب ديني وفريضة من فرائض الإسلام وتعيش في أجواء ومحافل عبادية من قراءة القرآن وحضور الصلوات والمحاضرات الدينية وغيرها ويكثر فيها الارتباط والزيارات الأسرية . ولكن تخيل أنك تصوم في بلد خارج بلدك مثل الدول الأوروبية والأمريكية التي تضطر فيها أن تقضي أيام رمضان هناك بسبب الارتباط سواء بالدراسة أو العمل وبالطبع تعيش بين أناس غير مسلمين ومن مختلف الأديان وقلة منهم لا تراعي شعور الصائم . وهذا يحدث كثيراً للطلبة الدارسين لأن الدراسة على فترات وعدة ساعات بالنهار والليل وفي بعض الأحيان تصادف الامتحانات في شهر رمضان المبارك بالإضافة إلى طول وقت النهار مما يتأخر وقت الإفطار إلى التاسعة مساءً في بعض البلدان واستمرار تدريس المحاضرات مما يكون من الصعب على الصائم الاستمرار . فقد صادفني الكثير من المواقف أثناء الدراسة بالولايات المتحدةالأمريكية منها أنه تم الاتفاق مع الدكتور المحاضر أن يسمح لي بالخروج مدة 10 - 15 دقيقة لأداء الصلاة وتناول وجبة الإفطار الخفيفة وبعدها اكمل المحاضرة . فعرفت أن الغالبية العظمى من هذا الشعب لا تعرف شيئاً عن المسلمين وعقائدهم وشعائرهم الدينية لأنني فوجئت بأن الكثير من الطلبة يسألونني أسئلة كثيرة عن الصيام وعدد الأيام التي أصوم فيها وعدد الساعات باليوم وهل الصوم هو الامتناع عن الأكل فقط أو الشراب ولماذا نصوم وغيرها من الأسئلة الطويلة . وأجبت عن كل هذه الأسئلة وكانت فعلا محاضرة عن فوائد الصوم من الناحية الدينية والروحانية وأهميتها طبياً وجسدياً مما دفع الكثير منهم لمراعاة شعور الصائم وهذا هو الواجب علينا كمسلمين أن نشرح حكام ديننا الإسلامية وبما أن أحد فوائد الصوم هو التحمل والصبر خاصة إذا كان الصائم يعيش في بلد محاط في جميع أنواع المغريات ولكن الله سبحانه وتعالى يجزيه بالثواب والحسنات كلما كان إيماننا بالله ووازعنا الديني قوياً حتى نكون قدوة حسنة للمؤمن المسلم الصابر لينال رضا الله سبحانه و نفوز بالجنة . وأسال الله أن يتقبل صيامنا وصيامكم إن شاء الله . الدكتور ابراهيم عبدالوهاب الصحاف أخصائي علاج الآلام والطب الشرقي والوخز بالإبر الصينية [email protected]