الشعراء في هذا الشهر الفضيل حالهم كحال سائر الناس يجدون فيه فرصة عظيمة للفوز بالأجر من الله صياما وقياما , ولهذا نجدهم أقل اهتماما فيه بالشعر وهاجسه حتى أن البعض منهم نجده عن قصد يبتعد عن تجمعات الشعراء في رمضان لينصرف تماما عما قد يذكره بالشعر وأموره . ولا يعني ذلك أنهم يقرون بتعارض الشعر مع رمضان وروحانيته او أن فيه ما يمكن أن يجعل من التعامل معه معصية تستوجب الترك لانه لو كان هذا صحيحا فإن رب رمضان هو رب باقي أشهر السنة , ولكن ما يجعلهم يبتعدون عنه هو رغبتهم في التفرغ التام للعبادات وانتهاز فرصة الاجر المضاعف في الشهر الكريم مثلهم مثل أقرانهم من الرياضيين والفنانين التشكيليين وغيرهم من أصحاب الهوايات والمواهب . * ومع ذلك كله فإن الهاجس الشعري حالة نفسية وجدانية يصعب السيطرة عليها بإرادة الشخص نفسه أو التحكم في توقيت حضوره وغيابه ومن هنا نجد البعض من الشعراء لا يختلف حاله مع الشعر في رمضان عن بقية الأيام بل على العكس من ذلك فمع الصفاء النفسي والذهني أثناء الصيام يصبحون أكثر ميلا لكتابة القصيدة وقد ينتهي الشهر الفضيل وقد أنجز خمس أو أربع قصائد رمضانية على مستوى جيد . الشيء المهم في الموضوع وبما أن الحديث عن رمضان وهاجس الشعر فيه يجب أن يعي الشعراء خصوصية هذا الشهر شهر الصيام والذكر والقيام وإن كان لا بد من الكتابة وتداول القصائد فيه فليتذكروا أن لكل مقام مقالا .. والفرصة سانحة امام كل شاعر حصر موهبته بكتابة باب معين من أبواب الشعر ولا توجد لديه قصيدة تصنف على أنها توجيهية الطابع .. أقول الفرصة سانحة أمام الجميع لطرق هذا الباب فالأنفس متهيأة لذلك بفضل روحانية رمضان وأجوائه الايمانية.